بطاقة للمرأة



أحمد الناصري
2013 / 3 / 7


لوجودها البهي الساطع، لصوتها الواضح في حياتنا وهو يهدهدنا في أرجوحة العمر ويقودنا ويهدينا في دروب الحياة المتشعبة، الجميلة والغامضة والمضنية!
ليدها ترتب صورة الكون كما تريد...
أليها كل ما لها في الأصل...
لك الوجود كله بما ملك... لك كل الصياغات الواضحة والبليغة، لك لغة العقل ولغة الجسد بكل مصادرها وينابيعها واشتقاقاتها وتأويلاتها ومقاصدها العميقة!
المرأة، هي، الإنسان والطبيعة والعقل والجمال...
المرأة، الحلم والواقع والخيال العريض والقصيدة القادمة والأغنية والإبداع...
المرأة، هي، الوردة والشجرة والهدوء الطويل...
المرأة النبيّة الحقيقية على هذه الأرض، بكل ما تحمل وتتحمل من قداسة واقعية، وبكل ما تعطي للحياة...
أمد يدي لها... أنحني لها... أصافحها، كإنسان وحبيبة وأم وبنت وصديقة وعشيقة وأسطورة مزهرة بكل الأشياء الجميلة.
أعترف لك، لها، للنساء، بأن المرأة هي الأصل، وهي المرأة القادمة، ملكتي ومرشدتي، والصلة الأولى بالحياة، في علاقة العقل والجسد واللذة والعاطفة وما بينها...
المرأة هي الأصل، بالمعنى الحرفي والتطبيقي المباشر للحياة، وهي المعنى الكامل المقابل لمعنى الحياة العميق والجميل والغامض، ومن رحم المرأة المقدس خرج الكائن الإنساني بشكله الراهن، وهي لم تخلق من ضلع أحد، وعليها درات الأساطير الأولى وبداية تشكل الرغبة والحس الجمالي. وكان يجب أن يصاحب دورها الرئيسي المكون للحياة البايلوجية دوراً آخر وهو تكوين العقل البشري الاجتماعي والفردي، وتكوين الوعي الإنساني باعتباره ضرورة حياتية تكمل الوجود وتأنسنه، عبر تأنيثه وتذيبه، وتؤكد طبيعته الخاصة الجديدة التي بدأت مع تكون الإنسان الراهن.
لذلك كان دور المرأة حاسماً وسباقاً في طرح الفكر البشري الابتدائي عبر إفهام وتطوير اللغة الأولية للطفل، ولاحقاً عندما طورت المرأة الفكر البشري عبر طرح الفكر الديني البسيط والذي كان يعتمد بالدرجة الرئيسية على النساء الإلهات، أو المرأة - الإله، بينما كان دور الإله الرجل ثانوي حيث يقبع في العالم السفلي حسب الأساطير الأولى، ودوره لم يكن قد بدأ بعد، لأن دور المرأة المنفرد في دق مداميك الحياة البشرية وركائزها لم ينته بعد!

حقول من الورد والود والحب لك(ن)...
نبيذ معتق ومشع...
طمأنينة لا تنتهي...
قبل ليدك وجبينك...
لنرقص ونحتفل جميعاً في ساحة الحياة...