الأنثى ليست عورة



فوزي بن يونس بن حديد
2012 / 9 / 14

الأنثى ليست عورة
فوزي بن يونس بن حديد
يزعم بعض المتفيقهين من بني الإسلام أن الأنثى عورة وما هي بعورة ولكن هؤلاء لا يفقهون، لم يفهموا رسالة الإسلام للأنثى، ويقولون إن الأنثى يجب عليها أن تلبس النقاب وأن تكون محصورة في البيت لا ترى نور الشمس إلا من خلال شقوق البيت ويستدل بالآية الكريمة:" وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" ويلزمها بأن تكون عبدة للرجل ويدعي أن الإسلام هو من أراد لها ذلك.
هذه النظرة المعيبة ما زال يتشدق بها بعض الذين يدعون أنهم متمسكون بالإسلام لا سيما المذهب السلفي وكل متشدد لم يفقه حقيقة الإسلام ولم يقرأ تاريخ الإسلام وكيف ساهمت المرأة في صدر الإسلام في بناء الأمة وفي القتال والجهاد وفي تطبيب الجرحى أيام المعارك ضد الكفار والمشركين وفي الغزوات، ولنا في التاريخ نماذج حية لنساء كن بحق بجانب الرجال يصنعن التاريخ ويضربن المثل الأعلى في تربية النشء والخلق الرفيع ومنهن السيدة عائشة رضي الله عنها فقد كانت تعلّم الرجال خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بينها وبينهم حجاب لأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لسن كنساء الأمة الأخريات فهن أمهات المؤمنين أخذن العلم والأخلاق من مشكاة النبوة الصافية وبقين على هذا الخلق العظيم إلى أن توفاهن الأجل " يا نساء النبي لستن كأحد من النساء".
وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن المرأة تلبس النقاب لأن الرسول الكريم قد بيّن عورة المرأة فذكر أن جسدها عورة ما عدا وجهها وكفيها، وبيّن عورة الرجل من السرة إلى الركبتين ولكن هذا لا يعني أن الرجل يبقى أمام الناس وصدره عارٍ فهذا مما ينقص من مروءته، فقد أمره الله بالستر.
إن الأنثى في حقيقتها ليست بعورة ولا صوتها عورة كما يزعم كثير من الناس، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقابل النساء ويتحدث معهن فتأتيه المرأة فتسأله عن دينها فيجيبها، وتأتيه أخرى فتشتكي ويسمع شكواها كخولة بنت الأزور فيسمع الله عز وجل شكواها وينزل في ذلك آيات بينات " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما" فإن كان صوت المرأة عورة لما سمع النبي الكريم صوتها ولأمر إحدى زوجاته بالرد عليها، وإذا كان صوت الأنثى عورة فمن يبلّغ صوتها للحاكم إذا؟ فهي لا تهنأ ولا ترتاح إلا إذا أبلغت صوتها وفرّغت ما في قلبها لا سيما إذا كانت تشعر بألم واعتدى عليها أحد دون وجه حق.
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يتجول في الليل يتفقد رعيته، فإذا به يسمع امرأة تقول شعرا تناجي فيه ربّها أن يجمع بينها وبين زوجها قريبا ولولا مخافة الله لارتكبت الحرام لأن زوجها مسافر أرسله عمر للجهاد، فلو كان صوت المرأة عورة ما تجرّأ عمر لسماع صوتها فهو قد سمع شعرها وتأثر سريعا بما قال، وهبّ مسرعا إلى ابنته حفصة يسألها كم تصبر المرأة على زوجها فقالت له: لا تزيد على أربعة أشهر، فأرسل رسالة لزوجها أن أرجع لبيتك وزوجك سريعا فهو أمرٌ وما ينبغي له أن يعصيه فكان ذلك سببا من أسباب السعادة.
الأنثى كائن بشري فلا ننظر إليها دائما نظرة شهوة، وأنها ما خلقت إلا لأداء وظيفة واحدة وهي تلبية رغبة الرجل، والإسلام هو الدين الوحيد الذي استطاع أن يوجد التوازن في العلاقة بين الذكر والأنثى، ويحدث هذا التعايش بعيدا عن لغة الجسد السائدة في هذا الوقت لأن الرجال وإن كانوا يؤدون صلواتهم في الظاهر إلا أنهم يظهرون خلاف ما يبطنون ولو التزم كل طرف بما عليه ما استدعت الحاجة إلى الاستغاثة بمنظمات وهمية لا تسعى إلى إنقاذ النساء من مخالب الرجال بقدر ما هي تصطاد في الماء العكر، فماذا فعلت المنظمات؟ هل استطاعت أن تنقذ المرأة السعودية من قيد وبطش الرجل؟ هل استطاعت أن تنقذ المرأة الافريقية من قضايا الاغتصاب اليومي، بل في كل ثانية تغتصب امرأة أو أكثر، وحالات كثيرة هي في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية أصحاب الحرية والديمقراطية؟ فما زالوا يتصرفون مع المرأة كالبهائم.