(بمناسبة اليوم العالمي للمرأة)- لله دركن يانساء العرب



ميمي قدري
2013 / 3 / 10

(بمناسبة اليوم العالمي للمرأة)- لله دركن يانساء العرب
في هذا الشهر(شهر مارس) تحتفل المرأة بعيدها وهنا يجب علينا أن نتذكر نجاحات المرأة وكسرها للأغلال وللآصفاد التي فرضها عليها المجتمع الذكوري.. المرأة عبرت بحوراً من الصعاب لكي تصل الى ماوصلت اليه من تواجد في المشهد الثقافي والسياسي والإبداعي... لم تلتفت لمن يُريد اعادتها لعصر الحريم مع تمسكها الشديد بأغصان الحياء ونشأتها التي تجذرت بداخلها وساعدتها على أن ترسم خطاً تسير عليه ولا تُحيد ... حملت على عاتقها أحمالاً من الصبر وسارت في اتجاه هدفها ...لا تئن ولا نسمع منها الا صمت بوحها وبصمتها التي تُطرزها بنبضها في شتى المجالات ... بمناسبة أعياد المرأة أوجه تهنئتي لكل نساء الأرض
وخاصة من ناضلوا وآمنوا بالفكرة ..فكرة تواجد المرأة في المشهد الإبداعي كان حلماً ...
انبهرنا (بمي زيادة) ونضالها من أجل فرض وجود المرأة وتعذبنا لعذابها بسبب محاربة الأقزام لها.. وصلت الحرب الى السب والطعن في الشرف ولكنها كانت الأقوى بحرفها وهدفها النبيل..واصلت مسيرتها الإبداعية وهي مُحاطة بالأحقاد في كل مكان الى أن إعترف بها العالم من الشرق الى الغرب وكل يوم يحتفى التاريخ بمبدعة آتت من عرق الآصالة كان اسمها (مي زيادة)...بالرغم من أنهاعاشت صقيع الوحدة وبرودة هذا الفراغ الهائل الذي تركه لها من كانوا السند الحقيقي لها في الدنيا. وحاولت أن تسكب أحزانها على أوراقها وبين كتبها. فلم يشفها ذلك من آلام الفقد الرهيب لكل أحبابها دفعة واحدة

.المبدعة العربية (نازك الملائكة) .. شاعرة اعتلت عرش الحرف تمت مُحاربتها بكل السبل ولكنها ظلت تلامس السموات السبع بحروفها وأصبحت من أقوى الناقدات .... الى حد انها كانت ناقدة أقرب منها شاعرة .... فآثارها النقدية تدل على إنها جمعت بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذي يكتبه الشعراء، فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي الأستاذة الجامعية التي يعرفها الدرس الأكاديمي حق معرفة، وتمارسه بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي لأنها شاعرة ترى الشعر بعداً فنياً حراً لا يعرف الحدود أو القيود. لذلك - فنازك الناقدة- ومن خلال آثارها النقدية تستبطن النص الشعري وتستنطقه وتعيش في أجوائه ناقدة وشاعرة على حد سواء بحثاً عن أصول فنية أو تجسيداً لمقولة نقدية أو تحديداً لخصائص شعرية مشتركة.

شاعرتنا (فدوى طوقان) رمز من رموز الكفاح والنضال ابنة نابلس التي ولدت في 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي اعتبرت مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مستحبّ, فلم تستطع شاعرتنا إكمال دراستها, واضطرت إلى الاعتماد على نفسها في تثقيف ذاتها. تعدّ فدوى طوقان من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل, وحافظت فدوى في ذلك على الوزن الموسيقي والإيقاع الداخلي الحديث. ويتميز شعر فدوى طوقان بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد, مع ميل للسردية والمباشرة. كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة, تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.

وبهذه المناسبة العطرة لم أنس ابنة مدينتي المنصورة المبدعة( فاطمة الزهراء فلا )... شاعرة قاومت الخنوع .. قاومت القيد المفروض عليها.... رصعت عالم الأدب بابداعاتها تُوجت وأصبحت بعد عناء ومجهود رئيسة إتحاد كتاب الدقهلية ... شاهدتُ هذه المبدعة وهي تحفر في الصخر لتروج الثقافة في محافظتنا الجميلة ومدينتنا المنصورة
تقتص من حياتها الكثير لتقوم بإدارة الندوات والمهرجانات لهدفِ
أسمى من المظاهر فهي تريد اعلاء الحرف الجيد والبحث عن الكنوز في بحر من المبدعات والمبدعين.... تحملت الهجوم وسلكت دروب المحبة والوفاء وترفعت عن كل السلبيات التي تناثرت تحت قدميها .... عاشقة للمنصورة وعاشقة لمبدعي المنصورة... عندما أنظر لها أجد أن قلبي وعقلي مُعلقين بهذه المرأة التى أفنت عمرها من أجل ابداع غيرها.. والجدير بالذكر أنها أثناء مرضها كانت تؤرخ كتاباً عن مبدعات ومبدعين الدقهلية ..لم يُفارقها القلم الى أن ضمتها حجرة العمليات.... كانت تقوم بجمع المادة التي سوف تُدرجها في كتابها
في يوم عيدالمرأة أهدي (الشاعرة فاطمة الزهراء فلا) باقات من نبضي
وأوجه لها كلمة: استمري أيتها الفاضلة ... وأطيلي سجدتك على سجادة الحرف
سوف يُكتب تاريخك على جدارن معابد الإبداع ولن ينساكِ ناسك حرف
كل عام وكل نساء الأرض بخير
بقلم عزة فتحي سلو
الشهيرة بميمي قدري
9-3-2013