مصيبة جديدة تأتي على رؤوس النساء



سلمى جبران
2005 / 3 / 27

طفلة في الصف السابع ماتت بسبب إشاعة أن حارس المدرسة اعتدى عليها في دورة المياه وأنها حامل
الطفلة من منطقة قلعة المضيق التي تضم آثار أفاميا الشهيرة في سورية
من عائلة لدعة ( لا أعرف اسم الفتاة الضحية)
أما طريقة الموت فكانت إغراقها في برميل للمياه ( تفطيس) ورميها في الشارع حتى رآها أحد المارين فقرر أخذها إلى الطبيب الشرعي في مدينة حماه القريبة من المنطقة وهناك وبتقرير من ستة أطباء تبين أن الطفلة ماذا ؟؟؟؟أحزروا تبين أنها عذراء !!!مفاجأة معتادة مقرفة مؤلمة
دوماً نتعامل مع مشاكلنا بهذه الطريقة نقتل الطرف الأضعف
الطرف الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ولو بصرخة
هذه جريمة ارتكبت ضد الطفلة وضد كل زميلاتها وزملائها معها في الصف وضد كل من يعرفها أو سمع بها
ويجب أن نتفق أن كل جريمة شرف يجب أن تحذف من جانبها كلمة شرف وتبقى كلمة جريمة فقتل إنسان بكل المقاييس هو جريمة
ولكن هل المرأة في العالم العربي من صنف الإنسان أم ما زال ينظر إليها كحيوان أو كعالة على الأهل ثم الزوج
لن أكون متحيزة للمرأة وأقول الرجل هو السبب الرجل هو الذي قتل سأقول أن المرأة هي ضحية واضحة والرجل ضحية مقنعة
المرأة تخسر ربما تخسر حياتها والرجل يعيش حياة لكنها وهمية ظناً منه أن هذه هي الحياة الحقيقية
الأب مهما يكن قاسياً لن يصل إلى هذه الدرجة من العنف ضد ابنته لولا تربيته الخطأ المنغلقة ولولا إشاعات الناس وتسليتهم المؤذية الوحيدة لذا أتوجه إلى كل من يقرأني أن نتعاون في إيجاد طريقة تساهم في محو ليس فقط أمية القراءة والكتابة بل محو أمية الجهل بحقوق الإنسان وإجراء دورات توعية للناس ليفهموا على الأقل ماهي حقوقهم وواجباتهم وليعوا أنهم ساهموا بثرثرتهم في قتل هذه الطفلة وهذا شيء يستحقون العقوبة عليه وأن يكون للنساء المعنفات في سورية مكان يلجأن إليه فالعنف على النساء خاصة ممتد وكبير وشبه يومي ويشمل كل الأعمار وكل النساء المتعلمات وغير المتعلمات ( وأنا واحدة منهن) يجب أن ننظف سورية الآن من هذه الأفكار البالية التي تحرض على العنف ضد المرأة بأن تتخصص لجنة محايدة مؤلفة من رجال ونساء ثقافتهم جيدة بالقانون وعلم الاجتماع وعلم النفس لدراسة هذه الحالات وتحليلها واتخاذ الإجراءات الرادعة ضد هذه الجرائم
الطفلة ماتت ومات جزء من قلوبنا معها أرجو أن يكون موتها بداية ثورة حقيقية للنساء السوريات