الشرق الأوسط و باقي الخيانات



سونيا ابراهيم
2013 / 1 / 12

كيف يأتِ الإله المقدس ؟

في أوطان تخنق أحلامنا ، و تقيد أجساد النساء ، كما تفعل الجواهر الثقيلة « العادات و التقاليد » ، قيود حول الرقبة ، و حول اليدين ، و سلاسل حول القدمين ، يصبح لدينا عقدة نفسية للتخلص من كل هذه الحواجز ، بل تصبح لدينا جدرانا ينسجها خيالا يمنعنا من رؤية ضوء الشمس .

الأسود كفن يلتحف فيه الجسد النابض بالحياة ، الغطاء فوق أعلى زينة تتمتع بها المرأة عقلها ، و العائلة/ القبيلة هي سلسلة أطول من الحبل السري لا يقتلعونها من حول السُّرة حتى بموت المرأة نفسها .

العبدة الذليلة تعد الطعام ، و هو يتملق بتحسسه من ملح الطعام الزائد ، العبدة الذليلة تخدم عائلته و كأن حبلها السري حول رقبتها ( عائلتها ) لا يكفي لخنقها . رجال الدين يستشهدون بأحاديث نبوية " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة " ، و هي تنجب كل مرة طفل أو طفلة لا يحق لها أن تعطيه اسم عائلتها ، هو وحده من يستطيع منح هذا الوسام ، كل مرة تنجب أطفالاً من العنف ، و الزواج المبكر ،و اضطهاد المرأة ، و سلطوية عالم شهريار، يخرجون من رحمها لا يرون الضوء إلى عالم عربي جاحد على عضو المرأة التناسلي حصرياً على متعتهم ، و قدرتهم الانجابية ..
تتكرر ولادتها للأطفال ، و هو يطفش لزيجة ثانية ، يعدد زوجاته حسب قوانين المحكمة الشرعية ، لينجب الطفل الذكر .. ليست خيرهن " الودود الولود " .. خيرهن هي من تأخذ منه فقط ( Y) و هكذا يأت من يرث ضعف الأنثى ، و هكذا يأت الطفل الذكر المبجل الذي شهادته بشهادة أنثيين .. هكذا يأتِ من يحق له أيضاً أن يضرب ، و يهجر ليُربّي هذه العبدة (!!) ..
هكذا يأت من يرجم إمرأة اتهموها بالزنا ، و يهنئ الذكر الذي شاركها الفراش .. هكذا يأتِ ولدهم الذكوري المقدس ( الإله ) .. هكذا يأت ولي العرش صاحب أكبر « خصية » بالكون .. و سيأتِ أيضاً« الخال » من يستولي على ميراث أخواته البنات ..

هكذا سيتكاثرون ، و هكذا ستصبح الأنثى الشرقية ضد نفسها ، و ستكره جسدها ، و ستحقد على أبنائها .. نعم هكذا سيعمدونها العبدة – لهم – إلى – الأبد !