انتهاك النساء والأطفال



أوسم وصفي
2012 / 10 / 1

هالني أن أشاهد أحد الفيديوهات على موقع "فيسبوك" فيه يقول أحد المشايخ أن "ضرب الرجل للمرأة تكريم لها"!!! فقمت بمشاركة الفيديو على صفحتي بدون تعليق فجائتني بعض التعليقات ودخلت في مناقشة مع صديق عزيز سوف أورد هنا بعض من أهم النقاط التي جاءت فيها ثم أُذِّيل المقال ببعض الأبحاث العلمية والتحقيقات الصحفية في هذا الأمر بقصد توضيح ما يحدث في الواقع على الأرض كنتيجة لمثل هذه التعاليم..

* عبد الرحمن الخطيب حد شاف الفيديو للأخر يا جماعة؟؟

* أوسم وصفي: الرجل ناقص الذكورة هو الذي يحاول أن يثبت ذكورته بالعنف وبالجنس.

*عبد الرحمن الخطيب قطعا .... بس برضه حد شاف الفيديو للأخر؟؟

*أوسم وصفي: وعادة ما يكون نقص الذكورة بسبب غياب العنصر الذكوري في التربية. أي غياب الأب وخاصة في المراحل الأولى من الحياة. من توفى أبوه مبكراً أو كان غائباً (يعمل في دولة بعيدة) أو كان قاسياً عليه أو على أمه. كل هذه أشياء موجودة وهي السبب في العنف والإفراط في الجنس عند الكثيرين. الرجولة الحقيقية هي الصبر والاحتمال والاحتواء والتحكم في المشاعر (الغضب) والثبات في المواقف الصعبة.
*أوسم وصفي: ما تقولنا انت إيه اللي في الآخر الذي ينفي ما في الأول...هل تراجع عن كلامه في آخر الفيديو؟

*عبد الرحمن الخطيب: لأ شرحه وققنه ووضحة وقبح العنف وهذا هو الأهم... غريب جدا أنك تبقى منزل فيديو مشفتوش هو الغرض العلم والنقاش ولا التصيد؟؟
*عبد الرحمن الخطيب: خلينا نلخص الفيديو في نقاط: أولا الراجل حدد حاله وحيدة يجوز فيها الضرب وهي امتناع الزوجة عن زوجها.... ثانيا: أجازها بعد المرور بمراحل هدة بعدها يصبح عنت تلك الزوجة واضح.... ثالثا:حدد حد أقصى للعدد الضربات إذا فالأمر غير مسهب.... رابعا: حدد ألا يحمل معه سب أو تقبيح.... خامسا: ألا تتجاوز اليد محاذاة الصدر (بمعنى الضربة ستكون ضعيفه)... سادسا: حدد ان تكون الأله بعصى صغير أو ما شابه (مفادها الضربة زادت تأثير نفسي لا عضوي)
سابعا وأخيرا نهى أن يكون الضرب مؤذي جسديا على الأطلاق فلا يترك أثر أو يسبب كسر أو قطع أو ما شابة. إذا فهو ليس عنفا ولكن تربية وتهزيب سواء اتفقنا على فكرة هل من حق الرجل هذا أم لا فهذا موضوع أخر لكن لا نريد أن نأخذ الجملة على مطلقها في أن الشيخ يرحب بالضرب والعنف وماشابه.

* أوسم وصفي: ماشي. شكراً للتوضيح......

* عبد الرحمن الخطيب: واجب عليا.

* أوسم وصفي: هل تستطيع أن تصف لي إحساسك عندما توافق زوجتك (إذا كنت متزوج) أن تنام معك لأنك ضربتها!!! إذا كنت ستشعر بالرضا. فلا بأس .. افعل هذا
وشكراً على التوضيح مرة أخرى....

* عبد الرحمن الخطيب: ربما أنا لا أفعل وربما طلقتها قبل المراحل الثلاث أصلا طالما هي ستستخدم حقى ضدي. وربما أيضا غيري يفعل لأنها أسرة قد يخاف عليها أن تنهار. وربما ثالث يرى أن شكل العلاقة الضاغط من جانبها في هذا الأمر يحتمل شكل علاقة ضاغط من جانبة لحين صلاح نفسها فهو لن يرضى تلك المره ولكن حين تنصلح سيرضى فيما هو لاحق. وكل هذه محاولات للحل حتى لا يلجأ رجل للزنا وله بيت فيقول الدين أن درء الضرر مقدم على جلب المنفعة.

