غشاء البكارة جزء من الشرف



فوزي بن يونس بن حديد
2012 / 9 / 7


ما الفرق بين أنثى فُضّت بكارتها ولا تبالي وأخرى تحافظ عليه وتعتبره جزءا من الشرف تدافع عنه بشدة؟ بين أنثى لا تعتدّ بلغة البكارة وأنها جزء منها، بل إن أول ما تتعلم الفتاة من أمها أنه يجب أن تحافظ على نفسها من أنياب الذئاب خوفا من أن تخسر شرفها وتعتبر منبوذة في المجتمع، هل هذا الإحساس عار أو أنه مجرد صورة عابرة مرت في حياة تلك الفتاة تتجاوزه بكل يسر؟.
أقول لمن لا تعتبر البكارة جزءا من شرف المرأة أو الأنثى لماذا إذا تشعرين أيتها المرأة بالذنب عندما تخسرين هذا الغشاء وتبدين في حالة نفسية غريبة وسيئة وتحاولين حينئذ أن تنتقمي من الذي داس على كرامتك وشرفك؟ لماذا تبكي المرأة عندما تخسر هذا الغشاء؟ ألا يمثل ذلك جزءا من شرفها؟ لماذا تراوغ بعض النساء الرجال وتفهمهم أنه من الغباء البحث في غشاء البكارة ليلة الزفاف أليس من حق الرجل أن يتحقق من شرف زوجته في الليلة الأولى وهو عرف تتشدد فيه النساء أكثر من الرجال؟.
إن الأنثى لتعتز بنفسها عندما تكون كاملة، وتغمرها السعادة وهي تتجول في كل مكان، وتعلن للناس أجمعين أنها طاهرة وكاملة وشريفة، وتبدو خائفة وناقصة ومرتجفة فيما لو فضّت بكارتها لأي سبب من الأسباب، على أننا يجب أن نقر نحن الرجال أن لنا بكارة أيضا ومن فضّها فمن حق المرأة أن تحتج على زوجها وتعلن انفصالها عنه لأنه لم يكن طاهرا.
وقد يستغرب الرجال من قولي، وحتى لا تنهض النساء المحررات في وجهي علي أن أعلن من خلال هذا المقال، فكما أن للمرأة بكارة فللرجل بكارة أيضا رغم الاختلاف الموجود بين الذكر والأنثى، ولتعلم المرأة أن الرجل لا يمكن أن يلهو كيفما شاء بدعوى أنه رجل وهو يلقي تفثه في رحم المرأة وقتما شاء ولا يخسر شيئا، نقول له قد خسرت وخسئت لأنك بهذا فقدت بكارتك وفضضتها وكنت فضّا
حينما رميت بأول سائل في غير موقعه، وكان الأجدر بك أن ترميه في قرار مكين وموضع طاهر نقي، ومن حق من ارتبطت بك أن ترفع دعوى ضدك وتنفصل عنك إذا رأت منك ما يستدعي الانفصال، لذلك لا بد للفتاة أن تتأكد من أن من يخطبها لم تفضّ بكارته وكان طاهرا شريفا ولا تدع الحب يمسخ روحها بنجس.
وتستطيع المرأة أن تكشف ذلك بكل سهولة ولديها من الإمكانات العجيبة والقدرة الفائقة على اكتشاف عذرية الرجل من نجاسته، عندئذ نستطيع أن نقول أن المرأة كالرجل مسؤول عن شرفه وكرامته، وأن الغشاء الموجود ليس خَلقا عبثا وإنما وجد ليحمي الفتاة أو المرأة من عدة أمراض قد تصيبها فيما لو كانت بلا غشاء، وبعد الزواج والعلاقة الشرعية يصبح الرحم مرنا وتصبح المرأة أكثر ثقة من نفسها بنفسها.
الأمر ليس بالصورة التي يعتقدها كثير من النساء أو الرجال إذا حكّمنا العقل والمنطق والشرع، فإننا نجد أن البكارة تشمل الجنسين، فلا فرق بين رجل وامرأة في الشرف والكرامة وإن المرأة أكثر حساسية بحكم عاطفتها الجياشة وسرعة انجرافها ووقوعها في الخطأ تحت تأثير كلمات معسولة من هنا وهناك أو هدايا تعشقها أو غير ذلك، وحتى الرجل فهو شهواني بطبعه يتعجّل في إرضاء نهمه ولا يفكر ألف مرة أنه يقع في محظور وأنه قد أنجس المكان الطاهر الذي لا يلجه إلا زوجها.
لا أدري لماذا هذا الهجوم الكاسح من قبل البعض على هذا الأمر والحال أن الفتاة نفسها لا تشعر بالأمان إلا إذا كان الغشاء موجودا لم يمسه أحد ولم يعتد عليه أحد إلا من ارتضته زوجا وهذا طبع في النساء جميعا منذ أن خُلقت حواء.