لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة – 2-؟



سونيا ابراهيم
2013 / 3 / 20

هل يقرأ الرجل الفلسطيني التاريخ؟

قبل أن ندرج الموضوع على أنه نوع من الاستحقاق، أو نوع من مطالبة المرأة الفلسطينية- بشكل خاص- لحقوقها التي تستحقها ليس منة؛ بل عن جدارة خاصة لصمودها، و تضحياتها التي لا تعد و لا تحصى في سبيل القضية الفلسطينية، كنت قد لاحظتُ مؤخراً، و أنا أحاول البحث عن دور المرأة الفلسطينية في اللعبة السياسية (التي يتقاذف الأدوار فيها السياسيون، و كأن الأرض التي كانوا سيستولون عليها من حصة ميراث الأخت، لم تكن ستحصل عليها، في حال غياب وجود المحتَل الصهيوني الغاصب)، و عن الدور الذي لعبته زوجات السياسين الليبرالين على سبيل المثال؛ إحدى مقابلات زوجة الراحل ياسر عرفات في صحيفة عربية، بعد وفاة زوجها، وعن تصريحاتها التي لا تمت لصلة بتمكين المرأة الفلسطينية بقدر ما تصب في مصلحة السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تصرف لها راتباً هي و ابنتها، التي تعيش في منفى عن الوطن؛ لأسباب ذكرتها و ربما لا يجدها البعض كافية، بل هي أسباب تليق بصحف و مقابلات إعلامية لا غير.. و وجدت أيضاً في محاولات بحثي الخاص على اليويتوب احدى المقابلات لحنان عشراوي، و لاحظت أن هؤلاء النساء البرجوازيات، يحصلن على كل ما يحتاجن له، و لكن دون أي تكليف منهن- حتى إن كان نابعاً من إيمان خاص بهن- بالاهتمام بإعطاء المرأة الفلسطينية أهمية تسبق غيرها؛ لأنها أم الشهيد، و أخته، و زوجته.. حسناً، سأكون أكثر دراماتيكية هذه المرة و أنا أسأل: لماذا؟؟

****
خوف الرجل العربي من المرأة قد نرجعه للعادات و التقاليد الرجعية، الدين، و فشل الأنظمة السياسية؛ و مؤخراً وصول الأحزاب الاسلامية إلى مراكز الحكم في الوطن العربي، ولكني أعتقد أن السبب الأساسي في مشكلة المواطن العربي هو أنه لا يكترث بالتاريخ!

سؤالي الآن للرجل الفلسطيني: ماذا تعرف عن النساء الكنعانيات؟ ماذا تعرف عن تاريخك أنت كرجل فلسطيني غير توكيل المرأة مهام إنجاب الأطفال، والتفاخر أمام أصدقائك بتجاهل مسئولياتك حيث تمارس عادات كَسَلَك اليومي مع سيجارة؛ أو نرجيلة مفضلة لديك؟ ماذا تعلم غير أنه للمحافظة على المرأة يجب أن تبقى عذراء؛ و أنه إن تعرت كل النساء في المجتمع فما المانع طالما أختك محتشمة و لا يراها ابن الجيران؟ ماذا تعلم غير أنه كل الضجر الذي ألحقته لحياتك يجب أن تدفعه هذه المرأة التي تعيش نزاعاً روحانياً من أرضها كل يوم؟ ماذا تعرفون أيها الرجال الفلسطينين- خاصة في غزة-، الذين تصيبكم التخمة قبل موعد القيلولة غير أنه يجب أن يتحمل مصائبكم امرأة لا تخلصوا لها، بل أنتم كلكم بحاجة لغفرانها؟ أتساءل أن كنتم قادرين على التساؤل أو حتى الاجابة، و أنتم تفندون حقكم بالاستغلال و المجاهرة به أمام اصدقائكم.. أتساءل كثيراً لماذا لا تقبلون أن تكونوا إلا جلادين علينا- نحن نسائكم!

هل يخاف الرجل اللفلسطيني من المرأة؛ لأنه غير قادر على العطاء فكرياً، وسياسياً، و ثقافياً، أم لأنه لا يقبل التحدي، و يخشى على مكانته الوضيعة، التي تجعله يهمش المرأة كرد فعل على عجزه في اختيار تمثيل نواب/ نائبات أكثر ملائمة في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني؟
لماذا يخشى الرجل العربي أن تعرف النساء الحقيقة هل لأنه يعلم بداخله أنها ستمنحها قوة، و ستكشف عن وضاعته بقبول اذلالها؟ أم أنه يخاف من وعيها، و ادراكها تحسباً من انتقامها لكل حقوقها المهضومة تحت مسميات دينينة، و اجتماعية، و سياسية وطنية؟

إلى متى سيرضخ معظم الرجال الفلسطينين تحت حالة الشلل السياسي البطولي؟ إلى متى ستظل النساء الفلسطينيات يتحملن ضعف المسئولين، و عدم جدارتهم؟ أوجه سؤالي إلى كل المسئولين، و المسئولات: ماذا قدمتم للنساء الفلسطينيات سوى العار؟ ماذا قدم الرجل الفلسطيني غير تبريرات لا تقنع العقول عن سوء تقييمه لأولوياته، و لقضيته الفلسطينية بعد كل هذه السنين الطويلة تحت الاحتلال الاسرائيلي؟