أنا اتحرش أنا موجود



سيومي خليل
2013 / 4 / 8

أنا أتحرش أنا رجل


الغريب أن تدافع المرأة عن المتحرشيبن بها جنسيا ؛ إنها عبارة يبرر بها الرجل تحرشه الجنسي... الإثنان لا يدريان أن الأمر متعلق بحالة عدم السواء النفسية لكليهما ؛ هي مازوشية ، علمها النسق الإجتماعي أن تلعب دائما دور الضحية ، وهو يتلذذ بمتعلقات العملية الجنسية دون أن يمارسها فعلا ، فيتحول التحرش عنده إلى نافذة على العملية الجنسية المتخيلة .

الأكثر أهمية لهما - الأنثى التي يستهويها التحرش بها والذكر المتحرش بها -هو أن يعلما أن هناك إناث وذكور يندرجون ضمن حالة السواء النفسية ؛ لا تقبل المرأة السوية التحرش الجنسي بها / ولا يتقرب الرجل السوي منها عبر التحرش الجنسي .

هي الملابس ... إنظر إلى طريقة إرتدائهن جد الفاضحة ، ألا يسهمن في إكثار التحرش الجنسي بهن؟؟؟؟ ؛ هذا تبيرير آخر يعتقد صاحبه أنه تبرير جد منطقي ، وتبرير
جد معقول .

كي نخبر صديقنا هذا بتهافت تيرير تحرشه الجنسي سنسرد عليه النقط التالية ؛ أولا ملابس النساء أمرهن الشخصي ، إنها حريتهن، والأكيد أنهن يرتدين ما يرتدينه أخواتهن في نفس البنية الإجتماعية ... ثانيا ، تحرشك الجنسي يتعدي حريتك ليزعج حريتهن ، فأنت تضايق الأنثى في حقها في إمتلاك الحرية ، فحين تقول ملبسك أيتها الجميلة سبب تحرشي بك ، فأنت تدعوها للتخلص عن حقها فبي إختيار ملبسها ... ثالثا ، هل إذا غيرت ملبسها ستغير أنت تحرشك بها ؟؟؟ الأكيد لا ... والدليل على ذلك أن كل المارات بالشارع الذي بجانبه المقهى الذي أجلس فيه يتعرضن للتحرش ،كلهن سواء في عملية التحرش ... بل سأقول لك عبارة التحرش هذة التي سمعتها موجهة لإحدى المنقبات ؛ إلا يحذتي لبس غراب هاذا غ تكوني قنبولة ...*

إن المسألة متعلقة بإرتباط التحرش الجنسي بفكرة الرجولة والفحولة التي يغذيها المجتمع في أذهان الجميع .

أتدري أنك إن لم تكن من حزب المتحرشين جنسيا في هذا المجتمع ، فأنت غير رجل ، ولست بفحل ، وهناك شيء ما شاذ فيك ؛ لاحظوا غير المتحرشين بالنساء بات فيهم شيء شاذ ، أو أنهم كلهم شواذ ... يا لمجتمعنا التحفة .

الكوجيطو الجنسي *عفوا رونيه ديكارت على هذا اللعب المقصود بعبارتك * سيصبح كالتالي ؛ أنا أتحرش جنسيا أنا رجل .

خذ هذه الصورة لمنطق الزيف هذا ؛ في الحافلة ، وما أدراك ما الحافلة ، يأمر أب إبنه، الذي لا يتعدى خمس أو ست سنوات ، أن يضرب مؤخرة فتاة واقفة أمامه ، ينفذ الإبن الصغير الأمر ويعود مسرعا إلى حضن أبيه ، ينفذ الأمر أكثر من مرة ، هناك رجل، هناك رجلان، مجموعة من الرجال يضحكون ويشجعون الأمر ... إن الإبن سيفهم منطق الرجولة والفحولة بالمقلوب ، سيفهمه تماما كما يوجد في المجتمع ، فلا تتوقعوا في القريب أن تكون قيمة المرأة عندنا في الشارع ،وفي المؤسسات ، خالية من عنصر إثارتها الجنسية .