سافرات تونس يكسبنّ الرهان .



فيولات فالنتينا
2012 / 12 / 18

قامت مجموعة من الناشطات التونسيات على الفيسبوك بإنشاء صفحة ، اخترن لها عنوان "سافرات تونسيات" في محاولة تعد فريدة من نوعها و جرأة غير مؤلوفة لنساء قررنّ أن يخرجنّ على المعتاد و على ماهو موروث و مسلم به في دعوة صريحة إلى السفور بعد إعطائه صبغة جديدة و تصحيح مفهومه المتعارف عليه .
ويتمثل الهدف من إنشاء هذه الصفحة، حسب ما هو مدوّن عليها، في إرساء "وعي أنثوي حديث يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للمرأة في شتى المجالات".
و تناقش الناشطات على صفحتهن مواضيع غاية في الأهمية كحق المرأة في التعليم و إختار شريك حياتها و تجريم زواج القاصرات و ختان البنات في بعض المجتمعات و حرية التعبير و المعتقد و مضاهدة الإغتصاب و العنف ضد المرأة .
تقول أحدى السافرات : " نحن نسعى إل تعزيز ثقة المرأة بنفسها وجعلها متساوية مع الرجل في الحقوق و الواجبات و رفض فكرة انها عورة او مكملة لأي شيء اخر كونها عنصر فاعل في المجتمع و قائم بذاته. "
كما تتعرض الصفحة إلى العديد من هجمات الشرسة من قبل بعض الأطراف الإسلامية التي تنعت القائمين عليها بأبشع النعوت على غرار " الكفرة " و "الزنادقة " و " الفاجرات " و " العلمانيون الملحدون " .و هذا لا يعني أن الصفحة تلاقي الكثير من الإهتمام و الإعجاب من الكثير من النخبة المثقفة و العلمانيون و المرأة نفسها و حتى ذوي الإسلام المعتدل . و يمثل الذكور النسبة الأكبر المتابعة لنشاط السافرات .
و تقول منشأة الصفحة : " أنها لا تدعو إلى السفور الجسدي و إنما الفكري بمعنى كشف الغطاء عن العقل الانثوي و تخليصه من رواسب الجهل و الرجعية و التمييز بين الجنسين و لا تحارب الدين او المعتقد و لا تدعو الى التكفير او التنصير ، هي فقط تدافع عن الحريات الشخصية و تدعم كل التوجهات الحداثية التي تحترم المراة و تحررها و أن السفور في نهاية الأمر و إن كان كشفا للوجه و غطاء الرأس لا يعني التفسخ و الإنحلال و إنعدام الأخلاق ."
الملفت للإنتباه أن عدوى السافرات التونسيات إنتقلت إلى جميع الدول العربية و الأكثرها إنغلاقا و حفاظا على التقاليد التي قام ناشطوها بأنشاء صفحات مشابهة لعلى أبرزها " سافرات سعوديات " و " سافرات مصريات " و " سافرات ليبيات" و القائمة تطول . وهو ما يثبت أن سافرات تونس كسبنّ فعلا الرهان و نجحت المحاولة النسائية الأكثر جرأة و مغامرة في جلب مؤيديها و إثبات أن المرأة وحدها قادرة على تحديد مصيرها .