إليها .. من رجل إلى امرأة ..



زاهد الشرقى
2013 / 3 / 29


سيدتي ..

اكتبً أليك أليوم , وكأني اكتب لأول مرة في حياتي . فحروفي مرتبكةٌ وهي تستقبل ألأمر ألصادر من قلبي وعقلي وفكري وكل مشاعري .و ألتي توحدت جميعها في قرار اتخذتهُ منذ أول يوم تواجه به ِ الفكران بالحروف والكلمات وبالصوت الذي أثبت وجعل مسك الختام أجمل من كل شيء . ومن ضحكةٍ كانت ولازالت تعادل فرحة ألكون . لسيدةٍ أراها أليوم تستحق أن تكون سيدة النساء وأميرة تتوج بكل اقتدار بتاج الأبدية الذي لا يمكن منحهُ لأحد مهما كان .ألا من دخل وسكن فينا بكل خيرٍ وأمان. ومن ملامح وجه جميل . ينبعث منهُ شيئاُ من قدسية ألحياة ورقتها . ولعل ألارتباك بحروفي ليس خوفاً بقدر ما هو رغبة في صياغة شيء يليق بتلك الروح التي تسكن داخلك . والتي تمنحنا شيئاً من ألإلهام ألعظيم . وفوق كل ذلك أشاهد السباق بين الحروف والكلمة للوصول أليك . تُرى بعد كل ذلك ماذا أقول يا قديسة ألحياة .

سيدتي ..

تبقى ألحياة بكل ما فيها تحتوي الكثير من اللحظات ألتي منها قد يكون هناك قرار أو أمر يخص ذات الإنسان أو المجتمع أو المحيط الذي يعيش فيه أو على مجمل حياته بأدق تفاصيلها . ولكن أجمل تلك ألأمور عندما تحين ( لحظة) تجتاحُنا بشيء من ألأمل والشعور بسعادة وفرح . وعندما يجتاحنا أخر من غير موعد مسبق . فيتولد ذلك ألشعور المميز . قد يقول ألكثير بأنه ألحب . ذلك العنوان ألجميل والذي لا يمكن التأسيس له من غير ألصدق والصراحة والإيمان بين ألاثنين . ولكن قد يتعجب الكثيرون عندما أقول . ليس حباً أو أعجاباً أو تعويدا في داخل ذات الإنسان لتلك المرأة الرائعة . بل عنوان أقدس من أن يوصف بالحروف والكلمات التي قد لا تعطيه حقاً هو يستحقه بل أكثر . وعندما نعيش حياتنا ونحن نعمل ونشعر ونملك ألإحساس به وبكل تحركاته حتى لو لم يكن بقربنا . ذلك بحد ذاته أعظم شيء في الوجود .

سيدتي ..

أراك اليوم فراشةٌ تُحلق فوق أزهار العمر التي أتعبتها سنين طوال من ألألم والحزن والعذاب والخوف ومحاربة الموت في كل يوم . فتبعثين فيها ألحياة وتعود لتعطي للحياة كل شيء . وتتزين فوق كل ذلك بوجودك وقربك الذي هو أكبر مما يتخيله فكرك وكل لحظات الزمن التي تتخذيها مكاناً للتمعن بما أقول لكِ اليوم وما قلته لكِ سابقاً . أنتي ( ملهمة) لي ولكل شيء فيني . ومن حقي أن أقول ( ملهمتي) بعد أن أثبتت ألأيام التي قد تكون قصيرة وفق حساب ألزمن . بأن اللحظة وصلت ذروتها وأعلنت بأنها في المكان والعنوان والزمن والشخص والفكر والعقل والروح والمشاعر الصحيحة .. وهي أنتي فقط لا غيرك . ولستُ بساحر ولا جيد طريق المشعوذين عندما أصف لك وضعاً وحالة تمرين بها وأنا لست بقربك . بل هو ارتباط الأرواح والأحاسيس الذي يجعلك أمامي بكل شيء . نعم وليس أمامي فقط بل أنتي سكنتي كل شيء في داخلي .. فهنيئاً لي وللحياة بوجودك .
وهنا أقول .. أن شعرتي في يوم من ألأيام بأن سعادتك وفرحتك في الابتعاد عني . فأنا موافق حتى لو فكرتي يوماً في أن تحملي لي الكراهية .. لان أجمل ألأشياء هي أن نعيش بحياة نجد الأخر في أجمل لحظاتها . حتى لو كانت تلك اللحظات نجني منها ثمار الحزن أو الموت البطيء لنا . لأني مؤمن بأن التضحية هي أقدس مراحل الحياة بين ألاثنين .
أعلم بأني لستُ قديساً ولا رجال دين أملك صلاحية ألتقديس للأشياء ووهبها عنوان جديد .. ولكن يكفي بأن أقول بأنك قديسة ألحياة وقديسة حياتي .. وملهمتي وسيدة سوف أضحي لها بكل شيء من أجل أن تبقى أسعد إنسانة في الكون .
ختاماُ .. عندا أشاهد زهور ألحياة وعطرها في كل مكان في حياتي .. أضحك عندما أراها .. لأنها تحاول قدر ألإمكان أن تصل إلى عطر وجودك الذي فاقها وسوف يبقى إلى الأبد الأجمل .
عندما تنامي وتغمض عينيك الجميلتان .. لا تنسي يوماً بأن هناك روحاً تحرسك دوماً وبقربك تحتويك , وتخاف عليك وتحميك .
سلامي أليك من أعماق قلبي ومن كل شيء في داخلي يصرخ باسمك كل يوم .