التحرش الجنسي في الوطن العربي



ناديه كاظم شبيل
2013 / 3 / 12

التحرش الجنسي في الوطن العربي
اسئلة عديده تتبادر الى الذهن عندما يطرح هكذا موضوع : لماذا يكاد ان يكون التحرش الجنسي مقتصرا على الوطن العربي والاسلامي فقط ؟ وهل خلت البلدان الاوربيه من ظاهرة التحرش الجنسي ؟ وما السر القديم الذي يقف خلف هذه الظاهره الشاذه ؟
وهل ان الطفل العربي في منجى من الوقوع فريسة لهؤلاء المرضى ؟ وكيف نحمي المرأة والطفل من ان يكونوا ضحايا اصحاب الضمائر المعدومه ؟
وهل المرأة لا تعدو ان تكون في عين الرجل الا جسدا مثيرا عليه ملاحقته ومضايقته ، كي يعلن السيادة عليه ، ثم احتقاره والتشهير به في اخر المطاف ؟

في البدء اود ان اشير الى ان ظاهرة التحرش الجنسي ليست مقتصرة على الوطن العربي فحسب بل امتدت الى شتى بقاع الارض ، خاصة عندما هاجر الاف الاسيويون والافارقه الى كل اقطار العالم في العقود القليله التي خلت ، وحاول القلة منهم من ذوي النفوس المريضه تصدير هذه الظاهره المرفوضه (ظاهرة الاغتصاب ) الى البلدان الجديده التي منحتهم حق اللجوء الانساني او السياسي .
ففي السويد على سبيل المثال ، قامت الحكومه السويديه بتسفير بعض المجرمين الى اوطانهم الاصليه ، كونهم قامو ا بكل خسة ودناءة الى استدراج الاطفال والاعتداء عليهم جنسيا .وقد تعرضت بعض الفتيات المهاجرات وحتى السويديات الى الاغتصاب ثم القتل ويكون المجرم مهاجرايضا للاسف الشديد.
ان السبب في استفحال هذه الظاهره في الوطن العربي هو الكبت والعطش الجنسي الذي يتعرض له المواطن العربي نتيجة للاعراف والتقاليد والقيم الدينيه التي تقوم بالفصل بين الجنسين مما ينتج عنه التفريغ الجنسي عن طريق الاعتداء على المرأة او الطفل كونهما المخلوق الا ضعف وربما يدفعهما الخوف من عقاب الاهل او الزوج الى كتمان الامر ، مما يشجع في انتشار هذه الظاهره . او تقوم العوائل بالتستر على فضح الجاني خوفا من عار الفضيحه ، ويكون الامر في صالح المجرم في كلا الحالتين ، بينما العلاج الحقيقي يكمن في توعية المرأة والطفل في خطورة الصمت ازاء مثل هذه الظاهره ، وتدريب الفتاة على ممارسة بعض الالعاب القتاليه التي تمنحها القوة في الدفاع عن نفسها من بطش الرجل المعتدي كالكاراتيه والبوكسنك والجودو ، وتوعية الطفل من الوقوع في فخ المجرمين كاغوائه بالحلوى او تقبيله او ملامستهه بطريقه غريبه ،وذلك برفضه رفضا تاما لهذه الممارسات ، وتعليمه بضرورة الكشف عن كل مايعترضه من المقربين او المحيطين به في حالة غياب الاهل .
وهناك ارقام خاصة بامكان الطفل او الفتاة استدعاؤها في حالة تعرضهم لخطر الاغتصاب ، او تقوم الشرطه باعطاء الفتيات او الاطفال اجهزه خاصه ، تشير الى مكان تواجدهم حال وقوع الجريمه .
وعلى الاسرة عدم التفريق في معاملة الابناء على حساب الجنس ، فتمنح الشاب الحريه الطلقه وتقيد الفتاة بطريقه تفقدها الثقه بنفسها ، بل عليها الموازنة في منح الثقه لكليهما وتعليمهما احترام هذه الثقه بما يعود عليهم بالخير للجميع .
يجب على الوالدين زرع احترام المرأه في وجدان الرجل منذ نعومة اظفاره ، وتعليمه بانه لا يمكنه حماية شرف شقيقته ان استهان بشرف الاخريات .، فكما تدين تدان .
اما من يعزي سبب شيوع هذه الظاهره في الوطن العربي نتيجة اللباس الغير محتشم فهذا افتراء على الواقع ، فالوطن العربي يعج ( والفضل لقوى الاسلام السياسي ) بالمبرقعات والمحجبات ورغم هذا فحدث ولا حرج عن حالات الاغتصاب والشذوذ الجنسي هناك ، بينما قلما يحدث هذا في اوربا التي ترفض الحجاب وتزدريه لانه رمز لعبودية المرأة وخضوعها للرجل ، وان حدث فغالبا مايكون من المهاجرين من اصول عربيه او صوماليه او كرديه ، والضحية تكون من نفس الخلفيه الثقافيه ايضا .
على الدوله اصدار عقوبه رادعه لكل من يحاول الاعتداء لفظا او ملامسة او تشهيرا بالمرأة ، ليكون عبرة للاخرين ، وعليها ايضا بالتعاون مع الجمعيات النسائيه توعية المرأه من الوقوع في فخ غواية بعض اصحاب ذوي النفوس المريضه بالاغراء المادي او المعنوي ، بايجاد العمل المناسب الذي يكفل لها الحياة الكريمه او فتح باب التعليم المجاني لمواصلة دراستها ونيل الشهادة العليا التي تحميها من الوقوع في شراك هؤلاء المرضى .