إخوتي الرجال في المهجر... Wake up



زيد ميشو
2012 / 10 / 17

التقليد المتبّع في الدول المتقدمة هو إستبدال إسم عائلة الزوجة لتحمل إسم عائلة زوجها، والزوج يعرف مسبقاً بأنه لا يستطيع محي شخصيتها بهذا العمل، لأن القانون كفيل بصون حقوقها من إعتداء أو إلغاء لكيانها سواء من زوجها أو أخواته وإخوته وألضاً حماتها، أو حتى تدخّل الأعمام والأخوال كما هو الحال في بلاد قهر النساء الشرقية.
وكرجل شرقي أحاول دائماً أن أنزع عباءة الذكورية القبلية من طبيعتي دون جدوى، إستغربت وسألت عن السبب! فوضحوا لي الأمر متذرعين بأن ذلك أفضل في المراجعات الرسمية والبنوك وسائر الخدمات التي تقدّم للمواطن، وما زلت غير مقتنع، لذا كان القرار أن تبقى زوجتي على إسم عائلتها وإلى الأبد.
( الذكًر ) الشرقي المهاجر إلى تلك الدول تعجبه هذه ( التقليعة )، وما أن يُسأل عن تغيير إسم عائلة (حرمه) المصون حتى يرفع رأسه (ويخشوشن) صوته ويجيب نعم – عفواً (YES ) وبالفم المليان، والمسكين لا يعلم بأن ذلك هو آخر المتاح له من ممارسة لسطوته الذكورية لو رغبت بذلك المرأة ، فصوتها حق قانوني، كحقه تماماً لا بل يجزم الرجال بأنه أعلى من صوت (أثخن زلمة ) متشبع بعقلية التفوّق والسيادة منذ أن كان يلعب حافياً ( الختيلة أو الأستغماية ) في قبيلته، ولا أتجنى على الدولة مهما كانت كبيرة وغنية ومعاصرة عندما أنعتها بالقبيلة، لأن الدولة التي لا يتساوى طي قانونها حقوق الذكور مع الإناث فهي دولة قبلية وعشائرية ورجعية ولا تستحق أن تكون بمصف الدول، مهما علت فيها ناطحات السحاب ، والأبراج ، والمولات الضخمة أو كما هي النظرة على أفغانستان التي ستنتهج نهجها دول أخرى بعد الربيع العربي.
وهكذا نشهد مسعى أمراء الظلام وهم يسعون إلى تقسيم الوطن إلى إمارات يغزوها الطابع القبلي . وحتى مسمّى الإمارة لايستحقونه ، فهم ليسوا أكثر من قبائل غازية وعصابات همجية دموية ، وشتان ما بين إمارة موناكو مثلاً وبين إماراتهم الصحراوية الجدباء !!
نعود إلى الموضوع بعد (شطحة - زحلكة) خارجة عن السيطرة، ونقول عن هذا الذكر المهاجر (تمهّل ) لقد وصلت إلى أعلى السطح وليس هناك منْ يناطحك على مكانتك ، فاحذرْ أن تصدق نفسك أنك تكاد تطير ! فستهوي أرضاً كما حصل (للحشاش) عباس بن فرناس والمكان ليس أمين، ويا حظّك التعيس لو إستقرت مؤخرتك عند السقوط على خشبة كنت تهدد بها أهل بيتك!!.
القصص كثيرة يا شيخ ~ وليس أقلها أن ترسلك المرأة ( لأبو زعبل ) حفاظاً على حقها وكرامتها، فلا تتظلم من بعدها.
في مقال سابق ذكرت عن أكبر مفاجأة تعرضت لها إسوةً بغيري من المهاجرين.
كان ذلك أثناء مراجعاتنا لبعض الدوائر، فقد سألت الموظفة زوجتي: هل لديك أطفال؟ فأجابت: نعم وكلانا مبتسم، فنزل السؤال المحزن بعدها على قلوبنا ( هل أنتِ متزوجة ؟ ) وبين الخجل والإستياء وأحمرار الوجه ورجفة الجسد ورعشة الشفاه ... إبتسمنا وسألنا: لماذا أتى هذا السؤال متأخراً عن الذي قبله، وكانت المفاجأة إن الموظفة إستغربت سؤالنا!.. ولاتعليق !.
هذه التجربة ( أحشرها ) في كل حديث أتى على الفوارق بين الشرق والغرب لأقول للرجل الشرقي الذي قبِل هذا السؤال على زوجته أثناء حضوره : اِنزل من برجك وبنفسك لكي لا تنزلق رجلك وتهوي على وجهك غصباً عنك.
شخصياً .. أدركت كثيراً حول ادعاءاتي عن نصرة المرأة . ففي الدول التي تحترم الإنسانية ويتساوى الجميع تحت كنفها ، هناك خياران أمامي : إما أن أتحرر من عقدي الرجولية بكرامتي وأقبل المرأة ككيان مثلي مثله له كامل الحقوق بقناعة كاملة ، لأن الشرع المدني والقانون يربي الحسّ الإنساني .. أو أن أقبل المساواة غصباً عنّي وبالقانون الذي لا يرحم .
موضوع أطرحه للمتمسّكين برأيهم بأن الرجل أعلى منزلة من المرأة، فقط لأقول لهم Wake up