إنه اليوم العالمي للمرأة السورية ...؟!



إلياس قومي
2013 / 3 / 8

إنه اليوم العالمي للمرأة السورية ..؟!
بقلم المهندس إلياس قومي
يمر يوم المرأة العالمي هذا العام
وليس من أفراح لدينا ... ولا من أعياد ... ولا من مناسبات.
لم يعد لنا سوى أن نشتم رائحة البارود والموت والدخان،
محملة ببعض من رماد وبقايا دماءٍ تفرض ذاتها أمام أعيننا
ولا نخالها تغيب عن بالنا تلك صور من كانوا معنا حتى للحظات.
فلم يغدر بهم عدو على الحدود.. كما تعلمنا ، وشاهدنا ، وعرفنا،
إنما لمن المؤسف أنه بين أحباء وأخوة وجيران ممن غدر بهم الزمان
ورغم كل هذه الأحقاد والمرارة تبقى المرأة السورية
لتساهم وتشارك في الحدث وبث الأمل في النفوس ولتثبت ذاتها وتعمل جاهد ةً
تشارك أهل بيتها ليكونوا متحابين متعاونين لتجاوز كل الصعاب.
ولم تزل مثلها مثل أية إمراة في العالم تسعى لتصحيح ماوقع عليها من ظلم
اجتماعي او اقتصادي. نتيجة قوانين وعادات وتقاليد
حولتها- ومعذرة - مثل سلعة وعمل تجارةٍ و لتفقد بعضاً من وهج مقامها..
ولتبدو غير تلك التي نحبها ونعشقها ونسامرها ونسكن لجانبها
أماً وحبيبة وزوجة وأختا وإبنة التي نود أن نراها
فهي زينة الحياة لنا وبهجتها.
دون الحاجة للتذكير أنها جزءاً ثابتاً لا بل تفوق الرجل قدرة ووعياً ونضوجاً .
من غير ان يكون لي القدرة على التخيل و التبصر والمعرفة
فيما لو لم تكن المرأة من يحرك أهم دوافع الحياة فينا وأعني الروح والنفس معاً.
ولو تطلعنا بعين اليقين
فإذ بها في دورتنا الدموية تجري ، وبعضاً من خلايا تبعث لنا بإكسيرالحياة.
ماذا لنا أن ندون اليوم، وهذه الحالة التي تجتاح وطننا من كل جبهاته، وجهاته
الخاوية من كل أبتسامة مشرقةٍ اللهم سوى لمن استشهد ولدها
فراحت تهلل .. أنه قابل ربه مكللأً بثياب عرس مؤجل منذ عامين.
فهل من معترض لاسمح الله
بأن تكون هي من تحمل الشعلة هذا العام.. ولأجلها نخصص مناسبة اليوم .
فمعذرة يا نساء العالم اليوم هو لسيدتنا نحن في الوطن الذي نحبه
من تبذل جهداً يساوي ولربما أكثر مع من راح يصنع غداً
لوطن بات مرتهناً تحت الأنقاض والدماء والقتلى والخراب.
فهاهي تؤازرهم وتشد على اياديهم لغدٍ قادمٍ موعود
كما في كل ربيع حاملا للبشرى والفرح .
متطلعين معاً لقيام مجتمع خالٍ من العبودية والقهر
لقد طال الليل عليها وكوتها ساعات النهار بنار جوع يفتك صغارها.
لقد هاجرت مع من هاجر.. ونزحت مع من نزح.. وتسمرت حاملة صليبها
مع الجموع التي آثرت البقاء تنتظر ساعة الخلاص
وهي التي لم تك يوماً تظنَّ انها تقف على اسوار بلدها
وتراب وطنها يعيث به العابثون من دون رحمة أو شفقة
يحطمون ويحرقون ويقتلون وينتهكون
فلا من محرمات لديهم ولا من مقدسات.
و رغم كل الشقاء لم تزل تجاهد في تدبير حاجيات اسرتها من البقايا المتبقية
خلف نوافذ الأحلام ،وستائر المعونة.. لتصنع وجبات من بذار قلبها وحسن تدبيرها .
هاهي تقف امام طلابها لتبدأ نهاراتها وهي متسربلة بشعارات الحب
والرجاء لغد مشرق .
هاهي بين الحقول تبذر، وتعشب الأرض ، وتجمع الرزق والحطب.
اراها في المدارس رافعة جبينها .. تربى اجيالها ، وتمنح طلابها
أبتسامتها الرقيقة التي تنفذ الى نفوسهم الحائرة المتعبة
من ضنك الحياة وما آلت اليه امورهم.
تحية أكبار وأجلال للمرأة السورية أينما كانت وفي أي موقع صالت وجالت.
تحية أكبار لنسوة الوطن ممن استشهدنَّ لا على جبهات العدو، بل في قراهم ومزارعهم
وحتى في داخل بيوتهم ذوداً عن حياض الوطن وحريته .
ودفاعاً عن قيم لمجتمع أراده أصحابه إلا أن يبقى حراً .
تحية أكبار لكل العاملات اللواتي يسعين لرفع مستوى أبناء امتهم و أسرهم
وعونا لرجالاتهم فيعلمون ، ويعملون، ويغدقون بالمحبة والخير
الى كل من هم امانة في رقابهم .
تحية اكبار واعتزاز للصامدات الصامتات ممن نلن العذاب على يد الغدر
والخيانة ليفعلوا بهنَّ الشماتة ، لكنه الويل من ينتظر هؤلاء الأثمة
وإن لم ينالوا قصاصهم من قضاء الدنيا، فمصيرهم الجحيم والهلاك .
تحية أجلال وتقدير لكل النساء في شتى بقاع العالم
أنتم الظلال الورافة التي تقينا من كل ضربات الألم
وتخفف عنا الأوجاع والضيقات والعناء
وتهبنا الراحة والفرح
لك تنحني قاماتنا عرفاناً بدورك الريادي في حياتنا
سلامي إليك أينما كنت.. وكيفما كنت.
***