الثوّار ُيقتلون امرأة عراقية كونها خائنة للإسلامِ



كهلان القيسي
2005 / 3 / 24

الصرخات الفظيعة ( ماما ماما ) سَتُطاردُ السيدة نجاة الالوسي في كُلَّ مَرَّةٍ تَتذكّرُ فيها مكالمتها الهاتفيةَ الأخيرةَ مَع بنتِها المُختَطَفةِ. هديل ذات أل 24عاما وتصرخ هديل “ لقد اعدموا تَواً زوجَي أمام عيونِي. رجاءً ساعديني. لقد أطلقوا النار على رأسه. رجاءً ساعدْيني، يا أمي. ” صوت رجالي على الجانب الأخر أخبرَ السيدة الالوسي ( وهي طبيبة نسائي عراقية مشهورة): “ لقد قَتلنَاه والآن نحن سَنَقْتلُ بنتَكَ أيضاً. ” لقد حاولت السيدة الالوسي بالتضحية بكل شيء من اجل إنقاذ حياة ابنتها، لقد وعدتهم بالذهب والنقود التي تملك وبالتنازل عن بناية ثمينة إذا قبل مختطفيها بإطلاق سراحها. لكن خَطَّ الهاتف قطع . بعد 48 ساعة رميت حقيبتان تَحتويانِ جثتي بنتِها وصهرِها قرب بيتِهم في بغداد. البنت أصيبت بطلقة في القلب. والضحيتان هما خريجا كلية الطبِّ الذين كانا يؤديان خدمة التدرج الطبي في مستشفى القائم قرب الحدود العراقية السورية.

يعتقد بان هذين الزوجين كانا قد جذرا على ما يبدو القوات الأمريكيةَ من ان بعض المقاومين قَدْ عولجوا في مستشفاهم.

مهما كان السبب الذي قتلت هديل من اجله. لقد كَانتَ واحدة مِنْ العديد النِساءِ العراقياتِ الأتي سَقطَن فريسةَ في يد المتمرّدين الذين يَقْتلونَ أولئك الذين هم في المواقعِ المهمة. يَمُوتُ البعضُ لأن طبيعة عملَهم تجبرهم على الاتصال مَع الأمريكانِ أَو المسئولين العراقيينِ، وآخرون لأن يدافعون عن حقوقِ أكثر للنِساءِ الأتي يُستهان بهن من بَعْض المتطرفين دينيا.

بضعة منهن يَبْدو بأنه كَانَ قَدْ أُفردَ للإخْفاق في التَوَافُق إلى رمزِ إسلاميِ متطرّفِ مِنْ اللباسِ ولتَرْك الحياةِ التقليديةِ في البيت.







زينة القشطيني: أم مطلّقَة التي تمتلك إحدى افضل صيدلياتِ بغداد المعروفة وكَانَ لديها عقودُ مع قوّاتِ التحالف، ترتدي الملابسِ الغربيةِ وتختلط بالنِساءِ الناشطاتِ.

“ السّيدة زينة”، عندما اختطفت كَانتَ ترتدي عقد وحلقة ماسيّة لقد أطلقت عليها رصاصتين في الرأسَ. ووجدت جثتها ملفوفة بعباءة سوداء بالطول الطبيعي- ما كانت لترتديها لو بقيت حية .

جماعة التوحيد و الجهاد، التي يديرها أبو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدةِ في العراق، بثت فلم يصور عملية قطع راس شريك السيدة زينة التجاري السيد زياد باهو .

لقد قَتلَ الفدائيون الإسلاميونُ 20 امرأة في الموصل وأكثر من دزينة في بغداد. لقد كان القاسم المشترك للضحايا هي رغبة العَيْش بحرية و رؤية دور أفضل للنِساءِ في المجتمعِ العراقيِ.

لقد تم قتل عضو مجلس الحكم العراقي المؤقت، السيدة عقيلة الهاشمي أما زميلتها رجاء الخزاعي فقد تسلمت تهديدات َبالقتل لمناداتهن بحقوقِ النِساءِ العراقيات. أما السيدة نسرين البرواري وزيرة الأشغال العامة السابق والتي كانت هي المرأة الوحيدة في الحكومة, فقد تعرضت لمحاولة اغتيال قتل فيها حارسيها. أما السيدة آمال المعلمجي المستشارة الحكومية والناشطة في حقوق النساء, في طريقها أثناء توجهها الى عملها أطلقت عليها 10 رصاصات أردتها في الحال.

إن سوءا لأوضاع الأمنية اجبر العديد من النساء على عدم التوجه للمدارس والجامعات والى العمل. هناك تقرير لمنظمة العفو الدوليةِ يُحذّرُ من ردّ فعل ضد “ القوى السياسية والاجتماعية المتطرفة ” التي تهدّدُ بخَنْق محاولاتِ النِساءِ لكَسْب الحرياتِ الجديدةِ.

