نعم للغزل لا للتحرش



مراد سليمان علو
2013 / 4 / 11


أصل التحرش عند جميع الكائنات هو الاستعراض وغالبا ما يقوم بالأستعراض أول الأمر الذكر ، يستعرض جماله أو قوته .. قدراته .. الخ ليفوز بقلب الأنثى وبالتالي توافق عليه رفيقا لها في مواسم التزاوج ويبدو إن هذا الأمر كان منتشرا بيننا نحن البشر أيضا بدليل أن الشباب الأعزب لبعض القبائل الأفريقية لا يزال يقوم باستعراض جماعي لجمال عيونهم ورشاقة أجسادهم في يوم معين لتختار الفتيات الراغبات بالزواج أزواجا لهن من بين المستعرضين مما يعني إن الذكر كان يعتني بصفاء وجهه ونظافة بدنه ليلقي قبولا لدى أنثاه بعد أن يستعرض أمامها مفاخرا كما هو الحال عند الطيور والحيوانات الأخرى .
وبطرق عديدة عاون التاريخ الرجل في أن ينحرف عن مساره المرسوم له وكان أول حرشه منه أن جعل المرأة هي من تقوم بالأستعراض أمامه وبات يسمعها ما لا يرضيها إلى آخر القصّة الحزينة .
لاشك إن العديد من الكتاب قد أستجابوا للدعوة الكريمة لمؤسسة الحوار المتمدن بمناسبة عيد المرأة العالمي لرفد ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية ، وأنا نفسي كتبت مقالة أدبية بمناسبة عيدها بعنوان (النساء) في باب حقوق المرأة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات ، وتوالت الكتابات وأفترض فيها الرقي والاخلاص للموضوع ومن هذه الكتابات المتميزة قرأت للدكتور جمشيد ابراهيم نظرة ايجابية للتحرش وهي أربع مقالات متسلسلة وبما انكم لم تتفقوا على نوع التحرش في دعوتكم كما يقول د. جمشيد لذا سأتكلم عن القليل من التحرش والكثير من الغزل وهو ما يحدث في المجتمع الريفي الأيزيدي الذي أعيش فيه .
والبداية دائما هي المدرسة فلا وجود لمدرسة أبتدائية أو متوسطة أو أعدادية للبنين أو للبنات كلها مختلطة وتنشأ فيها رفقة وصداقات وربما قصص حبّ وهي أفضل من انتاج جيل ملتاث لا يعرف كيف يكلم فتاة ويتميز بكبت المشاعر تكون طريقة ابدائها غريبة وتقتصر على التحرش وربما تبدأ صفحة التحرش عندما يتحولون إلى المدن للدراسة في الجامعات والمعاهد .
لا أدعّي إن المجتمع الذي أعيش فيه خالي من العيوب أو المشاكل فهو مجتمع ريفي على كل حال ويحمل الكثير من عادات وتقاليد الريف المعروفة ، فالأغلبية يعرفون بعضهم البعض ، وبدلا من التحرش بفتاة يمكنك أن تتعرف عليها وأن تكلمها لا أن تقف بعيدا أو تمر بجانبها وتقول كلاما تستغربه هي قبل الآخرين .