ألفاتِحَة الأنكلِيزيّة



فرياد إبراهيم
2012 / 9 / 13

ألفاتِحَة الأنكلِيزيّة

بقلم : فرياد إبراهيم

الكردي المسلم كأي مسلم آخر يتوجب عليه قراءة الفاتحة في كل صلاة فرضا
( 17) مرة في اليوم هذا عدا السنة والتعويض وفي مجالس العزاء وفي مناسبات أخرى. وامّي كذلك.
وكنت اجيد ترتيل القرآن ترتيلا وحفظت كثيرا من السور المتوسطة الطول والعرض بكاملها وانا لم ازل في المرحلة المتوسطة. وكنت اسمع امي الأمية تقرأ الفاتحة هكذا : (العمد لله رب الحالمين. الرعمن الرعيم....إياك نحبد وإياك نستحين...الذين أنحمت حليهم...ولا الزالين ...)
داده : بالله عليك أهي فاتحة ام جعجعة أم رحى تطحن قرونا ؟!
وكنت اصحح لها قولي : الحمد لله
هي : العمد لله
أنا : إياك نعبد
هي : إياك نحبد
لا لاينفع . ففِئة منا (خاصة أهل القرى وغيرالمتعلمين) يجعل (العين ع حاء ح) و (الحاء ح عينا ع) بالفطرة كما ينطق ا العرب ال p باءّ والراء المخففة مشددة. والمشددة مخففة :
( وه ره )=(وه رره)
مه رر = مه ر
ظلت أمي تقرأ بهذه الشاكلة جهرا في كل صلاتها عدا العجماوات. وذريعتها في ذلك أن أباها قد علمها هكذا بالسياط والركلات وهي لم تزل طفلة في الثامنة من العمر.
ذكرتُ لها جارتنا الطرشاء أم سامان . كيف يتقبل الله دعاءها إذا لم يفهم لغة الطرش .
" يا أمي : صلي إذن صلاة الطرّش والخرس تقيك من شر العين والحاء. أو اقرئيها كلها عجماء كي لا اسمعك على أضعف الأيمان. "
لم تلن ولم تذعن لندائي ورجائي.
وقلت لها يوما :
- اقرئيها أمي الحبيبة بأية لغة تشائين أليس هو الذي يسمع من في القبور؟ فهناك في القبور من مات قبل ظهور نبي العرب ، أليس كذلك؟
ولما شببتُ حثثتُها ان تقرأها باللغة الكردية . فجن جنونها ووبختني:
" هل تجرعت ذاك (الزقنبوت) مرة اخرى ؟!" تعني الشراب.
نزلت علي يوما افكار كالوحي. فقمت بكتابتها نثرا بصيغة سجع الكهان:
( بسم الله الرحمن الرحيم:
شُكرا لله خالِقِ الإنسِ والجّان ِ، مالِك جهنّم والجِنان ِ، إياكم أن تميزوا بين إنسان وإنسان ِ، لا فَرق بين مُسلِم ويّهودي وبوذِي و نَصراني، ولا بَينَ عَربيّ من قُريش أو من نجران أو بين عَربِي و غير عربي ، لا تنعِتُوا هؤلاء بالأعَاجم وانّما بالأخوَة في الإيمان ، أشف ِ لنا الطِرشان مع الخِرسان ِ، أنّك أنت تشفي الأطرش والأخرس مع العميان ِ ، واترك لنا برحمتك الخَيار أن نقرأ الفاتِحة بأية لُغة و لِسان ِ، يسّر لنا أمورنا والتغلب على وُعورة مَسالك القرآن والفِرقان ، فأنت (الرعيم الرعمان).
وقرأتها على أمي. و بعد ان فرغت من قرائتها طلبتُ منها أن تردد لفظة: (رعمان.) فنطقتها صحيحة : رحمان !!
سألت : ما هذا ؟ قلت : ان هذه هي (الفاتعة ) الكردية و باللغة العربية . فما هي الا أن أقتربت مني كنار بدخان وشرر : ويحك ان هذا تحريف، كفر! الفاتعة هذه غير التي احفطها.
واخبرتها :أنك بالطريقة القديمة كنت تسيئين الى المسيحيين بنعتهم ب (الضّالين ) سبع عشرة مرة في اليوم فرضا ، واليهود نفس عدد المرات بعبارة ( غير المغضوب عليهم) . وسنّة وتعويضا بغير عدّ و حساب.
لم تُخفِ امتعاضها : انها كلام الله والا فكيف لي أن أذكر بالسوء افضل ممرضة مسيحية في مدينتا كلها : كاترين. والمربية الفاضلة ( مامز) بنت اليهودية وعروسة حارتنا.
وفي الصيف زارتنا يوما زميلة من سكنة مناطق وسط البلاد . كانت إحدى زميلاتي منذ زمن الكلية . انها لم تتعلم سوى كلمات بعدد الأصابع باللغة الكردية . رغم انها كانت تقضي العطلة الصيفية بطولها كل عام في كردستان ومصايفها الجميلة . كلمات من قبيل ( وه رره ) أي تعال،(برو) بمعنى (حاجب) وهي تقصد ( بررو- بالراء الغليظة ) بمعنى (أذهب أو أمش) ، (سوباس- الباء بنقطة واحدة بدلا من ثلاث) أي(شكرا)...
