8 مارس يوم لنسج خيوط الحكي والصمت



فاطمة الزهراء المرابط
2013 / 3 / 8


هل يكفي المرأة يوم واحد لنسج خيوط الحكي والصمت؟ هل تكفي وردة حمراء لنسيان سنة حافلة بالحزن الدفين؟ وهل 8 مارس يوم لكل نساء العالم؟ هي أسئلة تفرض نفسها بشدة، كلما حل يوم 8 مارس الذي يعتبر احتفاءً موسميا بالمرأة المغربية، بحيث تكثر الندوات والسهرات الفنية والتجمعات النسائية الجوفاء وما يرافقها من بهرجة إعلامية ولقاءات صحفية، لكن ماذا عن باقي أيام السنة؟ وما الجدوى من الاحتفاء بهذا اليوم؟ على الرغم من أنه يمر بشكل عادي مثل باقي أيام السنة، باستثناء بعض التهاني التي تصلني عبر موقع الفايس بوك أو الدعوات التي أتلقاها من بعض الجمعيات الحقوقية والنسائية من أجل تأطير ندوة أو لقاء مفتوح مع النساء الأميات، والتي تدفعني دائما إلى استطلاع آراء المبدعة المغربية لأنها صوت المرأة في المشهد الإعلامي والثقافي. هل يكفي المرأة يوما واحدا لتأمل وضعيتها، معاناتها اليومية، حقوقها المنتهكة وأحلامها المجهضة، هذا اليوم الذي تحول إلى مهرجان استعراضي تتخلله الشعارات الفارغة المحتوى والعبارات المستهلكة التي تتردد كل سنة، هذه هي المرأة المغربية، يدور الزمن من حولها وهي لازالت واقفة في مكانها...

فاطمة الزهراء الرغيوي (قاصة من تطوان)

"بعيدا عن رمزية الاحتفال بالثامن من مارس كحدث تاريخي مهد لنضالات النساء من أجل المساواة ومن أجل الحصول على حقهن في التعليم والصحة والشغل وغيرها... أجد أن أغلب الاحتفالات بهذا اليوم العالمي، تتسم بطابع آني لا يفي المرأة حقها في التواجد في المجال العمومي. لسنة كاملة تكون المرأة، نصف المجتمع الحاضر/الغائب. وفجأة يهل مارس، وتبدأ الاحتفالات بالمرأة كأنها كائن اكتشف حديثا. أعتقد أن الاحتفاء بالمرأة في المغرب يجب أن ينطلق من إرساء حقها في التعليم أولا، ما سيمكنها من تحقيق ولوجها في المجال العمومي كفاعلة أساسية جنبا إلى جنب مع الرجل في الثقافة والسياسة والعلوم والاقتصاد والرياضة وغيرها، وهذا ما سيمكن من تنزيل مبدأ المناصفة الذي ينص عليه الدستور."

مريم بنبخثة (شاعرة وقاصة من العيون)

"كل النساء تعرف القيمة التاريخية التي يمثله 8 مارس من قدرتها على نزع بعض الحقوق في دول أمريكا وأوروبا، لكن لا أرى بالنسبة للمرأة المغربية أنها حققت ما حققته مثيلاتها، فمازالت تحرم من بعض الحقوق رغم الادعاء بمساواتها للرجل، مازالت المرأة ببلادنا تحرم من بعض المناصب والمسؤوليات لا لشيء سوى لأنها أنثى، و بالتالي يبقى 8 مارس مجرد احتفال شكلي ليس إلا..."

نعيمة قصباوي (شاعرة من خنيفرة)

" 8 مارس صرخة المرأة في وجه العنف بكل أشكاله، ثورتها ضد الإهمال والتهميش والحيف الذي لا يزال، إلى الآن، يطال الكثير من النساء في المدن والقرى، رفضها أن يُنظر إليها حواءَ الأنوثة المبطنة بالشهوة بعيدا عما يخالجها من أفكار وتطلعات.. وإذا ارتأى العالم الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة فللتذكير بأنها لا تزال مستغلة ومعنفة نفسيا وجسديا، وثابتة على درب النضال والمطالبة بما يتمتع به الرجل من حقوق وواجبات. قد لا تكون المرأة في حاجة للاحتفال بيوم عالمي يحمل اسمها لأنها حضور متجدد على مدار السنة، وعيدها الحقيقي يتحقق يوم تعبر عن مشاعرها دون رقابة ذكورية وتتنشق عبير الحرية دون قمع أو اضطهاد أو إحساس بالدونية..."

