الذكر الفحل والمرأة العسل



نعيم عبد مهلهل
2013 / 4 / 7

الذكر الفحل والمرأة العسل


يشكل تخيل اللقاء الذي تم بين يوسف ع وأمراه العزيز واقعة أكاد أرى بوضوح اللقطة السينمائية مشهدها في مستويات لا تنتهِ من تفسير ما جرى على مستوى التعشق والشهوة والأيمان وانطلاق الغريزة الأنثوية خارج حدود العقل لتبدأ لدى الأنثى فضيحة أن يكون هذا الوسيم لها وهي بذلك تهدم السور الذي يفصلها عن الذي تريده في لحظة التشوق والشهوة وانفجار الغريزة باتجاه من تظنه يطفئ لهفتها .
أن مثل تلك النوازع يقول أستاذ في كيمبرج : تقودنا لحدوث كل ما قد نتصوره اتجاه تلك الرغبات المنفلتة من أحدنا ولكننا لا نسيطر إلا بعد حدوثها .
العلم يرى هذا نتاج تفاعلات ما في خلايا الدماغ تدفعنا إلى تصور المحرم والممنوع ممكنا . مشاعر امرأة العزيز تقع في هذه الخانة . وكذلك رد فعل النبي الوسيم ، وبين الردين تقع نقطة الحديث عن شجن الكائن والتكوين في رغبات المرأة التي قد لا تقارن في هذه الخانة برغبات الرجل ولكن طعمها يفوق طعم الرغبة الذكورية ، فالفرق كبير ومثير بين رجل يتمنى امرأة وبين امرأة تتمنى رجل .
هذه مشاهد من أدب الإنسانية وكان عليَّ أن أمر أو أعرجَ على الكثير من الذين تخيلوا فكرة أن تنمو مثل تلك المشاعر باتجاهات تحددها العلاقات والتعايش وشحنة الحب وتناقضات المجتمع.
في الأدب العربي هناك نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والروائي اللبناني اسكندر رياشي كأمثلة من بين عشرات الكتاب وفي الأدب العالمي فأنا أميل لأربع البرتو مورافيا وفرانسوا ساغان ومارغريت دورا وغابريل ماركيز .
هؤلاء تحدثوا أو حكوا لنا ماكان سيحدث في شجن العلاقة العاصفة بين الذكر والأنثى ، كل واحد بطريقته الإبداعية الخاصة وبحدود مستويات وعي متفاوتة حضاريا وإبداعيا .
مورافيا كان يصنع حسا أباحيا في جعل مثل تلك المشاعر مفضوحة بالرغبة الحديثة لدى الأوربي . ماركيز يعالجها بطريقة أسطرت الواقع وفنتزته فيما يعكس نجيب محفوظ الشعور الشرقي والبيئة ومحليتها على شحنة العلاقة داخل الفراش بين العشيق والمرأة المتزوجة ويظهر لنا ذات الانعكاس الذي ولد في خلايا امرأة العزيز الدماغية .
من يقرا رواية العاشقة لمارغريت دورا يجد المشاعر الجديدة في رداء الحضاري المشتغل على هاجس الاستعمار وترى نقائض الثقافة المهزومة أمام سطوة الرغبة والإرادة . أن الأمر يخضع برمته لطبيعة المكان وحسيته .
يقول فرويد : الغرائز تتبع الأفعال والفعال تتبع الغرائز .
هذا يعني أننا في دوامة ونحن الذين نُشقَ من دبرٍ لندرك ما علينا فعله حين نلتقي بحالة مثل تلك . غريزتنا منفجرة أو غريزة الآخر ، وبالتالي فأن الباطن الذي فينا يقول : ينبغي أن نستسلم لخدر هذه اللذة ففي القادمات من الزمن ربما تصبح واحدة من أجمل الذكريات .
يظهرعلى المرأة وهي تفجر بأتجاه ما تريد تحقيقه شعورا منها بسطوة مستلبة أتت الآن لتحقق نصرها.
كان يوسف في قدرته على بث شحنة المودة لأي أنثى تراه يمثل نمطاً من فتوة الجمال الحسي والجسدي ، غير أن لحظة البرق التي كان يمتلكها وسط عينيه تصنع لديه دماثة خلق وخجل عجيب . كانت روحه مشعة بالرؤيا لكل زمن آت ومنها اكتسب قدرة نبؤته لمن سكن السجن معه . لهذا فأن حالة الفقدان لدى محضيات زوجة العزيز أتت من تلك القدرة الهائلة في بث إشعاع السحر في ملامح ونظرات الخجل والفتنة العميقة في عيون النبي لهذا كانت السكاكين تمضي في الجسد وهن لا يعلمن .