رسالة للذكوريين: لا تكتفوا بختان الأنثى !



محمد عبد الحليم
2013 / 3 / 28

تشير معظم الدراسات والإحصاءات الرسمية وغير الرسمية إلى أنه لا يزال معظم الشباب في مصر ينظرون إلى جريمة كجريمة الختان علي أنها واجب ديني وضرورة خلقية .

والكارثة الحقيقية أن تلك الجريمة تلاقي صدى واسعا حتى بين الأوساط المتعلمة و ( المثقفة !! ) .. والمدهش في الأمر أن الشباب من جنس الذكور يصر إصرارا كبيرا علي أن تكون زوجته المستقبلية مختنة , رغم أن أكثرهم لا يعرف الفرق أصلا بين المختنة وغير المختنة . ويأتي إصراره هذا نتيجة للجهل بالوظائف الجنسية عند الجنسين .

وواقع الأمر أن ختان الإناث لا ينم فقط عن نظرة دونية للفتاة الصغيرة , وإهانة حقيقية لكل امرأة فحسب .. بل هو أيضا يعبر جهل مدقع وفقر ثقافي ذكوري منقطع النظير ..!

فالختان تصوير للفتاة الصغيرة وكأنها كائن لا عقل ولا ضمير له , كائن يجب أن يروض صغيرا , حتى وإن كان الترويض مرا أليما , وإلا كان الانحراف هو المصير المنتظر لهذه الفتاة الصغيرة .

وهو أيضا تجسيد لمدى ضعف وهشاشة الرجل الأب الذي يفقد الثقة في نفسه, وعلى قدرته على التعامل مع صغيرته , وعليه يلجأ إلى الختان ليطمئن علي عفة ابنته ومستقبلها , ليس عبر التربية والتعليم والثقة والاحترام المتبادل بينهما, وإنما عبر جريمة الختان وعلي حساب جسد صغيرته الواهن .

وهو أيضا تجسيد حي لمدى جهل الشباب المقبل الذي ينساق وراء مجموعة من القيم الموروثة ( المتخلفة ) التي استقرت في ذهنه حتى صار يتعامل معها وكأنها من المسلمات .

فالشباب لا يزال يعتقد أن الفتاة المختنة تكون زوجة مطيعة لا ترهق زوجها أثناء المعاشرة الجنسية, وهي في نفس الوقت تستطيع أن تحافظ على شرف زوجها في حال غيابه أو مرضه , فالختان إذن ضرورة ملحة للحفاظ على شرف الفتاة وعرض الزوجة , ولا يخفي علي كثير أن هذا القول يحمل من السخافات ما يحمل .
فالقول بأن الختان يقلل من الرغبة الجنسية كلام غير علمي ولا أساس له , فالرغبة تتحرك في الفتاة المختنة وغير المختنة علي حد السواء . وذلك لأن الجنس هو أحد الغرائز الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالي في كل الكائنات الموجودة علي سطح الأرض .

وغريزة الجنس شعور وميل طبيعي لدى المرأة والرجل علي حد سواء للجنس الأخر لتحقيق إحدى الاحتياجات الأساسية للإنسان في التناسل والسعادة, ومثلها مثل كل الغرائز والرغبات الأخرى للإنسان مثل غريزة الجوع والعطش والرغبة في النوم ..إلخ

والرغبة في الجنس يتحكم فيها المخ عند الرجل والمرأة, ولا تتأثر بوجود الأعضاء التناسلية, أو بكبرها أو بصغرها ، وإنما من خلال مؤثرات أخرى كثيرة مثل :- البصر واللمس والشم والتذوق والتفكير والتخيل واستعادة الخبرات الجنسية السابقة والميل العاطفي والنفسي نحو شخص ما .

لذلك أنصح من يريدون الحد من الرغبة الجنسية للمرأة بقطع رأسها ( حيث المخ المسئول عن تحريك الرغبة ) وليس مجرد الاكتفاء ببتر جزء حساس من أجزاء جسدها الواهن .

في واقع الأمر, الكلام حول مصيبة الختان وأضرارها علي الفرد والمجتمع لا ينتهي , ولكني أود أن اختم المقال بهمسات سريعة ألقيها في أذن كل ذكوري:- ” السلوك الجنسي للمرأة كالرجل تماما يتوقف علي التنشئة والتربية والعقل الذي يرشد ويحرك السلوك سواء كان صالحا أو خاطئا ” , " ليس لك أية مصلحة في إجراء الختان لشريكة حياتك, بل إن الختان يسلبك حقك في الاستمتاع بعلاقة جنسية صحيحة وكاملة ” ، ” لا يوجد لك أية مسوغ إنساني أو أخلاقي في ارتكاب هذه الجريمة البشعة في حق الأنثى ” , ” ممارسة الختان ليست لها أي أصل طبي أو علمي في كل العلوم الطبية “, ” الجنس ليس معركة بينك وبين زوجك يجب أن يخرج أحد الطرفين فيها فائزا منتصرا والأخر مهزوما مدحورا "

ونهاية القول أن أخلع عنك رداء التخلف يا صديقي الذكوري .. !!