عائشة بلحاج (شاعرة من طنجة)

"هو مجرد يوم أخر كباقي الأيام، هو عيد لبعض الفئات التي تبحث عن فرصة للاسترزاق، وللظهور على حساب المرأة، وهو فرصة للبعض الأخر للاستعراض، وإقامة المؤتمرات والندوات. هو يوم فقد معناه الذي أعلن لأجله عيدا للمرأة، كرمز للمعارك التي خاضتها المرأة ومازالت لتنال حقوقا كانت في الأصل لها، حقوقا منحتها لها الطبيعة، بصفتها نصف المجتمع وشقيقة للرجل، ولم يمنها عليها أحد. ورغم هذا اليوم ورغم كل الشعارات، والقرارات، والقوانين، مازالت المرأة في بلادنا تعاني الأمرين، المرأة في بلادنا تحتاج ثورة لا عيد، ثورة على المجتمع، على التقاليد على رواسب الماضي التي تكلست في العقول وغدت مذهبا. لذا فكل سنة أقول، لك الله أيتها المرأة..! أما آن لك الأوان أن تعلنيها ثورة، على وضع لا يقبله لا العقل ولا المنطق!! وإن نحن استغلينا هذا اليوم، فلأنه فرصة نادرة لإسماع صوت المرأة المغربية، التي حرمت من أبسط الحقوق الإنسانية، المنصوص عليها في كل المعاهدات التي وقعها المغرب، وفي كل القوانين التي تشكل المنظومة القانونية للدولة المغربية."

أمال كريم العلوي (قاصة من مراكش)

"لطالما اعتبرت اليوم العالمي للمرأة غير كاف للاعتراف بكونها دعامة مهمة للمجتمع، حيث أنها تستحق وقفة جدية من الطرف الآخر لتقييم دورها في نهاية كل يوم من أيام الأسبوع ولا أقول السنة.. لكنها تظل مناسبة رمزية تحتفي بها المرأة لأجل نفسها ولأجل الأخريات أمثالها قبل أن يحتفي بها المجتمع بما فيه الرجل، فإن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" والذكرى هنا هي هذه المناسبة التي توقظ المرأة من انشغالاتها الحياتية لتجدد إدراكها بأنها أساس تقوم عليه البنية التحتية لأغلب المجالات التي ولجتها دون تحديد نوعي يوقفها عن مواصلة الكد والاجتهاد والذي يمنحها الثقة في النفس ويجعلها تحظى بالاحترام لنفسها ثم بنظرة احترام الآخر إليها، خصوصا وأنها أصبحت تعتلي مراكز حساسة وهامة تسيرها عن قدرة وجدارة - فهي تجمع بين ذا وذاك - البيت والعمل- وبقوة اقتراحاتها ومشاركاتها عن مسؤولية للنهوض بمكانتها في حياة أفضل ولتنمية مجتمعها بشكل عام."

تريا بدوي (شاعرة من مشرع بلقصيري)

"هل نحتاج إلى يوم في السنة، يأخذ أبعادا سياسية متضاربة حتى ضاعت المرأة وضاعت إنسانيتها؟ أم أننا نحتاج لممارسة هذا الاحتفال كل يوم إيمانا منا بأن المرأة هي الأساس واللبنة الأم للبناء الحياتي ككل دون أدنى خلفية صراع مع شريكها ورفيق دربها الرجل. فهما يكملان بعضهما البعض بكل تأكيد. الإسلام كما يعلم "هذا العالم" كفلَ للمرأة كرامتها وحقوقها وواجباتها، فالمرأة تماثل الرجل في أمور وتفارقه في أخرى ،ولم تأت آية في القرآن تحثُّ على عمل صالح أو غيره، إلا وقد شطر الإسلام في ذلك بينها وبين الرجل. نحتاج إلى عمل جبار وحقيقي، نحن أمام عقلية تحتاج إلى تغيير وإلى غسيل حتى نستطيع بناء الأسس والقاعدة الصلبة للدولة الديموقراطية المدنية الحديثة التي تعتمد مبادئ العدل وترعى الحقوق، وتنطلق من قيم أخلاقية في الحكم والسيادة."

مليكة الفلس (قاصة من بولمان)

"8 مارس مايكروفون أنيق تفجر من خلاله المرأة ينابيع حنقها وتذمرها.. تعود في آخر النهار وقد أصبحت الذاكرة بكرا.. استعدادا لنضال عام جديد.. حلبة عدو ريفي نحو سراب نسميه حقوقا.. هي مناسبة لتحريك المياه الراكدة في مستنقع المناضلات وتقليب المواجع عليهن.. ننتحب على أطلال روزا ليكسمبرغ ونفتعل جعجعة من غير طحين.. قصد إخافة بسماركات تمتلك زمام أمورنا كلها للأسف! تذبل جدوة الاحتفاء به في خلدي كلما لمست صدقا لانفاقا أن المرأة لاتزال ترزح تحت سلطان الحيف والتشيئ، من طرف أنصاف رجال يحثون التراب على وجوههم لعدم قدرتهم على استكمال رجولتهم إلا برفس خارطة طريق المرأة.. هو بهذا المعنى مجرد زوبعة في فنجانها.. موافقة لقصتي (8 مارس) بأي اليديتن بدأت العد.. (واحد.. اثنان..) ينتهي العد دائما برقم 8 الوسطى في اتجاه وجهي.."

فوزية القادري (روائية وقاصة من الناظور).

