يوم الحرمة العالمي بين الجدِ والهزلِ



احسان جواد كاظم
2013 / 3 / 13

تبادر الى ذهني هذا العنوان بعد متابعتي للنقل الحي على القناة الفضائية العراقية لوقائع احتفالية وزارة الدولة لشؤون المرأة بمناسبة يوم المرأة العالمي, حيث ألقى رئيس الوزراء نوري المالكي كلمة أشاد فيها بدور المرأة العراقية في المجتمع والعملية السياسية, لكنه لم يتطرق الى المحاولات السافرة لرجال دين مصادرة حريتها والانتقاص من حقوقها وفرض قيم متخلفة على كامل المجتمع. ولم يقترح بنودا لتطوير القوانين المتعلقة بحقوق المرأة والطفل.



كما أستبعد ان تكون وزيرة المرأة السيدة ابتهال كاصد الزيدي ( حزب الدعوة/ حزب رئيس الوزراء ) قد فعلت ذلك ( عرفت لاحقا بانها ألقت كلمتها قبل رئيس الوزراء ولم تنقلها القناة العراقية ), وهي التي أثارت استهجان المنظمات والشخصيات المدافعة عن حقوق المرأة بسبب تصريحات من قبيل رفضها المساواة بين الرجل والمرأة وانها مع قوامة الرجال عليهن اضافة الى اجراءات الفصل بين الجنسين في دوائر وزارتها....



أترك للقاريْ العزيز حرية تقدير اين تكمن المفارقة, هل هي بتفضيل الفضائية العراقية رئيس الوزراء المالكي على السيدة الوزير في يوم كهذا متعلق بالمرأة أو بحديث رئيس الوزراء وتجاهله لايجاد حلول لتحديات تواجه المرأة أم بمواقف وزيرة المرأة المعادية لحقوقها ؟!!!



- كانت مفارقة صعبة التصديق فيما لو تحققت مطالب متظاهرو الانبار والفلوجة...باطلاق سراح النساء المغتصبات في السجون الحكومية وتسليمهن لرجال دين او شيوخ عشائر, لكن الله لطف وسلّم, ولم يثبت وجود مغتصبات, والا لكانت الضحية المغتصبة قد تحررت من براثن مغتصبيها لتقع بين سكاكين أدعياء الشرف العشائري وفتاوى الرجم الشرعي, لاسيما وان الاغتصاب على الهوية والاعتداء على المحرمات كانت ممارسة جهادية مقدسة ارتكبتها عصابات القتل الطائفي من الجانبين في السنين الماضية.



- ليس الجهل بالثوابت الشرعية فقط ما يثير الضحك بل جهل البعض بالكتابة الصحيحة للكلمات وتمييزها, قد تقود الى خراب البيوت, كما مع السعودي الذي مثل امام القاضي الشرعية بسبب عضه لزوجته. سأله القاضي عن سبب فعلته الشنيعة بحق حليلته. أجاب متيقنا: مارست حقي الشرعي في تأديبها. عجب القاضي, عن اي حق شرعي يهذي هذا المجنون وسأله: كيف ؟ فتلى عليه الآية القرآنية " واللآتي تخافون نشوزهن فعظوهن...." فعضضتها !



- يحكى ان صحفية بريطانية كتبت مقالا عن وضع المرأة الافغانية المزري ابان حكم طالبان ودللت على ذلك بتجنب الرجل الافغاني السير جنب زوجته ترفعا, بل يسبقها عدة أمتار. لكنها ذهلت لمستوى التطور الحاصل في اوضاع المرأة بعد سنوات من حكم كرزاي, فقد لاحظت بأن المرأة الافغانية هي التي اصبحت تتقدم زوجها في السير لامتار عديدة. سألت احدى الافغانيات عن سر هذا التغيير الهائل في تفكير الرجل الافغاني, أجابتها: ليس هناك أي سر. انه يخشى العبوات المتفجرة فقط !



- يبقى عدم ارتداء الحجاب هاجسا يؤرق الكثير, فقد اقترح احد نواب مجلس الشورى الايراني دفع بدل حجاب لمواطنات روسيات يعملن او مرافقات لأزواجهن العاملين في مفاعل بوشهر النووي لتشجيعهن على الالتزام بالحجاب الشرعي.