النقاب يحول النساء إلي أشباح (2)



عبدالعزيزخليل ابراهيم
2012 / 8 / 9

مازال الحديث موصول حول موضوع النقاب ومن المعلوم انه لم ترد كلمة النقاب بمعني الغطاء في آيات الذكر الحكيم وقد وردت مشتقات الكلمة في القرآن الكريم لتفيد معان أخري وذلك في موضعين الآولي في قوله تعالي ( فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) سورة النور الاية 97 أي خرقا وثقبا لصلابته وثخانته .
والثانية في قوله تعالي ( فنقبوا في البلاد هل من محيص ) سورة ق الآية 38 والمعني أي طوفوا في البلاد أيها الناس حذر الموت .
أما وردوها ( أي النقاب) بمعني الستر أوتغطية الوجه وأخفاءه فلم يرد من ذلك شئ في أيات القرآن الكريم .
وفي ذبك يقول الاستاذ الدكتور أحمد شوقي الفنجري في كتابه القيم (مفاهيم خاطئة تؤخر المسلمين ) صفحة 279 عن موضوع النقاب فقال مانصه ( لايوجد في القرآن الكريم كله أو الحديث الصحيح أمر يفرض علي النساء ، وقد حاول بعض المعسرين ( المتنطعين) نفسير قوله تعالي ( وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ) الآيه 31 من سورة النور علي أن هذا يعني أن المرأة تدلي خمارها من فوق رأسها ليغطي وجهها وهذا خطا لغوي وفقهي لأن الخمار كان يغطي به الرأس ويتدلي علي الكتفين فالأمر هنا ينص كما فسره جميع علماء الفقه علي أن تغطي ( الجيب) وهو فتحة الصدر مابين النهدين بطرف الخمار ، ولوكان الأمر يحمل معني غطاء الوجه كما يدعي هؤلاء المغالون المعسرون المعقدون لجاءت الآية الكريمة بما يلي ( وليضربن خمرهن علي وجوههن ) .
ولكي يحارب الإسلام عادة النقاب ويلغيها من حياة المسلمين والناس فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم المرأة بعدم لبس النقاب والقفازين في مناسك الحج والعمرة ، واتفق الفقهاء أن المرأة إذا لبست النقاب في الحج عامدة منعمدة يبطل حجها وإذا لبسته من باب السهو أو الجهل فعليها فدية بإعتبار أن ما فعلته ذنب وخطيئة في حق دينها .
ونص الحديث الشريف هو ( لاتنقب المحرمة ولاتلبس القفازين ) رواه البخاري ومسلم .
والأمر البديهي الذي لايجب أن يغيب عن ذهن أي قارئ ومتعلم أن هذا التشريع يعني كراهية لبس النقاب والحث علي إلغائه فتحريمه جاء هنا في أقدس وأطهر مكان هو مناسك الحج والعمرة والكعبة وفي حضور صفوة الرجال والحجاج وفي حضور سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والصحابة وبهذا يصبح السفور أمر عاديا في غير الحج ، ولو كان النقاب مستحبا كما يدعي المغرضون لكان الأمر بالعكس ولفرضه الاسلام في هذا الموقف الجليل أكثر من أي مكان آخر ولكن الاسلام يتبع طريقة التدرج كما في النهي عن الخمر مثلا ).
وقد كان النساء في زمن النبي صلي الله عليه وسلم يحضرن الصلاة في المسجد وخلف النبي سافرات الوجوه وكن يحضرن دروس الدين والعلم في مجلسه ويناقشه في أي قضية وهن سافرات وقد جاتء في حديث صحيح مسلم مامعناه ( أن أمراة جاءت إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه وقالت يارسول الله جئت لأطلب منك أن تتزوجني فنظر لها الرسول ثم أعتذر لها برفق فقام رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم فقال يارسول الله إنني أريد الزواج من هذه المرأة إن أردات الموافقة بي فطلب النبي من المرأة أن تقول رأيها في الزواج من هذا الرجل ففكرت ثم قالت يارسول الله أنا موافقة علي الزواج من هذا الصحابي فقام النبي صلي الله عليه وسلم وزوجها له ).
ومن المعلوم ان هذه المرأة الصحابية قد دخلت بلا شك سافرة الوجه في حضور الرسول وأصحابه وأنهم جميعا قد نظروا إلي وجهها وفي القرآن الكريم إشارات واضحة إلي كراهية النقاب من ذلك قوله تعالي ( ولايبدين زينتهن إلا ماظهر منها ) سورة النور وقد أجمع المفسرون قديما وحديثا أنه رخصه للمرأة أن تظهر زينة الوجه ولانخفيه بالنقاب كما أجمعوا علي تفسير قوله تعالي ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) أن هذه رخصة واضحة للمرأة بسفور الوجه لأن غض البصر عن الشئ المرئي وليس عن الشئ الخفي .
والإسلام لم بحرم النظرة المحترمة للمرأة والمرأة للرجل لان المراة اسان كامل مثل الرجل والمرأة تريد الخروج للحياة والتعامل مع كل الناس في نواحي الحياة وتنظر إلي الناس التي تتعامل معهم في كل نواحي الحياة وهذه ضرورة بدونها لاتمشي الحياة والله تعالي لم يأمرنا أن نمشي في الطرقات وفي كل المعاملات في الحياة أن نمشي عمي ونتعامل مع أشباح لانعرف من هم ومن هنا فالنظر واجب للرجال والنساء في الحياة وذلك في حدود الادب والاحترام والتعامل الانساني بينهم وبدون ذلك لاتستقيم الحياة والنساء شقائق الرجال وليسوا مخلوقات تعيش في كواكب أخري بعيدا عن الأرض .
وللحديث بقية نتكلم فيها عن أضرار النقاب في الحياة ان شاء الله .