متى نصعد السلّم



ليلي عادل
2005 / 3 / 11

تخيلوا …شخص معلق على سلم , هناك أحمال تجرّه للأسفل و هو يستنفد قواه و زمنه في مقاومة هذا السحب و ربما تتغلب عليه الأحمال فتنزله عن مكانته سلّمة أو أكثر …فيكون صراعه مقتصرا" على العودة الى السلّمة التي كان عندها …ربما يصلها لكن بعد ان يخسر من الجهد و الوقت …لكن هذا الشخص لا يتعدى المستوى الذي بدأ عنده …
هكذا أتخيل حال المرأة فهي معلقة على مكاسب بسيطة ,هي من بديهيات حقوق الإنسان حققتها منذ زمن ليس بالقصير و ها هي اليوم تحارب و تبذل جهدها و وقتها للدفاع عن تلك المكاسب من خطر يهدد سلبها منها يوم أثر آخر حيث يتزايد هذا التهديد …مما يمنعها من التفكير بتعدي أو تجاوز ما تحقق منذ ذلك الزمن البعيد لتنهض و تطالب بحقوق تماشي العصر و تتناسب مع ما استحقته المرأة الحرّة في دول العالم المتقدم …اليوم تزج المرأة في حرب امرأة ضد امرأة حيث أوقعها الرجل بنجاح في هذا المطب و خرج منها سالما" نظيف اليدين ..
فرحنا نوعا" ما عندما خصصت نسبة بسيطة من مقاعد الجمعية الوطنية للنساء …لكن لو دققنا في خلفيات من شغلن هذه المقاعد بالانتخاب الأعمى الذي قادته قوّة الدين و سيطرتها الكاملة على العقول البدائية , لوجدنا أنفسنا نواجه رجعيّة أشد من رجعية الرجال و تيار , مضاد لطموحات امرأة العصر ..أقوى من أي تيار رجولي مضاد …فها هن نساء مغطيات مؤمنات بأنهن لسن سوى عورة لا بد ان تغطى بالكامل …نساء العصور المظلمة و الفكر المغلق يحتلّن أغلب المقاعد التي خصصت للنساء في الجمعية الوطنية و غدا" في الحكومة الموعودة …و تطبيقا" للديمقراطية …لا شك إنهن سيطالبن باسمنا من نساء العراق بتطبيق قوانين و تفعيل قرارات تعيدنا الى حيث بدأت المرأة في أوائل القرن الماضي …أي الرجوع الى نقطة البداية…ومن الصعب اليوم بعد ان منحت المرأة هذه النسبة من المقاعد ان تجادل الحكومة او ترفض قرارا" او قانون لأن الجواب سيكون ان لدينا من يمثلنا من النساء و هن من جنين علينا …و الجاني منّا و فينا …
تخيلوا ان إحداهن و هي طبيبة أطفال…( ربما حصلت على شهادة الطب من الحوزة العلمية )…صرّحت لإحدى الصحف الأمريكية في مقابلة نشرت معها …ان الشريعة هي الحل الوحيد الذي ينصف المرأة حيث ان الشريعة تسمح للرجل ان يضرب زوجته لكن بشرط ان لا يترك اثر …( للجريمة ) لكن إذا خرج عن طوره و أدّى الضرب الى ترك أثر, عندها يجب ان يدفع لزوجته مبلغا" يتناسب مع شدّة الأثر …بعد أن قرأت هذا الكلام ضحكت …و بكيت فالضرب في الإسلام ..(بفلوس ) , أضرب و أدفع …هذه هي السياسة التي تنتظرنا و الأنصاف الرباني الذي وعدنا به …مبروك لكن يا عراقيات ممثلاتكن في الدولة …و أنا سأنتظر اليوم الذي تتعلم فيه المرأة العراقية فن الإضراب و الضغط السلمي الحقيقي لفرض حقوقها و اختيار من تمثلها بعقل و دراية و بعد نظر …انتظر اليوم الذي تتعلم فيه المرأة العراقية دروسا" من نساء حرّات أخذن حقوقهن دون تردد دون خوف او التفاتات الى الخلف …جعلن من المرأة عنصر رائد و فعّال و مؤثر بإيجابية في مجتمعاتهن .