هذيان إمرأة نصف عاقله الرجل والمرأة الأخرى !



رحاب الهندي
2013 / 3 / 18


ثلاث نساء كل منهن تحمل في أعماقها وجعا تشكو منه قالت الأولى لطبيبه النفس المعالجة : لم أكن أصدق إحساسي بأن لزوجي علاقة بامرأة أخرى شعرت بداخلي ينكسر لأني كنت أعتبره رجلا مختلفا لامتخلفا كنت أشعر أنه الصديق والزوج والأخ والسند لكن كل هذا انهار بلحظه وأنا أكتشف علاقته بأخرى لا تقولي لي إن ما أشعر به مجرد شك لقد رأيت كل شئ بعيني أحسست باهتمامه الزائد بهاتفه الخلوي وبجهاز الحاسوب وسرية خروجه وتأخره في البداية كنت أجد لنفسي حججا لتغيره لكن الآن كل شئ أصبح واضحا . واجهته فأنكر قلت له سأتفهم علاقتك بالأخرى ولنناقش السبب أجابني أنت مجنونه وكلامك أوهام واتركي هذا الموضوع لن أسمح بالنقاش فيه مطلقا ! وتركني أعيش قهري ووحدي وعدم ثقتي فيه ماذا أفعل يا دكتورة ؟ انصحيني .....
حين دخلت المرأة الثانية أجهشت بالبكاء مدت لها الطبيبة كوب الماء وهدأت من روعها لتبدأ الحديث : فنيت عمري من أجل زوجي وأبنائي كنت لهم كل شئ في حياتهم كما كانوا كل شئ في حياتي نسيت نفسي من أجلهم وأجل والدهم لكن في النهاية اكتشفت أنه على علاقة بامرأة أخرى ولا أعرف السبب أعترف أني لست امرأة رائعة الجمال ولم أصل لمراحل مميزة في التعليم لكني زوجه أعرف واجباتي وأقدمها على أكمل وجه بشهادة زوجي وأولادي وكل من حولي فلم بعد هذا يرتبط بعلاقة مع أخرى هل هو الملل ؟ ألا نمل نحن النساء أيضا من روتين الحياة ؟ أهي الثقافة ؟ هو أيضا ثقافته عادية ماالسبب يادكتورة حين واجهته أنكر وقال هذه دوما أوهام النساء أهتمي ببيتك أفضل لك ولا داعي للحديث بهذا الموضوع أحذرك ! انصحيني يادكتورة ماذا أفعل ؟
المرأة الثالثة حين جاء دورها دخلت بسرعة وجلست متسائلة : لم يفعل بنا الرجال كل ما يفعلونه ولا يتحدث معهم أحد ولا يقف بوجههم أحد ما ذنبنا إذا خلقنا نساء ؟ ولماذا يعتبروننا أكثر ضعفا وهم أكثر هيمنة ...... وتابعت حديثها بشكل ثوري والطبيبة تنصت بإمعان وهي تتحدث بسرعة وانفعال لم أعد أريده سأطلب الطلاق لا أتحمل رجلا خائنا لكنه يرفض الطلاق بإصرار أنا لا أريده زوجا لي بعد أن اكتشفت خيانته لا أريده لا أحد يستطيع إجباري على العودة إليه مصممة على الطلاق بكل الوسائل لقد تزوجنا بعد قصة حب ورغم رفض أهلي له في البداية إلا أني صممت على الزواج به وأنجبت منه ثلاثة أطفال وكانت حياتنا سعيدة جدا فجأة ومنذ عام تغير أسلوبه معي أصبح جافا في التعامل يتأخر كثيرا عن مواعيد عودته للبيت ويتذمر من مصاريف البيت بل إنه أخذ يعتمد على راتبي في المصروف وحين أسأله عن راتبه يتحجج بحجج واهية كانت تصرفاته غريبة تدعو للريبة فبدأت أبحث عن حقيقة ما يخفي لأكتشف أنه على علاقة بامرأة أخرى لم أتحمل الوضع واجهته فأنكر بشدة وأخذ يذكرني بقصة حبنا وكيف حاربنا العوائق لكني هذه المرة لم أستمع للكلام المعسول لقد رأيته بعيني أكثر من مرة مع المرأة الأولى دون أن يدري وحين أسأله أين كنت يقول مع الأصدقاء أو مشروع عمل وفي آخر مرة واجهته وهو معها فارتبك وأدعى إنها إحدى زميلاته تعطلت سيارتها في الطريق واضطر لتوصيلها أما هي فقد كانت تنظر لي وتبتسم بهدوء غريب . لم أستطع التحمل تركتهما وعدت لبيت أهلي وأنا مصممه على الطلاق ؟ ما رأيك يا دكتورة ؟
حين خيم الهدوء في مكتب الدكتورة أسندت رأسها على كتف الكرسي ونزلت من عينيها دمعه وهي تستذكر إنكار زوجها لعلاقته بامرأة أخرى رغم وجود دليل إدانته وهو يصرخ أنت مجنونه تتهميني بحكاية من بنات أفكارك ليس إلا !