التحرش الديني .. بركان مصر القادم – لا محالة



حسين عبد العزيز
2013 / 4 / 4

حضرت خطبة الجمعة بالمسجد القريب من بيتي. جلست استمع إلى الخطيب الموظف [نعم الخطيب ما هو إلا موظف فهو ليس لديه أي موهبه تميز عن باقي الناس. غير أن حظه أدخله كلية تقبل الطلبة الجدد بأي مجموع وتمنحه شهادة بأي نتيجة. لذا فهي تضخ كل عام كميات رهيبة من شباب أصبح فجأة يرى في نفسه أنه هو الحل لهذه البلد وأهلها وأنه الأمل وسر نهضتها كما قال لي أحدهم].
يا سيدي أن ما حدث في خطبة يوم الجمعة 9/11/2012 شيء خطير للغاية وينذر بكارثة سوف تسع مصر كلها.
فالخطيب وقف على المنبر ليؤدي عمله لأنه موظف ولا شيء غير أنه موظف وقال بكل ثقه.. (ان من ينتقدون الخطباء. كمن كان يهاجم الأنبياء والرسل).
رحت روحي وأنا اسمع الخطبة. فهو يشبه نفسه بالأنبياء والرسول ونحن بكفار قريش أو ال فرعون. أو الرومان.. أنها كارثة سوف تبلغ مصر لو لم يقف هؤلاء عند حدود عملهم الوظيفي).
وكل هذا يأخذنا إلى الموت الذي يأخذ من تفكيرنا جزءا كبير للغاية ولا أبالغ إذا قلت انه يأخذ كل تفكيرنا واهتمامنا لأننا لدينا اعتقاد كاليقين بأننا خلقنا لنموت ، وهذا الاعتقاد أو الفهم نابع من سوء فهمنا للدين ، وأيضا لان خطباء المساجد نجحوا فى إدخال هذا الاعتقاد إلى عقول الناس (وأبدا لن انسى الأمام الذى وقف يخطب خطبة الجمعة فى المسجد القريب من بيتى حيث قالها صريحة مريحة لا لبس فيها أو غموض (نحن خلقنا لنموت ) وهذا القول يحد من الرغبة فى المستقبل ويقلل من قيمة العمل أو الدراسة .
- هذا الخطاب الذى فى ظاهره دينى يهدم ويهدر ما يدعو اليه الدين . من العمل والأعمار لنا ولمن سوف نوحدهم فى هذه الدنيا التى لا نعلم ولا نعرف لها قيمة (غير الأكل والنوم والنساء والإنجاب وهؤلاء الخطباء يعتمدون على ظاهرة الأية الكريمة (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ) والعباد فى ظاهرها عمل يؤدى لكى يوجد الراحة النفسية لمن يؤديها أو بمعنى أخر العبادة توجد راحة الضمير ولا توجد شخصا قلقا .. مضربا يخافه الناس ولكى نعبد الله حق عبادة .. لابد لنا ان نعمل ونجتهد ونشقى فى العمل ثم نذهب الى العبادة ونحن فى راحة جسدية .. لكى نحصل على الراحة النفسية (راحة الضمير) وهنا وهنا فقط نكون قد حققنا غاية (الله) من خلق الانسان (واذ قال ربك للمليكة انى جاعل فى الأرض خليفة ، ) الآية 29 سورة البقرة
إن مشكلة المسلم الأن هى .أنه. فصل حياته عن واقعه وجعله يعيش على مراحل مجزءوه لا معنى و لا هدف منها . فنحن لو سألنا أى إنسان ما هى غايتك من الحياة . فلن يقدر أن يرد وان قدر فسوف يقول (عاوز اعبد ربنا) وثانى يقول (عاوز اربى عيالى ) وأخر يقول أنا عايش علشان أموت .. والثلاث اجابات بما جزء بسيط من الاجابة الصحيحة . فنحن لبد أن نعبد ربنا وأن نرى عيالنا فى النهاية سوف نموت ..لان الموت نهاية كل مخلوق لكن رسولنا الكريم يقول ينقطع عمل ابن أدم الا عن ثلاث 1- علم نافع 2- ولد صالح 3- مال ينتفع به) والثلاث لا يتحققو الا بالعمل .؟ والعمل الجاد الذى لا يعرف التهاون والتكاسل – لان خلقنا فى المقام الأول لكى نعمل نعمر الأرض – لكى نكون خليفته لكى نكون نموذج صالح فالح بين مخلوفات الاخرى التى (أبت أن تحمل الامانه )
وأول مراحل العمل الجاد هى توضيح وتشريح الأشياء البسيطة والغامضة والتشريح لا يأتى الا عن طريق الفلسفة – وقد أشتهرت فى الحضارة الأسلامية هذه العبارة الذكية (: انها حضارة تدينت فيها الفلسفة – وتفلسف فيها الدين ) لكن ما أن بداء زمن وأد الفلسفة وعلم الكلام وقد عم الجمل وانتشرت الخرافه فى كل مكان وفى كل مجالا ولا أمل فى الاصلاح والفلاح لكن الامل فى وجه الله كبير
-إن الفيصل بين المخلوقات كما هو مبين فى الاية الكريمة (وعلم أدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صدقين (31) قالوا سبحنك لاعلم لنا الا ماعلمتنا إنك انت العليم الحكيم (32) ) التى يمكن ان نقرأها من جديد هو العلم لان العلم – عنصر مكتسب يكتسبه الفرد من مصدر اعلى منه وأعلم ولديه المقدرة فى أن يعلمك (لانه يمكن ان تقابل شخصا عالما لكن ليس لديه المقدرة أن يعلم علمه ؟!!!) مداخله اخرى (الدكتور فى المحاضرات والطالب وهو يسمع ويتعلم من الدكتور !!!!)
- لان الإيمان لو كان هو الفيصل لكانت الملائكة هى الأفضل بكل المقاييس وهل فى هذا جدل ولبد للخليفة أن يكون على مستوي المهمة الموكلة له فلا يتقاعس عنها لأنه لو تقاعس عنها فلن يكون حاله أسوء مما نحن عليه لأننا أدعينا فهمنا للدين وخدعنا أنفسنا وادعين فهمنا للحياة وخدعنا أنفسنا أيضا ؟!!!