والسبب – حسب إعتقادي- في عدم إهتمامهم بأية لغة غير لغتهم هو انهم يرون أن تعلم لغتهم من قبل الأعاجم فرضا بل واجبا ، ولا يكلفون انفسهم مشقة تعلم لغة أعجمية إستكبارا واستعلاء منهم لا عجزا واستغناءا ، بل واستهزاء بكل ما هو غير عربي ، وإنغلاقا على الشعوب الأخرى . فقلما يجد المرء عربيا تعلم اللغة الكردية أو الفارسية أو التركية رغم صلة الجوار والقرابة . أي ان العرب لم يكتفوا بحمل غير العرب أعباء دين غليظ بالفاظه ، شرس بمعانيه ، فضّ جاف عنيف بتعاليمه وأفكاره و مبادئه الشوفينية ، متخلف مشوه للحقائق والتأريخ ، مخالف للأنسانية ومقوّض لبنيان التعايش السلمي بين الشعوب والأديان على وجه البسيطة.
في ملتي واعتقادي ان الشعوب (المستسلمة) للأسلام، ولاأقول(المسلمة) وقعت تحت لواء محمد في عبوديتين معا، عبودية مزدوجة دون أن تشعر: عبودية تعلم لغة لا تمت بواقعهم بصلة ولا بتأريخهم ولا بتراثهم العريق ، وعبودية الأستسلام والطاعة العمياء.
تنهّدت بِمرَارة و قلت لها بِحرَارَة:
" ما لنا بتعلم لغة قرآن البعران. لغة الجاهلية. لغة الوأد وقطع الطرق والصعاليك وقراصنة قريش وأبو سفيان وأبو جهل والحجاج ومجرم الحرب خالد بن الوليد والقعقعاع وصدام ، لغة ( سنسمه على الخرطوم، وقاتلوهم حيث ثقتموهم، واضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) ، لغة سادية الآله[ كلما نضجت جلودهم- في نار جهنم – بدلناهم جلودا غيرها ] ، لغة القتل والسبي والنهب والإغتصاب والرجم وقطع الرأس وأضطهاد المرأة وتقييد الحريات ، دين الرياء والنفاق وإستغلال الضعيف ، دين العنف والهمجية والفسق والأعتداء وغسل العار وكلهم عار ، دين الدجالين والمشعوذين والمتخلفين عقليا، لغة القبور الجماعية والأعدامات على جذوع النخل واعمدة الكهرباء والهاتف ، لغة تشويه وجوه الحسناوات بالكي والتيزاب عقابا، لغة قتل المرأة جنسيا بقطع أكثر الأعضاء حساسية في جسد المرأة، لغة السياط والجلد حتى الموت... دين ( كنتم -أيها العرب خير - امة اخرجت للناس) ، تامرون بالمنكر وتنهون عن المعروف ، لذلك لكم الحق ان تركبوا على نساء الموالي والبيزنطيات الشقراوات ولكم ان تنكلوا بالهنديات والباكستانيات لدى إكتساحكم بلاد السند بقيادة (محمد بن القاسم ) لأنهن غير جميلات، وبل ولكم أن تنكحوا و (تدخلوا ب) كل ما ملكت أيمانكم. وانكحوا ما طاب لكم مثنى وثلاث ورباع ، واصعد بالعدد ل(خاتم الصعاليك ) فله ان ينكح خماس وسداس وسباع وثمان وتساع وعشار ... وما تشتهي أنفسكم وخاصة بعد أكل العسل والمن والسلوى ، ولكم بلا حساب ايها الأغنياء والأمراء من الجواري والغلمان الحسان، وعلى الفقراء ان يصوموا أبد الدهر أو أن يكتفوا بالإستمناء ، ولنبيكم (الفحل) ان ينكح من غير حساب وان ينام في فراش ماريا القبطية ورأته عائشة ذات الثمان، وقال بحقها (بنت الثمان عليها الضمان) ...
لا تيأسي يا أمي سأعلمك اللغة الأنكليزية. أبسط واليق بنا نحن الكُرد وخاصة فنحن من الجنس ألأوربي الآري ..وذلك عليك هيّن لأنك كصفحة بيضاء لم يعلمك دين محمد لا القراءة ولا الكتابة ؟ بل علمكن ان ( تطعن بعولكن في بيت الطاعة) علمكن أن تنجبن الأولاد ليس الا ، لأن دين ( الفاتحة) يقول بحقكن:
( لحصيرة في فناء الدار خير من امرأة لا تلد –حديث- ، وانكُنّ ناقصات عقل ودين –حديث- وخلقتنّ من ضلع أعوج. وعليكم أن تقِرن في بيوتكن كالأنعام في إنتظار بعولكن لأطعامكن أو ضربكنّ أن شاء أو هجركن في المضاجع متى ما يشاء أو ذبحكن كالنعاج إن زلت أقدامكن بعد أن زلت أقدام بعولتكن ألف مرة..!.)

أمي قولي : اعوج .
هي : أحوج .
هه .. وجدته انّكِ أحوج ان تبدأي بلغة (الفاتِئة):

( Faati’a )

فرياد إبراهيم