زواج القاصرات مخالف للدين والقانون



عبدالعزيز خليل إبراهيم
2012 / 11 / 7

زواج البنات قبل سن ال16 سنة لا يقره الدين الإسلامي ولا القانون فإن ما يحدث في كثير من البلاد العربية والإسلامية جريمة كبري خاصة في الأرياف والقرى فإننا نسمع ونري كل يوم فتيات كثيرات يحرمن من التعليم في المدارس لأجل الزواج المبكر ونسمع ونري أيضا بنات في سن العاشرة يسقن كالمواشي إلي قفص الزوجية سواء كان شاب كبير عنده مثلا 20 سنة أو رجل عجوز عنده 60 أو 70 سنة وذلك بعد جبرهن علي هذا الزواج بناءا لفتاوى المتطرفين في الدين كالوهابية وغيرها أو زواجهما لصفقة من رجل ميسور من الأغنياء يمتلك الآلاف من الجنيهات أو الملايين وإذا اعترض أحد العقلاء من الناس علي هذا الزواج من الأقارب لهؤلاء الرجال الذين يفعلون بأولادهم البنات هذا الفعل الشنيع جاء الرد من هؤلاء الآباء الذين ظلموا بناتهم في هذا الزواج المخالف للدين والقانون ألم يزوج أبو بكر الصديق ابنته عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلي الله عليه وسلم وهي بنت ست سنين ؟ ثم يقولون أيضا ألم تقرأ في كتب الفقه أنه يجوز للأب أن يجبر ابنته الصغرى علي الزواج لأنه أدري بمصلحتها ؟
ونقول لهم إن الرسول الكريم عليه السلام لم يتزوج السيدة عائشة رضي الله عنها وسنها 6سنوات وإنما تزوجها في طلبها في سن 18 ودخل بها في سن 19 كما تقول الدراسات الحديثة ويقرها العقل السليم والمنطق وروح القرآن العظيم أما الحديث الذي يقول أن النبي عليه السلام قد تزوج السيدة عائشة وهي سنها 6 سنوات فهو حديث موضوع فالرسول صاحب الخلق الكريم لا يفعل هذا حتى لو قال البخاري ذلك للآن النبي لا تزوج طفلة قبل بلوغها وأيضا لا يتزوج طفلة لا تعرف شئ عن الحياة الزوجية ومتاعبها وهذا مخالف لفطرة الله التي خلق الناس عليها وهذه الطفلة لم ينضج عقله بعد ولا توجد عنده خبرة في الحياة الزوجية لأنها طفلة مثل باقي الأطفال الذين يحبون ويعشقون اللعب والمرح وهم صغار ثانيا أن صحتهم وأجهزة جسمهم غير مؤهله لهذا الزواج المبكر فكيف يعقل زواجهم في هذا السن كما يدعي عبدة كتب التراث المغلوط والذي يحتاج لتنقية كثيرة لما بها من أحاديث موضوعة وقصص كثيرة ملفقة وحكايات واسرائليات لا يقره عقل ولا دين ولا منطق سليم فكيف يعقل أن رسول قد تزوج طفلة عنده 6 سنوات وهو القائل في الحديث الذي يتفق مع القرآن الكريم والخلق القويم لرسول الله صلي الله عليه وسلم يقول الرسول ( لاعب ابنك سبع وأدبه سبع وصحبه سبع ثم أترك له الحبل علي الغارب ) وهذا الحديث السليم ينطبق علي الولد والبنت فتكون النتيجة 21 سنة والنساء لها مثل الحقوق كما هي للرجل في الإسلام مثل حق الدارسة والتعليم وحق اختيار الزواج من الرجل وحق الميراث والنفقة .... الخ هذا في الدنيا ونفس الثواب في الآخرة
إن دعاة الوهابية السلفية المتحجرين ينادون اليوم في مصر وتونس وغيرهما بزواج البنات القاصرات والذين بلغ عمرهم 9 سنوات ويريدون الرجوع بنا إلي زمن الجاهلية الأولي زمن الرق والاستعباد وأكل حقوق النساء ويعتمدون علي أحاديث ضعيفة وموضوعة لا تتفق مع كتاب الله تعالي الذي أمر بالمساواة بين الرجل والمرأة وأيضا هذه الأحاديث الكاذبة ما أنزلها الله تعالي من سلطان وتخالف خلقه الكريم الذي قال له ربه في سورة القلم ( وإنك لعلي خلق عظيم ) أيها الناس لا ينبغي أن تزوجوا بناتكم بناء علي فثاوي المتنطعين الجهلاء وإنما عليكم إتباع القانون الذي يقول أن زواج البنات يبدأ من عند سن 16 وهذا السن يمكنهما من معرفة حقوقهم وواجباتهما كاملة لأنهم قد تعلموا في المدارس ومارسوا كثير من الأعمال في الحياة وفي المنزل وقد اكتسبوا خبرة كبيرة من أمهاتهم أيضا في تدبير شئونهم الخاصة والعامة في الحياة .
وحرية الاختيار للزواج حق مقدس لكل إنسان رجل كان أو امرأة حتي الدخول في الإسلام وغيره لابد أن يكون عن إقناع وحرية تامة قال تعالي
( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) سورة البقرة 256
فمن باب أولي أن تكون للمرأة حرية اختيار زوجها لأن الحياة الزوجية لا تقوم إلا علي المحبة والألفة والمودة والمعروفة والتضحية في الحياة فإن أجبرت فتاة علي الزواج بمن تكره حدث التنافر والتباغض بينهم هذا لمن أجبرت علي الزواج من رجل لا تريده وهي قد بلغت السن 16 أو يزيد فما بالنا من أجبرت علي الزواج وهي طفلة لا تفهم أحكام وقواعد الزواج فهذا هو الظلم بعينه وضياع لآدمية الفتاة الصغيرة كإنسانة وهذا من فعل أولياء الأمور لبناتهم بناء علي فثاوي جاهليه من شيوخ متطرفين لا فهم ولا عقل ولا فقه صحيح لهم لذلك كان الشارع الحكيم حاسما وواضحا كل الوضوح مؤكد أن المرأة لا سلطان لأحد عليها في الزواج وإليكم النصوص الصحيحة من السنة والتي تتفق مع كتاب الله تعالي .
روي أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن عباس ( أن بكر أتت رسول الله فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي بين البقاء والطلاق )
والحديث الثاني روي ابن ماجه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال ( جاءت فتاة إلي رسول الله فقالت يا رسول الله إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته _ يعني ليزداد بزواجي رفعة بين الناس قال : فجعل الأمر إليها فقالت : قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أعلم النساء أن ليس إلي الآباء من شئ ) .
والحديث الثالث روي الطبراني والبيهقي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
( أمروا النساء في أنفسهن ) .
فالزواج أيها الناس عند بلوغ السن القانوني 16 سنة وهو مبني علي التراضي فليس من حق الأب ولا غيره أن يفرض رأيه علي بناته بل الواجب يحتم عليه أن يشاورهن تاركا لهن حرية الاختيار بعد سن ال 16 وإن لم يفعل فقد ظلم وأساء إلي نفسه وإلي بناته وعرض نفسه لغضب من الله تعالي فالزواج ليس بضاعة عند أولياء الأمور يعرضها لمن يدفع ثمنها وان الزواج رحمة وطاعة لله تعالي بين الرجل والمرأة في الحياة في تكوين بيت سعيد بينهم أما غير ذلك فتكون المشاكل بينهم وتشريد الأطفال والطلاق هذا لأنه زواج تم بطريقة غير شرعية ولا قانونية ولا تراضي بينهم .