المرأة ودورها الريادى فى مصر



عبد الله صقر
2013 / 3 / 13

فى هذه العجالة لم أستطع أن أتأخر فى المشاركة فى هذه المناسبة الجليلة والتى تأخذنى للمشاركة فى أحتفالية نحن جميعا فى أحوج لها للتعير لآخواتنا عسى أن نكون على الطريق الصحيح الذى يأخذ بيد المرأة العربية ويخرجها من ظلام الجهل لنور وشعاع الحرية حتى تحقق كل ما تصبو لها بعدما ظهر على السطح بعض المطالبات بإخفاء وإقصاء دور المرأة .

منذ أن وعينا على الدنيا ونحن نسمع عن هدى شعراوى وصفية زغلول ونوال السعداوى وسهير القلماوى , كلهن نساء فاضلات مناضلات من أجل قضايا الآمة , منهن من حاربت من أجل تنوير العقلية المصرية , ومنهن من حاربت وناصرت وساهمت فى أنجاح الثورات المصرية من عبودية الفرد الآوحد والآستبداد بالرأى فى حكم البلاد .
لعبت المرأة المصرية دورا بارزا وحيويا وتاريخيا فى أنجاح ثورة 25 يناير المجيدة , فكانت مساوية للرجل فى كل ما أنجز نحو الثورة , وكانت مشاركة مع الرجل مشاركة فعلية منذ اللحظات الآولى لآندلاع الثورة , وهذا الكلام حتى لا نبخسها حقها , وإحقاقا للحق , وهى كانت مساعدة , هامة بهامة وساعد بساعد بجوار الرجل فى ساحة ميدان التحرير , كما علا صوتها مطالبة برحيل الطغاة عن حكم مصر معرضة نفسها للموت , وكان صوتها أعلا من صوت أجراس الكنائس وأصوات الأذان من فوق النساجد , وللأن لم يخبو صوتها مطالبة برحيل الطغاة الذين يريدون تنحة دورها التاريخى وجلوسها فى البيت .

إننا حين نقول بأن المرأة قد ساهمت وشاركت فى ثورة رحيل الطغاة , فإننا نقول الحقيقة دون رياء , لآننا شاهدناها حقيقة فى الميدان , مشاركة مع الرجل , وسمعنا صوتها مدويا مطالبة بإسقاط النظام الفاسد .
والمرأة المصرية لها تاريخ عظيم مع الثورات , فهى أثبتت أنها شريكة , ولا تقل أهمية عن الرجل فى مجريات الآحداث , حيث أنها لم تتوانى لحظة عن تقديم الدعم للثورة , ولا تقل مستوى عن مستوى الحدث , فصوتها لم يخفت منذ قيام الثورة ضد الآنجليز بقيادة زعيم الآمة سعد زغلول عام 1919 م , فقامت المرأة المصرية بالتظاهر مطالبة بجلاء الآنجليز عن مصر , جنبا الى جنب مع الرجل , لدرجة أن فى يوم 14 مارس من نفس العام سقطت أولى شهيدتين مصريتين فى العصر الحديث برصاص الآنجليز , خلال المظاهرات التى أجتاحت مصر , وذلك لآنجاح الثورة , وهن السيدة حميدة خليل والسيدة شفيقة محمد .

وكما نرى أيضا دور السيدة هدى شعراوى , والذى كان مؤيدا لثورة سعد زغلول , وأنضمامها الى بقية نساء مصر , وقد تم أنتخابها رئيسة لنساء جزب الوفد أبان ثورة ثورة 1919 م , إن نساء مصر قد أثبتن أنهن على مستوى الأحداث وعلى مستوى المسؤولية الواقعة على عاتق الشرفاء والشريفات من أبناء الوطن , ولا يخفى على أحد أن الوطن يكون فى أمس الحاجة الى مساندته والآخذ بيده وقت المحن , ومن هذا المنطلق , نساء مصر أحسسن بمستوى الآحداث الجسام التى يمر بها الوطن , فقمن ناهضات واثبات من أجل الوطن , وتركن بيوتهن وأعمالهن من أجل مناصرة قضيتهن الآساسية ألا وهى الخلاص من براثن الظلم والفساد للخروج بالوطن الى الحرية وبر الآمان , حتى يشعر المجتمع أجمع بأن الآوطان أصبح لا يحكمها اللصوص وخفافيش الليل المظلم والغربان , إن الوطن الآن فى حاجة ماسة للمرأة ومجهوداتها لنحر عوامل التأخر ومحاولة الرجوع بها لعصور الجاهلية .