الخيال واحمر شفاه وقلب أمي .........!



نعيم عبد مهلهل
2013 / 1 / 1


الأحمر تاريخياً وعاطفياً وغرامياً هو من يصبغ الفم ليثير دهشة الكلام والقبلة والعسل ...!
لكنه هنا يصبغ قلب أمي ليثير دهشة الخرائط ودمعة المهد وحنين المنافي .واعتقد جازما أن هذا الأحمر المتشكل على جدار قلبها هو هاجس الثورة الأول في شوارع الشرق ومحك عود الثقاب ونافذة الحلم على ليل من ينتظرون الفرج وصعود البرج ونيل الخبز بكرامة البرتقال وليس بكرامة الاستجداء...!
الأحمر هو الجرح وزهرة الروز وخجل الخدين وإثبات العذرية ودموع ضحايا الحروب وفكرة القصص الغرامية وحبر طغراء السلاطين .
وقلب أمي هو مساحة العشق وجنائن الأمومة وعطارد الطفولة وخفقة القلب الأجمل من كل السيمفونيات التي انشدها موزارت وبتهوفن وباخ والمطرب البدوي جبار عكار ........!
البسهُ على وجه أمي وروح أمي وأثواب أمي ودمعتها المتثائبة في ليل وحدتها ...
هنا احتفي بأنوثة الأوبرا والصحف وأصدقاء التواصل الاجتماعي وبطاقتي البنكية ...وهناك هي تحتفي بنعاء عاشوراء ..وانقطاع الكهرباء .ومنافي الأبناء ..وسعال من عاصفة الرمل ضربت جنوب العراق وأقتعلت أفراخ النخل وأشجار السدر والبمبر وحلم الناس بسماء صافية وبطاقة تموينية .!
هذا الأحمر المدجج بسلاح الإغراء والشهوة والحروب ، بقيَّ ومنذ أن ظهر واضحا لأول مرة على الأرض من خلال الدم المسال من رأس قابيل حين شجه أخيه هابيل بحجر.
بقيَّ شاهد عنف وانفعال وغضب . وربما الطبيعة أرادت أن تخفف من حماس هذا اللون وثورته .فصبغت فيه الورد الجوري وشفاه الأنثى ومناديل اللقاء الأول لغرام بريء ليس فيه سوى أجفان تتحرك والهمس الخجول ..!
الخيال تصنعه أمي ويليق فيها ليفسر لنا سر الملوكية الأولى ومواطن القداسة التي ارتوت نها الألواح بكلمات الحلم والفصائد فصار لزاما على الأرض أن تعرف إن حضارتها بدأت وصارت وعظمت بفضل حلم أم وعشق أم ودموع أم وجرح أم وكهونية أم ....!
تقربنا صورة الأم إلى كثير من دهشة الروح في سعيها لتكتشف فيما لأحمر المغرم بمساحات الشفتين ونلتفت كثيرا إلى دهشة الأم ونفسر الأمر بما يصفه العاشق لمعشوقته :الروعة أن تكوني أنت واحدة من أجمل لوحات العزف الروحي والجسدي لشهوة الشعر .أن تكوني وسادة النجوم في احتضان رعشة الليالي وان اقرأ في مساحة صدرك كل عبارات الهمس والاشتياق ونبؤه الشوق في عاطفة أن افتح أزار قميص نوم الفراشة التي رضيتِ عنها لتكون حبيبتي وغرامي وقريني لأصنع على اجنحتها ربيعا للورد وعينيك ..........!