"يوم 8 مارس هو يوم الاحتفال بيوم المرأة، يحتفل بيومها وهي لا وجود لها، ولهذا فإن هذا اليوم لا يمثل لي شيئا لأنه يوم ذكرى فقط وليس يوم عمل. المكان الوحيد الذي نجدها فيه هي اسفل القائمة. المرأة أم، أخت، زوجة، وابنة، هذه الصفات نبحث عنها ولا نجدها لأن المرأة اليوم أصبحت أكثر سلعة، في ظل العولمة. المرأة هي اللبنة الأولى في المجتمع ولذا علينا الاهتمام بها منذ ولادتها. علينا أن نعاملها معاملة أخيها في الدراسة والعمل وحرية اختيار شريك الحياة وعدم ارغامها على أشياء تعافها نفسها، وترك المجال مفتوحا في وجهها من أجل اثبات نفسها ووجودها، كل ما أتمناه للمرأة هو الدفع بها إلى الأمام لتكون في الواجهة مع أخيها الرجل. لا أريد الاحتفال بيومها وهي في الشارع تطلب الصدقة من الغرباء والاحسان من ذويها الرجال. أتمنى من الآباء والحكومة دعم ومساعدة المرأة لتقوم بمساعدة أخيها على النهوض ببلدنا. ان اي بلد مهما كان غناه فلن يستطيع السير على رجل واحدة.."

نجية جنة الإدريسي (ناقدة من قلعة السراغنة)


"8 مارس يبقى شعارا يذكر بالمرأة وما حققته من انجازات ومكاسب، ولكني لا أرى أي جدوى من الاحتفالات والهتافات والشعارات المتكررة التي تنمحي بمجرد أن يمر يوم العيد إن صح التعبير، فالمرأة ستظل مستلبة ومبخسة في ظل العولمة التي جعلت منها سلعة تخدم مصالحها لا أقل ولا أكثر. فالمرأة تبقى العمود الفقري للمجتمع ولها دور مهم بجانب الرجل وتستحق كل أيام السنة من الاهتمام والرعاية. وبخصوص المرأة المغربية أظن أنها كانت السباقة في تحقيق عدة مكتسبات وإنجازات اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية ولكنها اقتصرت على فئة محدودة، لتبقى شريحة عريضة في المجتمع تعاني من الفقر والجهل والتهميش والتعنيف خصوصا في الأوساط المهمشة والأماكن النائية."

جيهان بن رابحي (شاعرة من الراشيدية)

"أعتقد أن تخصيص يوم واحد لتكريم المرأة هو في نفس الوقت إهانة لها، المرأة كأم وكفتاة، كرمها الله سبحانه وتعالى من طفولتها إلى شيخوختها وأبرز مثال على ذلك أن الجنة تحت أقدام الامهات وكذلك فضلها النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل بثلاث درجات في الصحبة لقوله من أحق الناس بصحبتي يا رسول الله قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك. ولهذا فالأم والمرأة إجمالا جديرة بأن تحظى كل يوم بتكريم وتمجيد وإجلال لما تقدمه من تضحيات في سبيل إسعاد والحفاظ على أسرتها."

فاطمة الزهراء الصمدي (قاصة من طنجة)

"مارس كان تاريخ عادي لا قيمة له من قبل، إلى أن حصلت على وردة حمراء من إدارة إحدى المؤسسات التي كنت أعمل بها بهذه المناسبة وعرفت أنه تاريخ مميز جدا ومنذ ذلك الوقت بدأت احتفل به وأهدي لصديقاتي بطاقات بالمناسبة... السنة الماضية أحببت مبادرة سينما الريف بتقديم عرض مجاني لكل البنات والسيدات يوم 8 مارس. كنت حاضرة وشاركت في الزغاريد والضحكات رغم أن الفيلم لم يكن كوميدي."


حياة بلقيس (شاعرة من الناظور)

"الثامن من مارس هي مناسبة للوقوف عند المرأة وما حققته من نجاحات من خلال نضالها المستمر سواء في حياتها الشخصية أو في مجالات عملها، بالنسبة لي أرى أن للمرأة طاقات لا يستهان بها، فقط عليها أن تؤمن هي أولا أن من حقها ممارسة حياتها، بشكل يضمن لها كرامتها، ويؤكد حضورها الإيجابي في المجتمع، وبأنها قادرة للوصول إلى ما تطمح إليه بالإرادة والثقة بالنفس وبأن مقولة (كائن ضعيف) لن تثنيها عن عزيمتها بقدر ما تجعلها متحمسة وقوية لإثبات قوتها الكامنة بداخلها، وتثبت من خلالها أنها، فعلا، نصف المجتمع. وبما أني مبدعة ريفية أعرف وأعيش عن قرب معاناة المرأة القروية التي تظل أكثر النساء معاناة من النظرة المتخلفة، نظرة العقلية الذكورية السائدة في هذه المناطق، وكل عام ونساء العالم بإرادة وعزيمة.."