الأهوازيات ...صورة أرشيفية في وسائل الاعلام



إلهام لطيفي
2012 / 10 / 8

وقفة قلم!

المرأة البائعة المفترشة علی الأرض...المرأة المتسولة...المرأة القروية...المرأة المكبوته... المرأة الراعیة.....المرأة المتقدمة في العمر وخلاصة القول فإن ا لمفهوم المباشر الذي يتلقاها الانسان من الإعلام الرسمي وغير الرسمي عن المرأة العربية الأهوازية هو يتلخص في كلمة واحدة وهي النمطية!


لكن الأمر يبدوا متباينا مع الواقع بكثير عند النزول إلى شوارع الأهواز وإلقاء نظرة سريعة عليه بحيث أن هناك عدد لا يستهان به من الفتيات الأهوازيات وهن يغادرن المنازل نحو الدوائر، المصانع والمراكز العلمية كل صباح وحالهن حال الكثير من النساء العصريات في العالم من حيث كيفية المشاركة الاقتصادية و تلقي التعليم .... ويبدوا أن الفتاة العربية في الأهواز تتمتع بحرية نسبية في التحرك نحو المشاركة الاجتماعية کما تکوین العلاقات الحرة مع العالم نوعا ما.
وأما الظاهر .... فالظاهر أيضا لم یبقي ظاهر امرأة تقليدية من حیث ارتداء الأزیاء العصریة و اخذ الحریة فی اختیارها کإتباعها المتواصل لأحدث جورنالات الموضة وفی اغلب الاحیان الحواجب المرتفعة والمرسومة حسب اخر تطورات الموضة توحي للإنسان بأفق فكري تحرري والمرتفع للفتاة العربیة الأهوازیة.... وللصور المنشورة علي مواقع التواصل الاجتماعي في النت أيضا حديث طويل لا يسرد بسطور....

وضمن هذا المرور السريع عن تواجد المرأة في الساحة الاجتماعية فيجدر بنا ان نتوقف عند هذه الاشكالية القائمة بين الصور والواقع ... فيا تري بالرغم من ازدياد مؤشر نسبة حضور الفتاة العربية الأهوازية في الجامعات و مشاركتها في الحياة الاقتصادية من جهة و التغيير المتواصل في ظاهرها ، لماذا تبقي النمطية هي المفهوم الأول الذي ينتقل للمتلقي عن المرأة الأهوازية عبر وسائل الإعلام؟


ففي الواقع المؤسسات الإعلامية من جهة والواقع الثقافي والاجتماعي من جهة اخري تتقاسم عبئ هذه الاشكالية و ان هذه العبء هو ثقافي و اجتماعي قبل أن يكون اعلامي ومن هذا المنطلق اري ان ذلك الداء يكمن في المستوي الفكري للمرأة ودرجة اسهامها وحضورها في المعترك الفكري كما ان ذلك يرجع الي كيفية حضورها في الساحات الاجتماعية وليست كمية الحضور بالتأكيد, أو بالأحرى هذا الداء قد يكون داء اجتماعي وثقافي بالأول ، وتجلياته الإعلامية تكون هي مظاهر لهذه المشكلة .
و برغم دخول الفتاة العربية الأهوازية مجال العمل الاقتصادي و تزاید مؤشر حضورها في المراكز العلمية و الساحات الاجتماعية الا ان يبقي هذا الحضور حضور شكلي دون أي تغيير فكري بحیث ان لا نری لها أي بصمة فکریة تسهم فی هذا التغییر لتزعزع أركان هذه النظرة النمطیة عنها ؛ و الأجدر بنا أن نقول بأن الفتاة العربیة الأهوازیة بدخولها إلى الساحة الاقتصادية والاجتماعية انشغلت بمظاهر الحرية أكثر مما يدور في دائرة التحرر الفكري المنشود ولو لا ذلك لكان الأمر يختلف بكثير عما هو عليه الحال .... بحيث أننا لا نجد للفتاة العربية الأهوازية أي بصمة في تغيير هذه المفهوم النمطي ويجب القول أن التغيير سواء في مظهر الفتاة العربية الاهوازية او في ارتفاع شهاداتها العلمية أو المؤشرات الأخرى لا يعني التغيير في الفكر وبالنهاية في النظرة الأساسية عن المرأة بل ما هو رئيسي وهام هو تحرر الفتاة الأهوازية الفكري و الخروج من النمطية الفكرية لمواكبة العالم الجديد وكل ما تنقله وسائل الإعلام عنها.
وكما أشرنا مسبقا فوسائل الإعلام ليست في نهاية المطاف إلاّ امتداد لمنظومة اجتماعية ثقافية تراكمت تفاصيلها عبر قرون كثيرة، لتفرز هذا الإرث الاجتماعي والثقافي وتعكس ما یجری من تغییر فکري و الذي يحرك اتجاهات المجتمع ويؤطر نظرة المجتمع للنساء و بالتالي نوعية التعامل معهن.
فعلينا كنساء نعيش في العصر الحاضر ان نحتفظ بصورة المرأة العربية التقليدية في الأهواز لأرشفتنا كصور(كمرجع) لحاملات ثقافتنا ورمز لاعتزازنا وكعنوان عريق لعروبتنا و الأجدر بنا نحن كأيد معاصرة لها تأثيرها في الوسط الإجتماعي أن نجتهد من أجل إعطاء صورة غير نمطية و متوازنة عن المرأة العربية الأهوازية في الإعلام وقتها لا نتيح الفرصة له أن يعكس صورتها كصور نساء أخريات لا صلة لهن بالهوية العربية الأهوازية ، حيث تعتبر وسائل الإعلام وسائل قوية لإظهار نموذج مشرق للمرأة في كل المجالات ومن ثم المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل.. وهذا الواجب يقع علي عاتقنا نحن نساء عربيات أهوازيات ولا أحد سوانا في الدرجة الأولى بالتأكيد...

2011/08/12