روح المؤخرة



أيوب بن حكيم
2013 / 1 / 9

للمؤخرة عنفها الرمزي الحاد الآخذ حِدَّةَ سحره من شدة الاِتساق مع باقي تشكيلات الجسد ،و الرامز إلى "حب الممنوع"، ولتموجاتها الأفعوانية فعلُ التسكير الروحاني لحد التعبد لخالقها ، و قد كتبَ "غادامير" كتابه" تجلي الجميل" منذ أمد،و مؤخرة "ميريام فارس" بهارمونيتها و اِمتلائها و اِكتنازها و تضاريسها المتموجة تجلٍّ جميلٌ و مبهرٌ من تجليات الفيض القدوسي و الخلق الرباني المتقن،و كأن الله يحفزنا على إتقان أعمالنا اِنطلاقا من إتقانه صنعةَ هذه المؤخرة اللبنانية الشيقة، ولو رآها المعتزلة لأفحموا بها مناوئيهم في نظرية أن "الخلق دليل على مقدرة الله"...،و قد قادني التأمل في هذه المؤخرة الملكوتية الأسطورية المقدسة إلى تساؤلات عدة من بينها : لماذا لا ننظر إلى المؤخرات بعدالة التمحيص ؟ لماذا تختلف نظرتنا إلى مؤخرة فتاة في الشارع أو فنانة على التلفزة فنخشع فيها خشوع الديان ، و نتهرب من مؤخرات أمهاتنا أو شقيقاتنا ؟ وكيف تنظر الفتيات إلى مؤخرات بعضهن ؟ بل وكيف ينظر الرجال إلى مؤخرات بعضهم ؟
أنتظر بشغف وصول كتاب"جنازة المؤخرة" للمفكر "إبراهيم محمود" فهو ـ فيما علمتُ ـ يناقش هذه الأفكار الجمعية و يفلسفها بإدخالها لمجال التفكيك على خلفية واضحة من "المنهج النفسي" .
إذن فللمؤخرة عتو و مضاء،بتضاريسَ جميلة تفتن الأعين،وبين عمودية التحرك و أفقية التشكيل و كروية الصيغة تكمن مفارقات جمة،و للصدفة فإن للمؤحرة اِرتباطا بالسمو و العلو متى علمنا أنها تكون أجمل إذا تعالقت مع اِنتعال كعب متوسط العلو،ولا تتم السيمفونية إلا إذا كانت الفتاة متقنة لحركات "الترقيص" لمؤخرتها،أنذاك تكتمل فتنتها مثل البدر تعالقت أسباب لجعله كاملا ..ولعل فتياتنا ممن يحملن مؤخرات جميلة طنانة يتصرفن بطريقة أشبه ما تكن حاملات لكتاب الله،حيث ترى الفتاة"المؤخراتية" تمتلك ثقة بالنفس مردها مؤخرتها،خصوصا إذا ارتُبِط اِمتلاء المؤخرة بامتلاء النهد و ضمور الخصر،أنذاك يضيع الرجل ناظرا و تغبطها المرأة شاهدة و يتحسر الكون من اِحتضانها ،وتبستم الأرض ..