المخاوف المُتزايدة من فقدان الأمانِ حتى بالنسبة للصحفيات الأتي عشن في الخوفِ المتواصل مِنْ الوقوع إلى أيدي المتعصّبين. عندما كنت أسافر مرة عبر البلادَ في الملابسِ الغربيةِ، بشكل مقبول ومحتشم وَجدتُ نفسي غير قادرة على تَرْك غرفةِ فندقِي في الشهور الأخيرة بدون أَنْ اغطّي نفسي في عباءة ضخمة.

البعض مِنْ المقاومين الذين أردتُ مقابلتهم تقبلوني بمضض ، لكن العديد مِنْهم رَفضوا مقابلتي. بالرغم من أنني امرأة مسلمة، لقد أعطوني محاضرات مراراً وتكراراً حول "ذنوبِي" لأنني لم اتبع دعوتهم إلى “ طريق إسلامي ”.

في اللطيفية، جنوب بغداد، لَصقَ المتعصبين من السنة الإعلانات على حيطانِ الدكاكينِ و التي تُحذّرُ النِساءَ والبناتَ أَنْ لا يَظْهرنَ بدون حجاب يغطي الرأس والوجهِ ومْنعُ إستعمالَ المساحيق. وان أي امرأة لا تلتزم بهذه القوانينِ “ سَتعاقبُ بالموتِ ”.

حتى المجندات العراقيات لَيسن في مأمن من زملاءِهن الذكورِ. في السنة الماضية وعندما تسلمت أول وجبة من المتطوعات واجبهن, صفعت إحداهن على خدها من قبل ضابط ذكر ولم يُتّخذ أي إجراء ضده. بَعْض السياسيين شحبوا مثل هذه الإساءة على النِساءِ لأَخْذهن الوظائفِ “ على نقيض جنسهم ”. الرائد هدى عجام التي صُفِعَت على وجهها لعَودتها متأخرة إلى الوزارةِ مِنْ مهمةِ ما,تم إيقافها عن العمل مؤقتا ، بعد مُحَاوَلَتها تَحسين منزلةِ مجموعةِ النِساءِ الأتي بإمرتها. في إحدى المرات أصابت سيارة مفخَّخة ثكنة الوحدةَ التي تخدم فيها النساء وقد جَرحتْ العديد مِنهنْ إحدى المجندات وهي أم لخمسة أطفال فقدت ذراعها اليمنى وكل أصابع اليد اليسرى.،




وقالت الرائد هدى “ أن امرأة من فصيلي اختطفت ولم نعرف أو نسمع أي شيء عنها وأخرى قتلت,” قالَ “ أما قادتنا لم يفعلوا أيّ شئَ لنا، بالرغم من أنَّ ندفع نفس الثمن كزملائنا الذكور خلال الهجماتِ مِن قِبل المتمرّدين. ”

إنّ فرصَ النِساءِ يَتوقّع بأَنْ تصبح أكثر صعوبة بسبب فوز قائمةِ التحالفِ العراقيةِ ِ في إنتخاباتِ يناير/كانون الثّاني المُسَيطَر عليها مِن قِبل رجالِ الدين الشيعةِ. بالرغم من أن النِساءِ ضمنت أكثر مِنْ رُبع الأماكنِ في جمعيةِ العراق الوطنية، لكن هناك قلق كثير حول كيف سيكون التغيير إذا ما فرض الإسلاميون المتشددون تطبيق أعرافهم وتقاليدهم الصارمة.

نِساء العراق تشجّعنَ للتَصويت كما كن يتمنين. لكن طبقاً لآية اللهِ ِ السّيدَ علي السيستاني رجل الدين الأقوى في العراق، فمحرم عليهن مصافحة الرجال. هو أيضاً يَمْنعُ النِساء من مغادرة البيتِ في أيّ ملابس تَسْمحُ للغرباءِ رُؤية أجزاءِ من أجسامهن. المُدافعون عن حقوقِ النِساءِ يَتوقعون بأنه ستكون هناك معركة مريرة في السَنَة القادمة عندما يُكْتَبُ الدستور والدورةَ القادمةَ للإنتخاباتِ التي ستؤدي إلى انتخاب حكومةِ العراق الدائمة.



مخاوف النساء ألان هو من عدم تمثيلهن في صيَاْغَة الدستورِ، فهن سَيَفْقدن َ حقوقَ مهمةَ — خصوصاً تلك المتعلقة بحكم القانونِ العائلي, مثل الطلاقِ، رعاية طفلِ، فرص العملَ والميراثَ.

وتقول صنكول جابوك “ إن رجال الدين يُحاولونَ إخْضاع صوتِ النِساءِ ودورِهن في المجتمعِ,” “ وانه ما لم يَمنحن بعض مِنْ المواقعِ العلياِ في الحكومةِ الجديدةِ، فان نِساء العراقيات سَيَفْقدنَ الكثير في المستقبلِ. ”

إذا كان الأمر كذلك، لربما سوف لن يكون هناك احد يتولى حِمايتهن مِنْ فرقِ الموت التي تطاردهن في شوارعَ العراق.
مارس/آذار 20, 2005

هالة جابر، التايمز
.timesonline.co.uk