سفيهات فاطمة المرنيسي---والتفاسير الملتوية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



سلطان الرفاعي
2005 / 3 / 17

(( لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ))

تلك هي الآية التي كانوا ينتظرونها : بما أن السفهاء مستثنون ، فإن النساء ، كن سفهاء ، هكذا بكل بساطة . ( السفهاء هم الأطفال والنساء ، وعليه يجب استبعادهم جميعهم من الإرث ) ... فإذا جرى الإصرار بما يكفي لكي يكون السفيه يشمل المرأة ، فكل الكائنات من الجنس الذكوري ستكون سعيدة ، وسوف يتمكن رب المسلمين ونبيه دائما من الحفاظ على قوانينهما الشاذة حول الإرث . وسوف يقام اتفاق ودي بين الجنس الذكوري حول هذه العبارة السماوية المرسلة من العناية الإلهية للسفيه .
لقد هلل أكثر المسلمين رجعية لهذا وتجد أكثرهم اليوم على الفضائيات : فبرأيهم ، إن كلمة سفيه كانت تعني النساء والأطفال . وأكد هؤلاء على أن النساء هن ( أسفه السفهاء بكل تأكيد ) . فكيف ، سيعاود الطبري بعد عدة قرون ، وهو الحريص على النص المقدس ، الى بحث هذا النزاع الذي واجه فيه رب المسلمين المؤمنين من الجنس الذكوري ؟ .
يمضي الطبري كعادة كل الخبراء المسلمين في لوي الحقيقة ونشر التفاسير الملتوية : إذ سوف ينقل تسعا وعشرين شهادة متعلقة بمختلف التفسيرات لهذه الكلمة ( سفيه ) ، التي سبق أن وجدت في النص القرآني في مناسبات عدة . فعندما تدرس عبارة سفيه في كل أحداث ورودها ، تجد لها عشرات المعاني الغامضة والملتوية غموض القرآن نفسه . فكلمة سفيه ترد للجهلاء في نص ، وللأطفال في نص آخر ، وتدل أحيانا على اليهود وأحيانا على المشركين . وأخيرا ، يمكن لكلمة سفيه أن تدل على الشخص الذي ينقصه العقل والتمييز ، أي أهلية التمييز بين الخير والشر . الآن كيف يستطيع المؤمن أن يعرف الطريق المثلى لفهم كلمة سفيه . هنالك صنفان ممكنان من التفسير ، ذلك الذي يقول أن كلمة سفيه ليس لها علاقة بالجنس وإنما ترتبط بفقدان التمييز وتبذير المال في التفاهات ، وذلك الذي يضاهي النساء بالحمقى لإلغاء حقهن بالإرث.
يكتفي الطبري بأن يضسيف رأيه بعد أن يكون قد عرض آراء الآخرين فهو مثله مثل غيره من الفقهاء مقيد بالنص المقدس وبالسيف المسلط على رقبة كل من يخالف المقدس ، ولم يحاول إستخلاص مبدأ فيما يتعلق بالعلاقة بين الجنسين أي علاقة المساواة .
إن الطبري ، الذي قام بكتابة مجلدات تفسير لتنوير الأجيال المقبلة أو لإرباكها أكثر مما هي مرتبكة ، حيث نجد آلاف التفاسير الغامضة مرة والملتوية مرات لكل آية للنص القرآني ، قد وجد نفسه أمام مشكلة ذات أهمية نظرا لأنه جرى حول هذه الآية نقاش حتى في حياة محمد ، وإنها مسألة أساسية من مسائل الفقه ، الأمر الذي يوضح جزئيا السهولة التي أمكن تداول المقدس فيها بسبب فقدان التركيب المنطقي وتجاوز التجريبية . إن الفقيه الإسلامي لا يحاول التدخل بين النص المقدس وقارئه ، فهو يعرف ما ينتظره ، ويكتفي بأن يقدم تعددية الآراء السلفية مضيفا إليها موافقته . وخوفا من أن تظهر نيته ، سوف يمتنع عن كل مبادرة في مادة التركيب . عندئذ تكتشف تتمة الحالة ، تعددية آراء ، ولكن بدون أية محاولة لاستخلاص المبادئ والقوانين والاتجاهات التي تسمح بتمييز البنيوي عن الظرفي من كل هذه المادة .