دور المرأة بين التعثر والنهوض



شيدا حسن
2013 / 4 / 12


ان الشائع في الوقت الحالي عدد نسمة الاناث ثلاث اضعاف عدد نسمة الذكور ليس في العراق فحسب بل في جميع بلدان العالم. أضافة الى شعارات وحِكم وأقاويل كثيرة تتغنى بدور المرأة المهم في أنشاء مجتمع مثالي خالي من الامراض الاجتماعية اذ تم تنشأة المرأة بالصورة الصحيحة, فبناءاً على ما سبق من المفروض ان الاغلبية هي النسوية فيجب ان نعيش في مجتمع نسوي بحت.. أي ان تكون السلطة والقيادة في المؤسسات الحكومية والسياسية والحزبية والاعلامية والعسكرية والوطنية و.... الخ هي تحت ادارة النساء بنسبة الاغلبية, لكن لو اجرينا احصائية للشوارع و المؤسسات والاسواق فا ن نسبة الذكور هي ثلاث اضعاف الاناث, و اصحاب السلطة والادارات واصحاب الدكاكين و.... حيث معضمها للذكور(خاصة في خانقين) والمجتمع بصورة عامة ذات طابع ذكوري (كون النساء ملازمة للمنزل فيجب ان لاتخرج كثيرا لانها تمثل شرف الاسرة فخروجها من المنزل يهدد سلامة سمعة تلك الاسرة احياناً!!!) رغم اننا في قرن الواحد والعشرين!!
عندما تحاول امرأة ما ان تخطو خطوات جدية نحو سلم القيادة والادارة بغض النظر عن ذلك المجال ستواجه معركة شرسة تفوح منها الاساليب الملتوية المؤذية الغير نزيهة لشل حركتها وبدون رحمه فلم ذلك؟ فقط لانها امرأة وليست رجلا وهذه المواجه سوف لن تكون من قبل الرجال فحسب بل قد تكون من قريناتها النساء ايضا متناسين كفائتها و اولويتها في تولي المنصب, وقد يشعر القارئ باني اطرح موضوع غير مهم او يقول مع نفسه ماذا تريد النساء؟ لا نفهم, فهن يحظن بما يُردن حيث يذهبن للعمل ويدرسن ويخرجن ويشاركن في الانتخابات وسياقة السيارات ... وغيرها, إلا انني اريد ان اوضح بان التي وصلتها أغلبية النساء حاليا قليل جدا مقابل الذي تقدمه للمجتمع والرجل بصورة خاصة, فالمرأة تذهب للعمل كما يفعل زوجها ولها دخل مادي يوازي دخله او اكثر منه, اضافة الى ذلك فهي التي تعتني بالاطفال وتشرف على تدريسهم وتقوم بالاعمال المنزليةوتمارس هواياتها وقسم قليل جدا منهن يحظن بمساعدة الزوج وكمحصلة يظهر لنا ان المرأة تقوم باعمال ومسؤوليات ضعف ما يقوم به الرجل, وهذا يعود لقابلية التحمل و الصبر لديها بالاضافة الى ذكائها وحكمتها واتزانها للسيطرة على الامور (لكل قاعدة شواذ) وهنا من الضروري ان ابين اني لا اهمل دور الرجل او اقلل من تقديره الا ان الاخير لايحتاج الى الحماية كونه مدعوم بحصانة المجتمع.
السبب في طرحي للموضوع هو ضئالة دور المرأة في محيطنا مقارنة بالمجتمعات الاخرى وعدم وجود دور بارز للنساء اللواتي من اصحاب المراكز المهمة في جميع المؤسسات لدعم شؤون المرأة. كما نلاحظ محاربة بعض المدراء او المسؤولين للناشطات منهن بأقسى الطرق والوسائل كالتحرش وطعنها في شرفها او ابتزازها بشئ ما او تخطيط مؤامرة لها....والخ.
كما يجب ان لا ننسى المرأة في القرى والارياف, لان حال التي تعيش في مراكز المدن افضل بكثير جدا من قريناتها اللاتي تعيش في الارياف وأدرى بحقوقهن ومعرفة كيفية المحافظة عليها, كما ان الرجال في مراكز المدن يتسمون بشخصيات ذكية اكثر من رجال الارياف في التعامل مع النساء وتقديرهن ومعرفة التعامل معهن بالصورة اللائقة على الاقل, الا ان المأساة الحقيقية هي التي تعيشها نساء وفتيات الارياف فهن يتعرضن لاقصى حد من سلب الحقوق, وقد لا تعرف او تشعر بذلك وتعيشه بشكل اعتيادي, مثلا حرمانها من حقها في التعليم تحت حجة المحافظة على شرف الاسرة اي تحميل فتاة صغيرة مسؤلية حماية سمعة وشرف العائلة؟! (يا ترى ماهي مفاهيم الشرف في مجتمعنا؟؟!!) لكن الغرض الرئسي من حرمانها من التعليم هو استغلالها لانجاز الاعمال المنزلية وتربية إخوتها من اصغر سنا او الاهتمام بالمواشي او ذهابها للعمل في المزارع. و تزويجها بسن صغير قبل اكتمال شخصيتها او حد القانوني المحدد للزواج او قد تتزوج وهي طفلة!!, واعطائها مصرف يومي اقل من اخوانها الذكور لكونها فتاة !! او قد لا يخصص لها مصرف يومي!!, وقد تصل الدرجة الى حرمانها حتى من شراء ثوب بسيط وان حصلت عليه سيكون بعد عناء طويل. وقد تتعرض للضرب المبرح لسبب بسيط ككسر قدح زجاجي صغير او فقط لان الرجل مغتاض من سبب ما خارج المنزل وتمر تلك المسكينة من امامه او تقول كلمة صغيرة اثناء غضبه او بكاء طفلها الصغير, فينهال عليها بالضرب والشتائم!!! ويجب ان لا ننسى تعدد الزوجات وهناك العديد من المشاكل الاخرى التي ليس بالمقدور طرحها هنا لكثرتها.
ولحل هذه المشاكل يجب تفعيل دور منظمات المجتمع المدني والمؤسسات النسوية والاعلام و لفت انتباه النساء القياديات في المجتمع لاشراكهن في حل المشاكل النسوية المعاصرة سواء في مراكز المدن او الارياف ومحاربة اضطهاد المرأة واقامة دورات وندوات مكثفة للرجال والنساء ايضا وفي مدارس الابتدائية والثانوية, ومدارس البنات ومدارس البنين وحتى الكليات والجامعات والاحزاب السياسية ايضا ونشر بوسترات توضيحية وبرامج اذاعية بجميع انواعها لتوضيح حقوق وواجبات المرأة ودفعها لاخذ حقوقها قانونيا, و توضيح اهمية التعلم لكل فتاة صغيرة وحتى البالغة. تعليمها كيفية الدفاع عن النفس وألتجائها الى المراكز النسوية ان تعرضت لقهر او ايذاء او استغلال.
وتكثيف برامج التوعية في الارياف عن طريق منظمات المجتمع المدني في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات لتوعيتهم بالتعامل بانسانية مع البعض (الرجال والنساء) واعطاء فرصة اكبر للنساء بإقتناص مراكز ادارية مرموقة وعدم تهميشها لانشاء مجتمع واثق من نفسة يخطو خطواته بثبات نحو مستقبل مشرق.