وكشفت عن ساقيها



فوزي بن يونس بن حديد
2013 / 2 / 1

عندما أمر الإسلام المرأة بالعفة والحشمة والطهر أرادها أن تكون سيدة العالم، لأنها - وقد سبق أن قلت ذلك وأعلنته مرارا وتكرارا- تمثل المجتمع كله، ولكنّ درجتها تدنّت عندما بدأت تكشف عن أسرارها ومفاتنها، عندها أرادت المدنية العالمية الجديدة أن تكون المرأة في سلّة المهملات.
المرأة بكيانها وجسدها وعقلها ريحانة الرجل، متى عرفت كيف تدير نفسها أمام الرجل فازت في حياتها ولم تعد تشكو من سطوة الرجل وجبروته ولم تعد هناك حاجة لمنظمات عالمية تنادي بحقوقها، هذه المنظمات وإن كانت مرئية أمام الإعلام إلا أنها تمارس أبشع أنواع الانتهاكات ضد المرأة في الخفاء وإلا بم نفسر الانتهاك الصارخ لجسد المرأة في كل مكان حتى في الدول التي تزعم أنها تدافع عنها، ومن غريب المفارقات أن تأمر الولايات المتحدة الأمريكية مثلا السعودية بمزيد إعطاء المرأة حقوقا وهي تئن تحت وطأة الاغتصابات والعنصرية التافهة بل إنها لا تعطيها حقها في كثير من الأشياء ولك من الأمثلة العديدة التي تصرخ من خلالها المرأة عطشا وجوعا وانتهاكا واغتصابا وتحرشا حتى في أعتق الدول الإسلامية.
يبدو لي أن الإسلام دين عظيم، عندما نتأمل ما يقوله ويدعو إليه، في لحظة تأمل مع النفس الأمارة بالسوء وفي لحظة من التفكير البريء بعيدا عن كل خلفية مريضة وتناوشات قبلية وعصبية مذهبية مقيتة، ندرك مدى سماحة الإسلام وقدرته على إيجاد حلول مناسبة لكل المشاكل التي تطرأ على المجتمع وهذا دور العلماء والفقهاء لا دور المتفيقهين الذي يجرون وراء وسائل الإعلام، فما أجمل المرأة وهي تتزين بخلق الإسلام تغض بصرها وتحفظ كرامتها وتحافظ على عفّتها وتسارع إلى طهرها، قانتة تائبة سائحة، ما أجمل المرأة حينما تدرك أن مفاتنها ليست ملكها تهديها لمن تشاء وتمنعها عمن تشاء في صور من الابتذال الأخلاقي الشنيع كما يحدث اليوم، ما أجمل المرأة حينما تلبس اللباس الجميل الذي لا يكشف شيئا من جسدها، يجعلها محترمة من كل من يراها، ومكرّمة في الأرض والسماء، تمشي على هذه البسيطة بحماية من المولى عز وجل ولا يطمع فيها من في قلبه مرض.
وحينما زُجر الرجل بأقسى أنواع العقاب حينما يعتدي على شرفها، كانت المرأة لا تخاف على نفسها في ذلك الوقت، بل كانت تمارس حياتها بكل حرية وتنتقل بكل أدب ودون تردد، لا يجرؤ أحد على التحرش بها مادام هناك من يحميها وهناك من يدافع وينافح عنها في كل مكان لأنها تجد السند، ولكن حينما بدأت تكشف عن ساقيها وبدأت تدخل المجتمع وتتستر وراء الحرية بدأت تخسر نفسها شيئا فشيئا، بدأت تشعر بانسلاخها من عادات وتقاليد تربت عليها وتأثرت بدعوات المتخلفين من الأمة بل إنّ من يسمون أنفسهم محررين للمرأة، هم أول من يتحرش بجسدها حينما تمشي في تمايل أمامهم وحينما تكشف شيئا من جسدها.
بدأت بشعرها ثم بيديها ثم بصدرها ثم رويدا رويدا، كشفت عن ساقيها حتى صرنا نراها عارية، يستمتع بها كل من رآها ومن يدفع لها مالا،أهدت جسدها وما كانت تعتبرها هويتها لمن لا يستحق، بدأت تغوص في وحل الرجال بلباس خليع وترقص وتتمايل وتلبس اللباس الضيق أو الشفاف، فالمهم عندها أن تخالف ما تربّت عليه وتعلن الثورة على اللباس القديم الذي يحدّ من حركتها ويحدّ من حريتها، بل إنها اليوم تتفاخر بنظرات الشباب إليها وإن كانت تشكو من التحرش في كل مكان فهي في الحقيقة راغبة في ذلك وإلا لو لم تكن كذلك لاحتشمت وبقيت على عاداتها وخلقها.
عندما بدأت تبرز مفاتنها بشكل مزر، أصبح الشباب في حيرة من أمرهم، بل أصبح الشاب يشك في كل فتاة يتقدم لخطبتها ويظل يسأل نفسه وغيره مائة مرة هل هي طاهرة أم مريضة ولذلك فلا عجب أن ترى الزيجات الجديدة ما تلبث أن تبدأ حتى تنتهي سريعا بالطلاق.
ندعو جميع الفتيات والنساء، إذا أردن أن يكن سيدات العالم عليهن بالحشمة والوقار والعفة والطهر، وإن أردن لأنفسهن الابتذال والخسّة والدناءة فعليهن بإبراز مفاتنهن قدر استطاعتهن.