ما بعد الثامن من آذار



عمر عبد الحميد الضابوس
2013 / 3 / 10

سيدتي , كم من الشعراء تغنوا بِـك , وكم من الكُتّاب سهروا الليالي ولم يوفوكِ حقكِ , وكم من مفكر قال إن المرأة أساس مَلكتي , وسبقهم الإسلام وقال إن الجنة تحت قدمكِ.
الثامن من آذار يوم نتذكر فيه المرأة , وكلٌ يعمل على ذكر محاسنها للمجتمع والعالم وتمجيدها والتكلم عن إنسانيتها , وكأنها سلعة صالحة ليوم واحد فقط والجميع يعمل على الترويج لها وفي اليوم التالي تُنسى هذه السلعة لأن يومها قد فات !! ونسي الجميع أن المرأة هي نصف المجتمع وأنها إنسانة في كل الأيام وليس يومٌ ثم ما بعد ذلك السلام.
إن الانتهاكات التي تسجل بحق المرأة تصل الى درجة مخيفة جداً , لماذا ؟! هل بسبب ضعفها أم اعتادت المجتمعات على كسر جناها ؟! , فبالنظر إلى حالات النجاح النسائية مقارنة مع الرجال هي قليلة جداً وخاصة في الدولة العربية الإسلامية, ليس لأن فكر وعقل الرجال هو الأنضج بل بسبب الفكر السائد بأن المرأة وظيفتها الزواج وإنجاب الأطفال وبحجة أن الإسلام أمر بتحشم المرأة وعدم مخالطتها بالرجال والتفسير الخاطئ لبعض المفاهيم الإسلامية , ألم تكن النساء في زمن الدعوة الإسلامية تشارك الرجال في الحروب والغزوات وتقف بجانب الرجل؟!! , لذلك يجب علينا ان نعي ماذا يحثنا الإسلام , فإن الإسلام جاء منصفاً وعادلاً بين البشر وليس لتميز جنس عن آخر ,إن ما يجب علينا أن تبتعد عن فكر أن للمرأة يوم واحد نكرمها ونمنحها بعض الأمان والراحة به ,فكل الأيام يوم هو المرأة ,وكل الأيام هو يوم الرجل , فلولا الرجل ما وجدة المرأة ولولا المرأة ما وجد الرجال , ومما قالوا بحق المرأة "إن المرأة لم تخلق من رأس الرجل لئلا تتعالى عليه ولم تخلق من رجله لئلا يحتقرها ,وإنما خلقت من ضلعه لتكون تحت جناحه فيحميها وقريبة من قلبه ليحبها" هنا يتجلى التعبير الرائع على العلاقة المفترضة بين الرجل والمرأة في المجتمع ,ولكن هيهات !! , فمتى سننتهي النظرة الدونية للمرأة ومساواتها بالرجل بطريقة حقيقية وليس بطريق شكلية فقط ؟!!..