تحرر نصف كم



ايفان الدراجي
2013 / 1 / 31

ان كنت ممن يؤمنون بتحرر (المرأة) تحديدا في المجتمع وانا اقصد تحررها الجنسي-السلوكي (وفقا لمفهومكم عن التحرر) فلماذا نرى نساء بيتك من اهلك واقاربك محبوسات ملثمات محرومات ممنوعات مسجونات؟
التحرر ثقافة، والثقافة ليست تنظيرا ومباهاة بعدد الكتب التي تقرأها ، الثقافة محاكاة تعكس افكارك ومفاهيمك.
خاطبت احدهم مرة بذلك فاتهمني باني اتبع سياسة التسقيط بالحوار اذ كان يقول لي بانه يحترم (العاهرة) اي التي تبيع جسدها دون ان يرغمها احد على ذلك من اجل المال فهو يقول بانها مهنى يحترمها حالها حال اي مهنة.. وقد ذكر لي مثالا بانها انما كمن يفتح مطعما يشبع جوع الناس مقابل مال.
اعتذر منك جدا وارفض مفهومك هذا عن الجنس والجسد (للرجل و المرأة على حد سواء) الجنس حاجة جسدية نعم لكنها تختلف عن باقي الحاجات الجسدية لان لها وجها آخر يتمثل بالعواطف.. وحتى وان كانت رغبة لابد منها فهي لا تصل ابدا لتسليع الجسد وتأجيره لدقائق متعة ، كلنا نعلم ان هذا انما نتاج رأسمالي سّلع جسد المرأة باشكال عديدة منها (تجارة الجنس أي الدعارة) ..بعيدا عن خطوط العادات والتقاليد او الاديان التي تختلف من شخص لآخر .. لكن تسليع الجسد باسم امتهان الدعارة مرفوض انسانيا واخلاقيا .. وان كان امراً عاديا بالنسبة لك عزيزي فلماذا لا تجعل احد نسائك تمتهن هذه المهنة؟؟؟
انما انه تحرر نصف كم من اجل تحقيق مصالحه ونيل ما يرغب به على حساب الفرد الآخر وكرامته وعلى حساب البنية الاجتماعية المريضة اصلا بالعقد والتناقضات من تلقاء ذاتها.

الحرية بالنسبة للشرقي : أن تتحرر كل نساء العالم عدا أخته و ابنته و بنت عمه، حقوق المرأة بالنسبة للشرقي: أن تمارس جارته معه الجنس و يضرب أخته إن تأخرت عند طبيب الأسنان. المساواة بالنسبة للشرقي : أن يسافر مع زميلات الجامعة للبحر و تكلم أخته ابن عمها من وراء حجاب / مجتمع التناقض الأخلاقي. / الباحث السوري – نبيل فياض