التلفيق يتطاول على الناشطة النسوية الليبية



صوفيا يحيا
2012 / 12 / 5

تلفيق يحيى بلا مروءة، يتطاول على الناشطة الليبية مجدولين عبيدة البالغة من العمر 25 عاما وهي ابنة محام، قد نشأت في مدينة طرابلس على ساحل البحر المتوسط وعندما اندلعت الانتفاضة التي أطاحت بحكم معمر القذافي، الذي حكم 42 سنة، في شباط، غادرت ليبيا في البداية إلى العاصمة المصرية القاهرة ومنها إلى العاصمة الفرنسية باريس في مهمة تقضي بالترويج لحملة ضد حكم القذافي، والمساعدة في تنظيم امدادات الغذاء والدواء للمعارضين في ليبيا. وبعد سقوط طرابلس في أيدي المعارضة في آب، عادت عبيدة إلى ليبيا للعمل من أجل حقوق المرأة، سيما للمطالبة بوضع حق المساواة في الدستور الجديد.

ومثلها مثل النشطاء الآخرين ساورها القلق أزاء ما شهدته من تنامي نفوذ الأصوليين الإسلاميين. ربما يكون من الغريب ان تصبح منطقة ساندرلاند الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي لبريطانيا ملاذا للناشطة الليبية مجدولين التي اضطرت إلى الفرار من بلادها ومن الثورة التي شاركت فيها حسب موقع "B.B.C عربي". وحصلت عبيدة، التي كانت تشارك في تقديم الإمدادات للثوار الذين يقاتلون القذافي، على اللجوء في بريطانيا مؤخرا.

وأصبحت الآن المدينة الواقعة على ساحل بحر الشمال، التي لاتعرف فيها أحدا، بمثابة وطن مؤقت بالنسبة لها.

وتتضح المفارقة حين تقول "أمر سئ للغاية ان تخاطر بنفسك وان تبذل قصارى جهدك من لهذه الثورة، ثم في النهاية تضطر إلى مغادرة البلاد لأنها لم تعد مكانا آمنا لك" واضافت "خلال الثورة كان الجميع في حالة اتحاد، الجميع كانوا يتعاونون، لكن الوضع الآن أصبح صعبا للغاية".

وشعر الكثير بالقلق، على سبيل المثال، عندما استخدم مصطفى عبدالجليل في تشرين الأول، وهو وجه ثوري معروف دوليا ورئيس المجلس الوطني المعارض، خطابه الأول بعد الإطاحة بالقذافي للسماح للرجال بتعدد الزوجات.

وقالت عبيدة "كانت صدمة لنا جميعا. ليس هذا ما سعينا إليه في الثورة، لم نسع لزواج الرجل من أربع نساء. أردنا المزيد من الحقوق، ولم نرد إهدار حقوق نصف المجتمع".

وخلال زيارتها لمدينة بنغازي، مهد الانتفاضة وثاني أكبر المدن الليبية، صيف العام الجاري اعتقل أفراد ميليشيا مستقلة عبيدة مرتين.

وهذه الميليشيات احتجزت عبيدة، تشكلت في البداية من أجل محاربة القذافي لكنها انتهجت بعد ذلك نهجا إسلاميا متشددا.

كما تعطل مؤتمر المرأة الذي حضرته عبيدة، الذي ساهمت بريطانيا في تمويله، على يد مسلحين.

واقتيدت عبيدة على يد أفراد الميليشيا في غرفتها بفندق واحتجزت، ثم أطلق سراحها قبل ان تختطف مرة أخرى في اليوم التالي وتحتجز في سجن بقاعدة احدى الميليشيات.

وقالت "دخل أحدهم وبدأ يركلني بقدمه، ثم بدء يضربني ببندقيته وقال لي (سأقتلك وسأدفنك هنا ولن يعرف أحد طريقك)، ونعتني بجاسوسة إسرائيلية وبعاهرة وظل يقول لي (سأقتلك هنا ولن يعرف أحد طريقك) واعتقدت أنهم سيقتلوني في هذا المكان".

ثم أفرج عنها بعد ذلك وبدت عليها أثار رضوض جراء الضرب، واتهمتها الميليشيا بالعمل لحساب إسرائيل، وهي تهمة نفتها جملا وتفصيلا، وبناء عليها قررت في أيلول السفر إلى بريطانيا خشية اختطافها مرة أخرى.

هكذا يحيى التلفيق لمسخ إنسانية الإنسان - المرأة..!