الكويتيات متبرجات



فوزي بن يونس بن حديد
2012 / 11 / 26


النساء وما أدراك ما النساء، إن كيدهن عظيم، وما انسلخت امرأة عن العادات والقيم والتقاليد كانت امرأة متبرجة في لباسها وأخلاقها وقيمها ومعتقداتها، فالتبرج لا يتعلق باللباس الجسدي إنما يتعداه إلى الروحي والأخلاقي، وعندما ننظر نظرة فاحصة في المجتمع العربي والمرأة العربية خصوصا فإننا نلاحظ أن المرأة الكويتية متبرجة أكثر من اللازم.
هذا الحديث لم يكن حدثا مفاجئا، ولا ظاهرة غريبة ولا اتهاما مباشرا ولا قدحا في المرأة الكويتية ولكنه حديث عن واقع مؤلم يفرز لنا وجوها نسائية دخيلة أبت إلا أن تصنع عهدا جديدا، فهي استبدلت كل قديم بالحديث الذي لا يمت بصلة للقديم، وتغيرت كالحرباء التي تلون لونها بين الحين والآخر ولولا التغيرات التي حصلت في الكويت ما وصلت المرأة إلى هذا النوع من التحدي، وإني هنا في هذا المقال سأكشف أخطاءها وأسباب تبرجها.
وعندما أتحدث عن التبرج لا أقصد به التبرج في اللباس فهذا أمر مشترك بين النساء في العالم العربي والإسلامي وبدأ يتقلص شيئا فشيئا لأن المرأة أدركت بفطرتها أن الحشمة والوقار والحياء أمور لا بد منها في الحياة للعيش بسلام ولإظهار الطهر والنقاء والبعد عن الفحش والبلاء، وإنما أقصد ذلك النوع من التبرج في المال والأخلاق والقيم والعادات.
والتبرج معناه إظهار الزينة ويأتي بمعنى التكبر وإظهار القوة، فالمرأة تملك من القوى الخفية ما يجعلها تفتك بأعدائها بذكاء حاد، وتملك من الكيد والخبث ما يجعلها تصطاد بمخالبها كل من تعرض لها بسوء، ولكنها في الوقت نفسه تبسط ذراعيها وتمد رجليها عندما تدرك أنها تستطيع أن تسيطر على من تمتهنهم وتترأس عليهم، وفي هذه الصورة تتجلى كبرياء المرأة وتبرجها.
المرأة الكويتية تعيش بذخا ماليا ربما فاقت به نظيراتها في الدول الأخرى وأقصد هنا العربية، هذا البذخ هو الذي حولها من امرأة مستترة إلى امرأة باذخة تستخدم المال سلاحا لترويج سمومها، ومعذرة على هذه الكلمة لأن ما تفعله المرأة الكويتية اليوم سموم بالفعل كأن تفرض لنفسها عاملة أو عمال في بيتها يقومون بأعباء المنزل من تنظيف وطبخ ورعاية للأولاد وشراء طلبات العائلة وغيرها من الأمور التي ترفعت عنها المرأة الكويتية ولم تعد تقوم بها، ظنت أن المرأة وصلت إلى مرحلة من النقاء أن تبتعد عن كل الأعمال الدنيا ولم ترى بنات جنسها كيف يقاومن الحياة من أجل لقمة العيش الحلال، وإن توفر لها المال تغتنم الفرصة لتبذيره هنا وهناك في أمور غير ضرورية ولا أساسية، إنه التبرج بعينه.
زد على ذلك فالمرأة الكويتية اليوم أصبحت لا تحتشم ولا تستحي فهي بين الرجال تظهر زينتها بكل قوة وتتبرج تبرج الجاهلية الأولى وتظن أن ذلك من حقها وقد أمرت أن تستر نفسها وتكون قدوة للآخرين، فالمال أعمى بصرها وبصيرتها وجعلها تتوه في بحر لجي يغشاه موج من الدرن والخلق الفاسد، ظلمات بعضها فوق بعض، حتى إنك تظن أنك لا تعيش في بلد مسلم يحترم القيم والأخلاق الفاضلة.
كما أنها متبرجة ثقافيا، ظنت أنها لا تساويها امرأة في الثقافة وأنها تستطيع أن تشتري الثقافة والحال أنها لو فقهت معنى الثقافة لرضيت بحالها كامرأة تعيش في أحضان وطنها وتغرس في جيلها الأخلاق الفاضلة، والنزول من البرج العاجي والدخول في معمعة الحياة التي تتطلب مشقة وعملا دؤوبا لا ينقضي، أما أنها تبقى بعيدة عن المنهج الحياتي وتتخذ لنفسها أسلوبا مثاليا وتنسى مهماتها الأساسية التي خلقت من أجلها فذلك هو التبرج الذي لا نشجع عليه وإنما ندعو إلى محاربته بكل قوة.
أدعو المرأة الكويتية والمرأة العربية فعلا إلى إعادة النظر في أسلوب حياتها والعمل على تصحيح أخطائها التي بدت تنهمر وتسبب صداعا وتصدعا كبيرا في المجتمع الكويتي بل في المجتمع العربي برمته.