المرأة مابين صراع التهميش والتقدير



كرمل عبده سعودي
2012 / 8 / 25

نتطلع جميعنا إلي السلام ووعدنا الله سبحانه وتعالي بأنه سوف ياتي اليوم الذي يتحقق فيه السلام علي الارض وهنا وتخصيصا نذكر دور المرأة في تحقيق السلام المنشود فلا يمكن تحقيق حضارة عالمية دائمة التطور في ظل السلام دون مشاركة كاملة للمرأة في مختلف النشاطات الإنسانية
مازال هناك بون شاسع بين مانردده من أفكار سامية عن دور المرأة والتطبيق العملي لها , وهنا يأتي دور مؤسسات العالم التي غالبية اعضائها من الرجال أن تستخدم تأثيرها في تعزيز مشاركة النساء مشاركة منظمة وفعالة وليس من قبيل التعاطف بل بدافع الايمان بأن مساهمات النساء ضرورية للمجتمع الإنساني وسوف تأتي ثمار تلك المشاركة الإيجابية التقدير اللازم وتنتج حضارة أكثر أمنا واتزانا وعدلا وازدهارا .
هناك بعض الاختلافات البيولوجية بين الجنسين وهما وجهان مكتملان لشئ واحد فاحدهما مكمل للآخر وهذه الاختلافات لا يمكن أن تكون سبب لعدم المساواة والتفرقة فلابد من تقدير دور المرأة في كونها الام والمربية لاطفالها فهذا الدور العظيم لا يقلل من شأنها فتفاعلها فكريا وعلميا وابداعيا يجب أن يلقوا القبول والتاييد لدي الجميع فبجانب مهاراتها في مجال الامومة هي ايضا اثبتت كفاءة في كثير من المجالات وبصورة واضحة وبخطي سريعه . وعلي هذا لابد من الانصاف في أتاحة المجال لهذه المشاركة الفعلية دون التعلل ببعض المفاهيم الموروثة عن ضعف المرأة وحاجتها الدائمة للحماية التي استوجبت التهميش ولفترات طويلة أصبحت هذه المعازير سبب في تأخر نصف قوي العالم للمشاركة في مسيرة التقدم والتحضر .
وحتى تكتمل الصورة فكثير من المجتمعات بل معظمها مازال يستخدم سياسة العنف ضد المرأة ولابد أن يجتث فورا لانه يمثل أكثر أنتهاكات حقوق الإنسان
والفكر المتدني الذي يجاهد في اثبات فكرة أن المرأة مخلوق أدني ولابد أن تعامل بهذا فذلك المارد الذي يظهر في هيكل جسدي رقيق يحمل في قواة كل ما يتمتع به الرجال فقوة الفكر والانضباط والمثابرة والتميز والنجاح الباهر الذي شهد به التاريخ يحكي عن كونها مخلوق فوقي ولابد أن تتعامل من هذا السمو وما كان يجود به مجتمع الرجال من عطف وشفقة للمرأة لابد وأن يتغير إلي تقدير واحترام مشمول بالمحبة .
ويلعب التعليم دورا اساسيا في فتح دفع مسيرة التطور في عالمنا المعاصر ولابد أن لا يقتصر علي تعليم الرجال أو اعتباره ذو اولوية بل يجب أن يشمل المرأة ايضا بل يكون له الاولوية وقد أثبتت الدراسات مبدأ ثابتا وهو أن من بين كافة الاستثمارات المتاحة تبقي ثمار تعليم النساء والفتيات تشكل أكبر عائد نفعي في مجال التطوير الاجتماعي والقضاء علي الفقر وتقدم المجتمع .
ولابد الآن أن تتوجه جميع القوي الإنسانية نحو الاستفادة من تلك القوي المتمثلة في المرأة إذا كنا نسعي لتحقيق مدنية عادلة ونذكر ذلك التشبيه الذي ذكر في التعاليم البهائية "
"إنّ العالمَ الإنسانيّ أشبه بطيرٍ له جناحان؛ أحدهما الرّجال والآخر النّساء. وما لم يكن الجناحان قويّين تويِّدهما قوّة واحدة، فإنّ هذا الطّير لا يمكن أن يطير نحو السّماء".