من إمرأة إلي رجل سلفي



اوعاد الدسوقي
2013 / 1 / 8

اوعاد الدسوقي: من إمرأة إلي رجل سلفي

كل يوم تطالعنا الصحف و الفضائيات بتصريحات مستفزة تثير الإستياء و النفور تؤذي النفس و تعبر عن العنصرية إتجاه المرأة و دائما أنت _ أيها الرجل السلفي _ بطل تلك التصريحات التي تفتقر في معظمها الي المنطق و لا تراعي مشاعر نصف المجتمع , تنكر علي المرأة حقوقها و تهدر قيمتها الإنسانية و تنتقص من مكانتها الإجتماعية و تحط من كرامتها و شأنها, فلماذا كل هذا الكره الغير مبرر للمرأة ؟ لماذا تقطر حروف كلماتك حقد عندما تتحدث عنها ؟ لماذا لا تري فيها عقلها و تري فقط جسدها؟! لماذا تنظر لها وكأنها الشيطان الأعظم؟ لماذا تصر علي اعتبارها موطن الفساد و موضع للرذيلة ؟ لماذا تتعامل مع وحودها علي انه عدم أو عورة؟ أرهقني البحث عن اجابة لعشرات الأسئلة لتبرير سبب عنصريتك و تطاولك و محاولاتك المستميتة لتكبيلها بثلة من القوانين تسلبها حقوقها وكرامتها الإنسانية.

أسمح لي سيدي أن أتوجه اليك بسؤال مباشر هل لديك سببا منطقيا لتلك الكراهية؟! فأن كان لديك نرجو أن تفصح عنه ربما يتفهم المجتمع وجهة نظرك و يلتمس لك العذر أو أن يقام حوارا مجتمعيا قد يساعد علي ازالة اسباب هذا البغض و الكره, اما إذا كانت كراهيتك للمرأة نابع من فكرك الرجعي و نظرتك الدونيه وعدم تقبلك لها كـ شريك في الوطن و المصير, لها ما لك وعليها ما عليك ففي هذه الحالة تكون المرأة غير مسؤولة أو مجبرة علي تقبل أفكارك أو الإنصياع لرغباتك وتسلطك.

و قبل أن تناصبها العداء_ سيدي _ محاولا وضع أغلالك في عنقها باسم الدين و الشريعة مستغلا شعب يعاني نصفه من الأمية لتنشر افكارك المغلوطة عن المرأة و الإسلام فضلاً تذكر أنها " أمك - أختك - زوجتك - أبنتك " ليتك تنحي عنصريتك و معاداتك للمرأة جانبا و تعود الي السيرة النبوية و سير الصحابة _ رضوان الله عليهم _ إقرأ عن مواقف النساء في الغزوات و الحروب مع رسول الله _صلي الله عليه وسلم_ فدورهم لم يقتصر علي تمريض الجرحى وتأمين الطعام والشراب للمجاهدين، بل بعض النساء قاتلن بين يدي نبيهم وحموه ودافعوا عنه في أصعب اللحظات فعلي سبيل المثال لا الحصر موقف الصحابية الجليلة ( نسيبة بنت كعب بن عمرو أم عمارة "المرأة المحاربة " التي شاركت في معركة أحد وأخذت تتلقى الرماح وطعنات السيوف دفاعا" عن سيدنا محمد_صلي الله علية وسلم _ وحماية له غير آبهه بالجراح والأوجاع) اليس هذا دليلا كافيا علي دور و مكانة المرأة فلو كانت الشريعة تنص علي بقاء المرأة خلف الجدران تعتزل الناس و الحياة لا تشارك في العمل الوطني و الدفاع عن مستقبل بلادها و اولادها و دينها لكان اولي الناس بتنفيذ هذا الشرع رسولنا الكريم _علية الصلاة و السلام _ و لكان رفض خروجهن في الغزوات و الحروب و لوكان رأي المرأة لا يعتد بها لما قال سيدنا "عمر بن الخطاب_ رضي الله عنه_ أصابت امرأة وأخطأ عمر" فضلاً إقرأ بتعقل بعيدا عن التطرف حينها ستجد إسلامنا الحنيف لم يأتي لتقيد المرأة أو لسجنها و إنكار حقوقها و تسفيه رأيها بل جاء لإعلاء كرامتها هذه شريعتنا الإسلامية الغراء اما شريعتكم أنتم _التي نسجتوها من وحي خيالكم _ فلا دخل لنا بها.

و أن كنت تظن خروجك كل يوم بتصريح في الصحف أو أن تطل بوجه عابس متجهم جامد الملامح عبر الفضائيات أو إن إستخدامك لغة التهديد الحادة و أسلوب فظ ومشاعر قاسية سوف يخيف النساء أو يجعلهن يترجعن عن المطالبة بحقوقهن او يفرطن في مكتسب قد حصلنا عليه بعد رحلة نضال دام عشرات السنين فأنت واهم بل و جاهل بشخصية المرأة المصرية التي تعيل وحدها 45% من الأسر بعزيمة من حديد و إرادة من فلولاذ.

لذا أبشرك _ أيها الرجل المتأسلم _ بفشل محاولاتك فلا عودة للوراء قيد أنملة, ستستمر رحلة الكفاح و النضال ضد القهر و الرجعية, و ستنتصر نون النسوة, فلن تمكنكم المرأة من تكميمها و إخراس صوتها الذي لم يعد عورة بل ثورة علي التخلف و الرجعية و العنصرية ستقف المرأة دائما علي اعتاب الحرية مشرئبّة العُنُـق رافعة الرأس لن تدعكم تنفثون عن احقادكم اتجاهها و لن تدفع ثمن عقدكم و أمراضكم النفسية.
اما أنتِ سيدتي لا تحزني من هجومهم عليكِ لان هذا النوع من الرجال المتأسلم يكمن مركز تفكيره حيالك في نصفه الأسفل! لذا هو "عاجـــــــــــز "دائما علي أن يري عقلك أو ينتبه لمكانتك الإجتماعية و قيمتك الإنسانية!!