حكماء اللحظة التافهة



أوسم وصفي
2013 / 1 / 29

حكماء اللحظة التافهة
اليوم أثلج وائل عبد الفتاح صدري وعبّر عن الغضب الذي كان يجيش بصدري عندما أقرأ تعليقات من أسماهم وائل عبد الفتاح بصدق ودقة: "حكماء اللحظة التافهة" أو "الحكماء المتعلّقون بتفاهتهم في منطقة يسمونها حياداً"
وعندما تسائلت لماذا أغضب هكذا من هولاء المُدّعين الحياد والوطنية والذين يوزعون الاتهامات على الجميع مساوين بين قتلة الناس في الشوارع وزعماء جبهة الإنقاذ الذين يتمسكون بالحقّ اكتشفت أن هذا المشهد يعيد إنتاج، على الساحة السياسية، ما أراه أحياناً في عيادتي. عندما تذهب "البنت" التي اغتصبها "أبوها" لأمِّها لتشكو لها، فما يكون من الأم إلا أن تدَّعي "الحياد" فتقوم بواحد من السيناريوهات التالية أو بها معاً:
- تلومها لأنها ربما أظرهت من جسدها ما لم يكن ينبغي أن يظهر أمام أبيها ولم تلتزم بالحشمة (عريفي ستايل). أو ربما تلومها لأنها تريد "إهانة أبيها وفضحه بعد هذا العُمر!!!"

(المقابل السياسي: لوم الشباب أنه قد استخدم العنف في احتجاجاته ولم يحافظ على سلمية الثورة
فوجب عندئذ "قتلهم"!!!). طبعاً الحشمة مطلوبة والسلمية أيضاً لكن لا يكون عقابها القتل
(الاغتصاب)

"الجسد السلمي الكبير فقد جزءاً من فاعليته... خصوصاً بعد إغلاق القنوات السياسية واستخدام سياسة "الأمر الواقع" لتنفيذ مخطط خطف الثورة. الشرايين المغلقة لا تؤدي إلا إلى العنف. (وائل عبد الفتاح)

الأواصر الأسرية مثل الأبوة تنقطع عندما يغتصب الأب ابنته جنسياً لا يصير بعد أبوها عندما يستخدم سياسة "القوة" لتنفيذ مخطط تحويل الابنة إلى عشيقة. الاغتصاب لا يؤدي إلا إلى العنف (أوسم وصفي)
..........................
- تُذَكَّرُهَا بأنها إذا واجهت الأب المغتصب و "عملت مشاكل" البيت حايتخرب ويقع الأهل في بعض
(المقابل السياسي الذي يسوقه "حكماء اللحظة التافهة" هو التَغَنِّي على لحن "الوطن" واتهام الجميع بحرق الوطن ولا يفوتهم التلويح والتهديد ضمناً بالحرب الأهلية. ويهاجمون في نفس الوقت جبهة الإنقاذ ولعلهم سُذَّجاً أو لعلهم عملاء أذكى للإخوان يعملون من خلال نغمة "خراب البلد" والهجوم على الكل لحرق "البديل السياسي" الوحيد للإخوان. ويحاولون كسوة "عورتهم الإخوانية" بالهجوم على الإخوان أيضاً لذرِّ الرماد في العيون.

"الحكيم الذي يَدَّعي الحياد ويظل يصرخ وصوته مشروخاً "... اتقوا الله في مصر.. " هو شريك في الكارثة التي تدفعنا إليها سلطة عاجزة تحركها شهوة مكبوتة" (وائل عبد الفتاح)

والأم "الحكيمة" التي تَدّعي الحياد وتصرخ في بنتها المنتهكة وصوتها مشروخاً أيضاً: "اتقي الله في العيلة اللي حاتقع في بعضها بسببك" هي شريكة في الكارثة التي يدفع الأسرة إليها أب عاجز تحركها شهوة جنسية غير محكومة." (أوسم وصفي)

..........................

- تُذَكَّرُهَا بأن أباها هذا هو الذي يصرف على البيت ولو عملنا خناقة معاه مين حايصرف عليكي في المدرسة، مش بعيد يقعدك من المدرسة
(والمقابل السياسي هو التلويح بانهيار الاقتصاد)

"المهم هو اكتشاف الفرد أنه فرد كامل التفكير لحياته معنى أكبر من الدوران في الماكينة من أجل لقمة العيش أو بحثاً عنها. (وائل عبد الفتاح)

والأم "الحكيمة" التي تَدّعي الحياد ربما تصرخ أيضاً في بنتها المنتهكة وصوتها مشروخاً أيضاً: "اتقي الله فيّ وفي اخواتك وفي نفسك، مش حانلاقي ناكل لو أبوكي بطل يصرف علينا. اخواتك حايطلعوا م المدارس. انتي طبعاً حاتطلعي من المدرسة مش مهم تروحي ف داهية ماانتي ف الآخر مصيبة بنت. لكن اخواتك الولاد. اخرسي وما تنطقيش. مش حانلاقي ناكل!!!هذه أيضاً شريكة في الكارثة التي يدفع الأسرة إليها أب عاجز تحركها شهوة جنسية غير محكومة." (أوسم وصفي)

لا أيتها البنت المُغتّصّبة كرامتها وروحها مع جسدها ثوري واخربي البيت وموتي وأنت تثورين بدلاً من أن تعيشي ميتة بقية عمرك (وأنا أعرف هذا الموت الحَيّ جيداً).
ولا أيها الشعب المُغتَصبة، حريته وكرامته والمهرقة دماءه فلتثر ولتمت وأنت تدافع عن حَقَّك المسلوب بدلاً من أن تعيش حياة الموت أفضل منها بكثير.