الزواج ام المساكنة - ايهما ؟



مجدى زكريا
2012 / 9 / 26

" متى سنتزوج ؟ " قبل زمان منذ 45 سنة, ربما كان يجرى التأمل فى هذا السؤال من قبل رفيقين عاشقين يخطبان. أما اليوم فهنالك امكانية كبيرة ان يثير سؤالا مثل هذا شخصان كانا يسكنان معا. فالاحوال تغيرت وكذلك المواقف تجاه الزواج. فأى مسلك هو الافضل : التزوج, ام الانتقال الى مسكن جديد مع شخص من اختياركم ؟
تشير الدراسات انه فى البرازيل, فرنسا, السويد, الولايات المتحدة, وبلدان أخرى كثيرة, يكون السكن معا بدون زواج رائجا. وقد يكون منسجما مع العادات العصرية, لكنه ليس جديدا. ان ماهو جديد هو المواقف تجاه الممارسة. فما كان يعتبر فى ما مضى عيشا فى الخطية يجرى التغاضى عنه الان او يقبله كثيرون بصفته لائقا تماما.
يجادل بعض الناس ان ترتيب المساكنة منطقى, لأنه يمكن الرفيقين من التوصل الى معرفة احدهما الاخرحسنا قبل الدخول فى الرباط الدائم للزواج. والحسنات الاخرى التى يشير اليها البعض : انه يمكن الرفيقين من تخفيض النفقات بالمشاركة فى الايجار, يمنحهما الاستقلال عن الوالدين, يزود الرفقة اللازمة, بما فى ذلك العلاقة الجنسية. ويقول الرفقاء الاكبر سنا غير المتزوجين انه بالسكن معا لا يخسرون دفعات الضمان الاجتماعى الحكومية.
ومع ذلك, ثمة حجة قوية واحدة ضد السكن معا بدون زواج وهى هذه : يقدر اى من الجانبين ان ينهى الترتيب فى اى وقت بمجرد الهجر. وفى الواقع, اخبرت اليومية الفرنسية لوموند انه فى السويد والنروج, لا يدوم 75 فى المئة من علاقات المساكنة سنتين, ومن 80 الى 90 فى المئة تنتهى فى اقل من خمس سنوات.
ان اولئك الذين يدافعون عن ترتيب المساكنة قد يشيرون الى شهادة الزواج بصفتها مجرد " قطعة من الورق." شئ لا يملك قيمة عملية. وهذا الموقف مشمول ايضا فى المسلسلات التلفزيونية التى تعالج المشاكل اليومية والافلام السينمائية, وكذلك فى الحياة الخاصة للاشخاص المشاهير. لذلك دعونا الان نتأمل فى القيمة الحقيقية لتلك " القطعة من الورق."
عندما تدخلون فى مشاركة تجارية او تشترون قطعة عقار او تقرضون احدا مالا, لماذا تجعلون الشروط مكتوبة ومصدقا عليها ايضا من كاتب عدل ؟ احد الاسباب ان كلا الجانبين صنعا عهدا, وانه لفائدة الاثنين ان تجعل الشروط مكتوبة. على سبيل المثال, اذا مات احد الجانبين, اختفى, او فقد ذاكرته, تكون الشروط ملزمة شرعيا بعد. ويصح الامر نفسه فى الزواج. ففى حالة موت احد رفيقى الزواج او كليهما يصنع القانون فى معظم البلدان تدبيرا للاعضاء الباقين على قيد الحياة فى العائلة. ويكون ذلك مفقودا عادة فى ترتيب المساكنة. هذا هو العهد الذى يصنع الفرق بين بين السكن معا والزواج. وشهادة الزواج هى مذكر للرفيقين بهذا العهد ان يحبا, يكرما, ويعزا احدهما الاخر وبالمضامين الشرعية لنذور الزواج.
عبرت امرأة متزوجة عن ذك بهذه الطريقة : "ربما انا عتيقة الطراز, لكن عهد الزواج يجعلنى اشعر بالامان اكثر." وهى تكرر ماقاله الله عندما جمع فى الزواج الزوجين البشريين الاوليين : "لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا." اتحاد فريد. وهكذا, فان الجسد الواحد ممكن فقط فى فى علاقة كاملة, حصرية, شرعية, مستمرة مدى الحياة - وليس فى اى مكان اخر.
ولكن, يجادل بعض الناس انهم يعرفون عن رفقاء يعيشون معا بدون زواج ومع ذلك لديهم علاقة قوية.
يعطى الكتاب المقدس السبب الافضل لعدم سكن الرفقاء بدون زواج. "ليكن الزواج مكرما عند كل واحد والمضجع غير نجس. واما العاهرون والزناة فسيدينهم الله. والكتاب المقدس بصراحة وبساطة يقول ان السكن معا خارج الزواج هو عهارة. وماذا تعنيه تماما كلمة "عهارة" ؟ يصفها احد القواميس بأنها اتصال جنسى بشرى غير ذاك الذى بين الرجل وزوجته." وبالنسبة الينا, لكى نملك ضميرا صالحا, لابد من اتباع هذه المشورة " ارادة الله ان تمتنعوا عن العهارة ".
ولكن لنفترض ان البعض لديهم مشكلة فى كبح دوافعهم الجنسية؟ ببساطة انه الزواج هو الحل, وليس المساكنة.
ليس انه يجب ان ينظر الى الزواج فقط كوسيلة لأرضاء الرغبات الجنسية. فالرفقاء يجب ان يأتوا الى معرفة احدهم قبل ان يتزوجوا. ولكن كيف يمكنكم ان تفعلوا ذلك مالم تسكنوا معا ؟ يزود التودد المتصف بالكرامة فرصة كبيرة لذلك. ماهو التودد ؟ انها فرصة تسبق الخطوبة تستمر لعدة اشهراو اكثر, يتعرف فيها الرفيقان على بعضهما البعض تحت اشراف الاهل والاصدقاء. وفى هذه الفترة يجب ان تحددوا ما تتوقعونه من الزواج ومن رفيق زواجكم. فما هى حاجتكم الجسدية, العاطفية, والروحية ؟ هل سيساعدكم الشخص الذى تفكرون فيه كرفيق زواج ممكن على سدها ؟
بعد التأمل فى ما مذكور انفا, لا شك انكم ستوافقون على انه اى من المسلكين - السكن معا او الزواج - الاخير هو الافضل. والرفقاء الذين يسكنون معا فى الزواج يفعلون ذلك بدون شعور بالذنب او الخوف, ويتمتعون باحترام الاصدقاء والانسباء. وأولادهم لن يتحملوا اية ندوب عاطفية بسبب ولادتهم خارج نطاق الزواج. وعلى نحو مهم اكثر, ان رفقاء كهؤلاء يرضون الله باظهار الاحترام لترتيبه للزواج.
ملحوظة : عن الاية فى التكوين التى تقول " لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا. "
ان الكلمة العبرانية دافق " يلتصق " تحمل معنى التعلق بشخص ما بمودة وولاء. " ( المعجم اللاهوتى للعهد القديم ) وباليونانية, انها كلمة مشتقة من الكلمة التى تعنى " ان يغرى " من الغراء, " ان يلصق " . " ان يضم معا باحكام ". هكذا رباط الزواج.