التحرش الجنسى فى مصر يشهد تطورات خطيرة



لمياء لطفى هادى
2012 / 10 / 7

(سكتناله دخل بحماره)، (واديته صباعك طمع فى زراعك) اامثال شعبيه نستخدمها عادة من باب الفكاهه والمرح لوصف ذلك الذى تساهلت معه فطمع فيك وتطاول عليك هذا هو حالنا ايضا مع ظاهرة منتشرة فى مصر وبشكل كبير ظاهرة التحرش الجنسى، عانى المجتمع كله من هذه الظاهرة لسنوات وبدأ العمل عليها من قبل منظمات المجتمع المدنى فى سعى حثيث لتنبه المجتمع لخطورة هذه الظاهرة، وكالعاده قاوم المجتمع بشده عمل المجتمع المدنى والمنظمات النسوية من باب احنا ناس زى الفل ساق مره حجج ملابس المرأة ومظهرها والذى اسماه البعض ثقافة لوم الضحية والتى كثيرا ما تحدث خاصة فى قضايا العنف الجنسى (التحرش، الاغتصاب، هتك العرض، جرائم الشرف) ثم مرة اخرى افتانا المجتمع بأنه تأخر سن الزواج والبطاله متجاهلا ان كثيرا ما تحدث حالات التحرش الجنسى من رجال متزوجين وأطفال دون السادسة عشر.

لطمة لم توقظنا
ثم كانت اللطمة التى وجهتها الداخلية لوجه كل مواطن مصرى فى مايو 2005 عندما استخدمت الداخلية واعضاء الحزب الوطنى العنف الجنسى التحرش وهتك العرض ضد الصحفيات والمشاركات فى وقفة احتجاجية ضد تغيير بعض مواد دستور 71 والذى رأى النشطاء والصحفيين المشاركين فى هذه التظاهرات أنها تفتح المجال للتوريث هذا الكابوس الذى عاشه المصريين لسنوات، وحفظت وقتها القضية ضد مجهول ثم تم تصعيدها للمحكمة الافريقية من خلال المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وكانت هذه هى القشة التى انفجر بعدها ظاهرة التحرش الجماعى فى شوارع مصر خاصة فى المناسبات العامة فى الاعياد والمواسم وبدأ ارتباك عام يصيب النساء والرجال ولكن حالة من المقومة الجمعية ايضا نشأت ضد ادانة هذه الظواهر مرجعة الاسباب لخروج النساء من بيوتهن فى هذه المناسبات مره، ومرة اخرى لاسباب ملفقه كظهور بعض الفنانات فى محيط هذه الاحداث الامر الذى كذبته الحقائق فيما بعد فحتى مع غياب السبب الشرطى وهو ظهور الفنانات لازال ظاهرة التحرش الجماعى فى الاعياد والمناسبات العامة مستمرا وسط فشل أمنى واجتماعى زريع فى مواجهته

الضرب عقابا على المقاومة
ثم اخيرا اتخذ الامر منحى خطير عتدما انتبهت النساء ان الظاهرة تتفاقم وأنها لن تتوقف الا بالمقاومة وبدأت فعلا بعض النساء فى المقاومة فماذا كانت العواقب يوم الخميس 27 سبتمبر تعرضت فتاتين للتحرش فى شارع الشواربى بوسط البلد الساعة 3 عصرا وعندما قاومن ورفضن ما حدث تعرضن للضرب على ايدى المتحرشن واسطتعن بعد مقاومة شديدة من قسم الشرطة عمل محضر تحرش وضرب واستطاعت الشرطة القبض على أحد المتهمين ونحن فى انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات والمجاكمة ، وقبل مرور اسبوع على هذه الحادثة وفى يوم الاربعاء 3 أكتوبر تعرضت المدربة والباحثة فى مجال حقوق المرأة لمياء لطفى وهى بالمناسبة كاتبة هذا المقال لتحرش جنسى من كان بطله أحد سائقى التاكسى وعندما قاومت هذا التحرش تكرر نفس السيناريو فى القضة السابقة وتعرضت ايضا للضرب فى وضح النهار فى شبرا الخيمة على بعد خطوات من قسم أول شبرا الخيمة وتم تحرير محضر رقم 6330 لسنة 2012 ضد سائق تاكسى رقم 328 ل م ن فهل يرسل المتحرشين رسالتهم للداخلية وللنساء من سيقاوم جريمة التحرش سيتم تاديبه وقمعه بطرقنا الوضيعه، علينا ان نعترف أن نساء مصر يقلن الآن كلمتهن (لن نسكت على التحرش الجنسى) ونحن فى انتظار كلمة القانون والداخلية التى لا ندرى هل ستكون على مستوى مطالب المجتمع هل ستساند مقاومة النساء أم ستساند المجرم فى هذه القضايا؟؟؟؟