المرأة ذلك المخلوق .... لا جمال للحياة دونها (2)



حنان أحمد الخريسات
2012 / 11 / 21

المرأة ذلك المخلوق ... لا جمال للحياة دونها (2 )
استكمالا لمقالي السابق المنشور في الحوار المتمدن-العدد: 3890 - 2012 / 10 / 24 من الواضح أن هناك من يطعن في الاسلام من قريب او من بعيد ويشير الى أن الاسلام هو السبب الحقيقي لمشاكلنا اليوم فيما يخص المرأة وتراجع حياتها في مختلف المجالات رغم أننا لن نتراجع عن الاعتراف بأن الإسلام رفع قدْر المرأة، وأكرم مكانتها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، وخير الناس خيرهم لأهله؛ كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، والتربية ، وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج في أعز جوار، ،كما يكون واجباً على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها . وأما إذا ما أصبحت أماً ؛فإن برَّها يصبح مقروناً بطاعة الله-تعالى - وعلى عكس ذلك فإن الإساءة إليها بعدم البرّ اقترنت في الإسلام بالشرك بالله، والفساد في الأرض ..
وإذا كانت أختاً فإن الدين الإسلامي أُمر المسلمين بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها...
وما زالت مجتمعات المسلمين ترعى هذه الحقوق حق الرعاية، مما جعل للمرأة قيمة واعتباراً لا يوجد لها عند المجتمعات غير المسلمة
ثم إن للمرأة في الإسلام حق التملك، والإجارة، والبيع، والشراء، وسائر العقود، ولها حق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها، بل إن من العلم ما هو فرض عين يأثم تاركه ذكراً كان أم أنثى ؛ وكذلك فإن لها ما للرجال إلا بما تختص به من دون الرجال، أو بما يختصون به دونها من الحقوق والأحكام ..
ومن إكرام الإسلام لها: أن أمر الزوج بالإنفاق عليها، وإحسان معاشرتها، والحذر من ظلمها، والإساءة إليها كما اباح للزوجين الافتراق ان انقطعت بينهما سبل التفاهم ...
واكرمها الإسلام بأن نهى الزوج أن يضرب زوجته بلا عذر مشروع ، وجعل لها الحق الكامل في أن تشكو حالها إلى أوليائها، أو أن ترفع للقضاء أمرها؛ لأنها إنسان مكرم وهذا يظهر في قوله-تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تفضيلا )
هناك من يتظاهرون باحترام النساء والدفاع عن حقوقهن على المنابر وهم في حقيقة الامر والواقع براء من ذلك من العارفين بالشريعة ويتجاهلونها او من الجاهلين بها فعلا وانا هنا لا اعمم وانما اخصص من العارفين بالشريعة ويتجاهلونها او جاهلون بها حقا
فهناك العارف والعالم بالشريعة وهو خيرهم لاهله وهناك النقيض من هذه الفئة ايضا وهناك من يتصف بمعرفته السطحية في امور الشريعة ولكنه قدوة في معاملة نساء بيته اما واختا وزوجة وبنتا وهناك النقيض من ذلك ايضا . .
ومن صور تكريم الإسلام للمرأة ان قرر لها من الحقوق ما يكفل راحتها، وينبه على رفعة منزلتها، ثم جعل للرجل حق رعايتها، .
ومن الشاهد على هذا قوله-تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)
فجعلت الآية للمرأة من الحقوق مثل ما للرجل؛ وإذا كان أمر الأسرة لا يستقيم إلا برئيس يدبره فأحقهم بالرياسة هو الرجل الذي شأنه الإنفاق عليها، والقدرة على دفع الأذى عنها وهذا ما استحق به الدرجة المشار إليها في قوله-تعالى-: وللرجال عليهن درجة وقوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النساء ).
لان الله تعالى اختص الرجل بخصائص عديدة تؤهله للقيام بهذه المهمة الجليلة واختص المرأة بخصائص اخرى تؤهلها للقيام بمهام اخرى يعجز الرجل عن القيام بها .
ومن إكرام الإسلام للمرأة: أنه أباح للرجل إذا ما اضطر أن يتزوج بأكثر من واحدة، فأباح له أن يتزوج اثنتين، أو ثلاثاً، أو أربعاً، ولا يزيد عن أربع بشرط أن يعدل بينهن في النفقة، والكسوة، والمبيت، وإن اقتصر الزوج على واحدة فله ذلك ..
هذا وإن في التعدد حكماً عظيمة، ومصالح كثيرة لا يدركها الذين يطعنون في الإسلام، ويجهلون الحكمة من تشريعاته .:
هذه هي منزلة المرأة في الإسلام؛ فأين تلك الشريحة المثقفة والعارفة بالشريعة وتتجاهلها او تجهلها او تلك المرتدة عنها ولا تراعى للمرأة كرامتها حين تتحكم في رزقها وتمنعها من الوصول الى القضاء لحل مشاكلها او مما تعانيه من ظلم الرجل الظالم لها ؟
وأين إكرامُ الرجل للمرأة، اليوم حين يسلبها حقها في الملكية والمسؤولية ؟
واين اكرام الرجل حين تتولى المرأة مسألة القوامة إلى جانب وظيفتها التي شرعها الاسلام وهو جالس في البيت تنفق عليه وتربي اولاده وفوق ذلك يقتر عليها ؟..
وإن كان هناك من تقصير في حق المرأة في مجتمعنا العربي فإن سببه ليس الاسلام كما يدعي بعضهم ؛ وانما هو بسبب القصور والجهل والتغاضي عما يعلمونه من أمر الشريعة ، وفرض سلطتهم الذكورية التي ما زالت تفرض على المراة الى اليوم .
د. حنان الخريسات