* أوسم وصفي: الحُب (المودة والرحمة) يجعلانك تضغط على نفسك (سواء كنت الزوج أو الزوجة) من أجل الآخر وليس الضغط على الآخر.. وهذا ما كان ينبغي أن يعلمه الشيخ ويحض عليه. المحبة. وأن تضغط الزوجة على نفسها إذا رأت أن زوجها قد ينحرف. ويضغط الزوج على نفسه إذا رأى أن زوجته مُتعبة جسدياً أو نفسياً. أو أن هناك خلاف ينبغي حله حتى ترضى... والسؤال. هل "الجنس بالعنف والضرب" يمنع الزنا؟ سؤال.. وهل يفرق كثيراً عن "العادة السرية".. أسئلة كثيرة وقضايا كثيرة ينبغي ان نفكر فيها. هذه هي الحلول التي تنم عن غياب المحبة. وغياب المحبة يعني غياب كل شيء. غياب الحياة نفسها.

* أوسم وصفي: وماذا إذا امتنع الزوج. تأتي لي زوجات يقلن أن أزواجهن لا يقربنهن بالشهور.. ماذا تفعل هذه الزوجة. هل تطلب الطلاق؟ وكيف تضمن أن تتزوج في ظل هذه الظروف. هل تضرب زوجها حتى ينام معها؟ ما الحل حتى لا تنحرف الزوجة؟ هل الزوجة أيضاً لها حقوق؟ وكيف تأخذها؟

* عبد الرحمن الخطيب: صديقي يبدو أن الأمور غير مرسومة في ذهنك جيدا فحاول تخيل الصورة... المرحلة الأولى كنصح وأرشاد تأخذ يوما مثلا... ثم الهجر لثلاث ليال
بعدها من من النساء لازال مزاجها سئ رافض أو صحيا لا تقوى إلا صاحبة مرض أصلا؟!!
ومن منا بقسوة القلب التى تجعله يضغط على صاحبة مرض ؟!! لقد أستخدمت كلمة الضغط يا صديقي في حالة أن توفر سوء النية لدى الزوجة وتعمد الضغط على الزوج بحقوقه.

*أوسم وصفي: لقد أعطيت الرخصة ولم تحض على المحبة فكيف تضمن طريقة استخدام هذه الرخصة.

*عبد الرحمن الخطيب: بخصوص الضمانات فلا ضمانات فالحياة وربما لا تجد وربما تجد من يسعدها وتحمد ربها ليل نهار انها تطلقت من الأول (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).

*أوسم وصفي: إلى لقاء آخر. يبدو أن كل منا يتكلم لغة مختلفة... أعذرك

*عبد الرحمن الخطيب: أنا لا أضمن شئ يا صديقي أنا فقد أحاور على حد علمي.. وفى ديننا إن أردت ستقرأ وتعرف أين ضمانات الدين من ذلك.. مشكلة ما نحاورة أنه مجتزأ من منظومة حياة متكاملة رسمها الدين. هل تعلم مثلا أن عمر بن الخطاب أمر رجل بالعودة من الجهاد في حرب لأنه غائب عن زوجتة من 4 شهور وهو أقصى مدة سمح بها لرجل بالتغيب عن زوجتة بعد مشورة السيدة عائشة وهي قصة شهيرة. ... هل تعلم أن الشائع فى المواريث أن الدين ميز الرجل عن المرأة في حين أنك لو جمعت احكام المواريث لوجدت أن الرجل يتميز فى 11 حالة بينما تتميز المرأة في 13 ويتساوا في 12 حالة. م. قد يكون هناك خطأ في رقم ما حتى لا أدعي على الدين ما ليس فيه لكن الأكيد أن حالات تميز المرأة على الرجل أزيد وأن هناك تساوي في 12 حالة.

ثم دخلت سيدة في الحديث....

