راية الحرية ترفرف في 8 من آذار يوم المرأة العالمي ..



اتحاد الشيوعيين في العراق
2013 / 3 / 5

عاش 8 من آذار يوم المرأة العالمي، يوم النضال العالمي للمرأة لمناهضة التمييز الجنسي والسلطة الذكورية التان يستند عليهما النظام الرأسمالي للحفاظ على منطق الربحية وعلاقاته الاستغلالية المتعارضة مع كل القيم الانسانية الحقة والمباديء البشرية المثلى.
في هذا اليوم يتجمع نساء مختلف اصقاع العالم ليرفعن راية النضال ضد التمييز الجنسي و راية الحرية والمساواة الكاملة في الحقوق مع الرجل في كافة ميادين الحياة، وليعلنوا مرة اخرى بان الحركة النسوية لازالت حاضرة بقوة لنيل مطالبها وحريتها وهي، بمساندة الحركة الاشتراكية والعمالية والتقدمية، قد بلغت اشواطا بعيدة في مسيرتها، الا ان الملكية الخاصة ومنطق الربحية والجشع الرأسمالي لازالت تشكل عقبة رئيسة في تحررها التام من الاستغلال والتمييز الجنسي ونيلها المساواة الكاملة مع الجنس الآخر للنوع البشري اي الرجل. ولذلك فان 8 من آذار هو يوم للتأكيد على ان مسيرة الحركة النسوية لازالت تصطدم بمعوقات وعلاقات النظام الرأسمالي وان مناهضة ذلك النظام والغاء علاقاته الاستغلالية يشكل الهدف الرئيس للحركة النسوية مثلما هي مطلب الحركة العمالية والاشتراكية الرئيسي.
لاتختلف مطالب الحركة النسوية في العالم العربي والاسلامي، من حيث الجوهر، عن مثيلاتها في العالم باسره، و وجه الاختلاف يكمن في انها تخلفت في تحقيق الكثير من مطالبها الاساسية المشروعة، وانها تتحرك ضمن خصوصيات التخلف والرجعية والتزمت والجمود المفروض على الانظمة الرأسمالية الشرقية، انظمة مغلفة بالثقافة الذكورية والسلطة البطرياركية وقيم عشائرية ودينية رجعية متزمتة تفرض على المرأة في كافة ميادين الحياة الدونية واللامساواة، وتتطلب منها بذل المزيد من الجهود والتضحيات بغية شق طريقها لبزوع شمس حريتها.
وفي العراق اليوم وبعد ان كانت المرأة فيه تتمتع بحقوق وحالة اجتماعية افضل بكثير من مثيلاتها في العالم العربي والاسلامي، فان الحركة النسوية الراهنة تسعى بقوة الى الخروج من قمقم التراجع والانحسار الذي فرض عليها طوال العقود الثلاثة المنصرمة نتيجة الحروب المتعاقبة والاحتلال والدمار وسيطرة القوى الرجعية المنفلتة من عقالها المتمثلة بالاسلام السياسي الرجعي وايتام البعث والقوى الطائفية والارهابية.. هناك مؤشرات كثيرة تدل على النهوض، والتقدم باتجاه مناهضة مخلفات الرجعية والطائفية والقيم البالية والسلطة الذكورية والعشائرية، حيث ان المجتمع العراقي مل من الرجعية السياسية والاجتماعية المفروضة عليه بقوة الدولة واجهزة قمها واحزابها الطائفية والرجعية، ومن الهجمات التي تشن بشكل يومي لاعادة انتاج وتعزيز السلطة الذكورية والعشائرية والدينية لتكريس دونية المرأة وهضم حقوقها..
واليوم ففي الوقت الذي نرى بان المرأة في العالم العربي مشاركة بقوة في الربيع العربي وفي المظاهرات والحركات الاحتجاجية ولم تنسى مطالبها الخاصة في الحركة الشعبية العامة ولم تتخلى عنها بل اصرت على رفعها وتحقيقها، نرى بان المرأة العراقية تحذو حذوها في الحراك الشعبي الراهن وكذلك صعود الخط البياني لمشاركة المرأة ومساهمتها في الحياة السياسية والاجتماعية والمدنية كلها مؤشرات هامة تدل على النهوض والتجدد والخروج من عنق الزجاجة..
ان الثامن من آذار هو يوم لدفع تلك الحركة وتسريع عجلة نهوضها، ويوم لرفع المطالب النسوية والمساواتية مرة اخرى ورفع راية الحرية، راية مناهضة العنف ضد المرأة، مكافحة التمييز الجنسي، سن قانون تقدمي يضمن للمرأة مساواتها التامة في قضايا الاحوال الشخصية، توفير العمل او ضمان البطالة للمرأة العاطلة عن العمل، ضمان حقوق المرأة العاملة في اطار قانون عمل تقدمي، حريتها في بناء تنظيماتها النسوية الحرة، وحرية التعبير عن نفسها و...الخ.
ان اتحاد الشيوعيين في العراق اذ يهنيء المرأة العراقية بمناسبة عيدها ويومها النضالي، ويجدد دعمه ومساندته لحرية المرأة ومطالبها الحقة والمشروعة، يعتبر نضاله ومساعيه جزءا لايتجزء من نضال الحركة النسوية ومكمل لها، ويعتبر تقدم الحركة الاشتراكية والشيوعية تقدما للحركة النسوية وتعزيزا لحريتها. ويؤكد في هذا اليوم النضالي بان مناهضة الرأسمالية وعلاقاتها الاستغلالية وقيمها الرجعية الشرقية والغائها التام هي الضمانة الاكيدة لتحررها التام والنهائي من الاستغلال والتمييز الجنسي و القهر الذكوري.

عاش 8 من آذار يوم المرأة العالمي
عاشت الاشتراكية
اتحاد الشيوعيين في العراق
5 آذار 2013