- إن القران الكريم – كتاب القلب ...نعم القرآن كتاب القلب اى انه ما أن ما بدخل قلب انسانا ما ويتمكن منه ويتفاعل هذا الإنسان معه (كما يتفاعل الإسفنج والماء )ويمتزج به وتسير حياة هذا الانسان حسبما يريد القرأن هنا وهنا فقط نجد الانسان انساناً جديراً بأن يكون خليفة (الله) فى أرضه وهذه النقطة توضح لنا أن المستشرق يدرس ويحلل القرآن ولا يأمن به .. لأنه يدرسه من الجانب العقلى .ولم يصل القرآن إلى قلبه .
- والقرآن كتاب علم – لا يفهمه الا من لديه علم – لكن حالنا سوف يبقى من العلم هكذا –دمنا نخاف من المستقبل . وكأن المستقبل ضد الدين – شئ يجب محاربته . وبما ان المستقبل يعد فى أبسط تعريفاته هو العلم فى مرحله جديدة – مرحلة مازالت فى الرأس فى المعمل – على وشك ان تتحقق وتكون فعل مادى ملموس بمعنى انا استعد ان أسافر إلى القاهرة غدا أو الأسبوع القادم التى ما أن أصل أليه حتى تتحول إلى واقع وفى الواقع أفكر فى المستقبل – فربما اعقد اتفاقا مع ناشر (ما) أو أسافر إلى بلد ما كى ادرس أو أعمل أو ما شابه ؟!!!
- والان ما هو الموت هذا الشئ الذى نتجرعة ليل نهار. فهو ان لم يأتينا من خطباء المساجد. فأنه يأتينا من نشرات الأخبار وان لم يأتينا من نشرات الاخبار فأنه يأتينا من حوادث الطرق وأن لم يأتينا من حوادث الطرق فأنه يأتينا من اليأس الذى نعيشه – فالراوى كتب فى صدر روايته (1934) للروائى الإيطالى البرتور مورفيا (كيف يكون الإنسان يأسا دون أن يتمنى الموت) ومن خلال تلك القاعدة فنحن جميعا نتمنى الموت – لأننا نعيش اليأس بكل أنواع ومراحله وأنت (أيوه) أنت الا تجد فى الموت راحة لك من مشاكلك التى لا تجد لها حلاً. وما أن تعلم ان صديق لك قد مات حتى تجد لسان حالك يقول (البقاء لله ... والله يرحمه أهو ارتاح من الدنيا وبلويها. وأهو حظه حلو هى يلقى حد يشيل خشبته ....).
- أن الموت يعنى فى أقل وأبسط الكلمات .. انفصال شيئان عن بعضها البعض وكل شئ يذهب الى محله الأول.
- الروح الى بارئها – والجسد إلى باطن الأرض لكى يتحلل ومن ثمة يذوب فى أمه (الأرض).
- لكن مشكلة الموت الأزلية والتى بلا حل وتواجه كل إنسان هى ما هو موقفه ما أن يغلق عليه باب القبر – لأنه فى تلك اللحظة سوف يتحدد مصيره الأزلى نتيجة على أفعاله التى فعلها.