* نورا حليم فارس: اولا أسفة علي التدخل في الحوار، ساعقب واخرج. أنا شفت الفيديو للآخر. ناهيك عن شرح كيفية الضرب اللي تشبه الكيمياء وما حدش ها ياخد باله منها اصلا ولا ها يتبعها بعد ما أخذ رخصة الضرب، كيف تتعاملون مع المرأة انها بهيمة تضرب لكي تطيع؟؟ وفي اكثر شي حميمية؟؟ اي علاقة هذه التي تستبدل الحب بالعنف؟؟ اي تقويم وتهذيب؟ هل هناك تقويم حقيقي تحت التهديد ؟؟ الا يوجد شي اسمه كرامة الاخر؟؟ اقل ما يقال عن هذا انه أنانية وانحسار في الرغبات وعدم نضوج وقلة احترام للإنسانية ؟ الا يوجد طريق افضل؟ بدل التمسك بأحكام تناسب زمن مختلف؟ أليس افضل ان نتعلم طرقا اكثر رقي واكثر محبة ونتائجها اضمن ؟ طريق التعلم صعب وأخذ رخصة الضرب أسهل لكن ابحث عن الانسانة المهانة بعد ضربها لكي تأخذ حقك ، ثم فكر: هل هذا ما تريده حقاً أيها الرجل؟

*عبد الرحمن الخطيب: مداخلتك مهمه أختى الكريمة وهي حقك فالفهم ليس حكرا على أحد بعينة. يبدو أنك لم تقرأى تعليقاتى فليتك تقرأيها. أن كل ما أوردت هو صحيح و ومنطقى في حال نفوس سوية وعلاقة يشوبها ما اوردت. ماذا لو تحدثنا عن مرأة تشتغل حق الرجل للضغط عليه (بدون تفصيل لعدم كسر الحياء) وكلنا مثلا رأينا في الأفلام وفالحياة أيضا كيف يقدم الكثير من الرجال التنازلات فى سبيل نيل هذا الحق. هل تتجاوزي عن سوء نية تلك المرأة لتنتقلي لأتهام الرجل بالعنف أو أو أو؟؟؟

وختاماً لنترك النقاش على الفيسبوك لننزل إلى أرض الواقع والأبحاث الميدانية لنرى ما الذي يحدث فعلاً

في دراسة أجريت في مصر على إناث من سن 15-49 سنة، وعلى مدار سنة كاملة (1995- 1996)، ثبت أن 34% منهن تعرضن للعنف الشديد من أحد أفراد الأسرة. هذه النسبة ليست بعيدة تماماً من نسب أخرى في بلدان العالم الأخرى (21 % في الولايات المتحدة و20 % في سويسرا). ولكن المثير للاهتمام في مصر هو أن 47% من الحالات لم يخبرن أحداً بهذا الأمر و 44% أخبرن فرداً من أفراد الأسرة. 3 % فقط أخبرن صديقة، ولم تخبر أحدهن الشرطة أو السلطات مطلقاً. هذا يعني أن النساء في مصر ( وغالباً في غيرها من البلاد العربية والشرق أوسطية) يتألمن ولا يتكلمن. وإذا تكلمن ربما لا يتكلمن إلا للأهل. وماذا يقول الأهل؟ و ماذا تقول الثقافة المحلية؟ في دراسة أخرى أجريت في بعض المناطق الريفية، أقر 80% من العينة ضرب الرجال لنسائهن خاصة إذا كان ذلك بسبب رفضهن المعاشرة الجنسية. (فاطمة الزناتي وآخرون 1996) .
في مقال بجريدة المصري اليوم بتاريخ 3/ 8 / 2009 و بعنوان ”اغتصاب شرعي. عن عُنف الفِراش نتحدث“وردت هذه القصص الواقعية التي تعكس ظاهرة عنف الفراش. قالت س.م «أم لثلاثة أطفال» إنها تتعرض لاغتصاب يومى من زوجها وصل لدرجة أنه أحياناً يرفض صيامها النوافل لأنه يريد معاشرتها، مشيرة إلى أنها متزوجة منذ 8 سنوات ولم تشعر يوماً بسعادة فى العلاقة الحميمة لأن زوجها لا يختار الوقت المناسب الذى يعاشرها فيه، ولا يراعى رغبتها أو حالتها النفسية أو طاقتها التى ضاعت طوال اليوم فى البيت وتربية الأبناء.
ووصفت م. ن العلاقة الحميمة بين الزوجين بحلبة المصارعة التى يحاول فيها الرجل إظهار قدرته على التحكم فى المرأة، والانتصار عليها، مشيرة الى أن المرأة لا تستطيع أن ترفض طلب المعاشرة لأن السيدة التى ترفض تلبية رغبة زوجها تظل الملائكة تلعنها طوال الليل - على حد كلامها. والقصص المشابهة كثيرة

المجال مفتوح لتعليقاتكم وإزادتنا من خبراتكم الحياتية والدينية وأفكاركم الثمينة