من كتاب (بصدد تحرير المرأة ) فلاديمير لينين



اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2013 / 4 / 15

جزء من خطاب ألقاه الرفيق فلاديمير لينين في كونفرنس العاملات اللاحزبي الرابع لعموم مدينة موسكو 1919
من كتاب (بصدد تحرير المرأة ) فلاديمير لينين
اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
إن وضع المرأة نظرا لانشغالها بالاقتصاد المنزلي , لا يزال مقيدا. فلأجل تحرير المرأة كليا و لأجل مساواتها فعليا بالرجل, ينبغي أن يتوفر اقتصاد اجتماعي عام, و أن تشترك المرأة في العمل الإنتاجي العام. و آنذاك سيكون وضع المرأة مماثلا لوضع الرجل.
يقينا أن المقصود هنا ليس مساواة المرأة في إنتاجية العمل, و مقياس العمل, و مدته و شروط العمل, الخ, بل المقصود إلا تكون المرأة مظلومة من جراء وضعها الاقتصادي خلافا للرجل. و انتن جميعكن تعرفن انه حتى في ظل المساواة التامة في الحقوق, يبقى على كل حال ذلك التقييد الفعلي للمرأة, لأنهم يحملونها شؤون الاقتصاد المنزلي كله, و هذا الاقتصاد المنزلي هو في أغلبية الحالات, أقل الأعمال التي تقوم بها المرأة إنتاجية, و أكثرها وحشية و أشدها و وطأة و إرهاقا, و هذا العمل في منتهى الحقارة و الصغر, و لا ينطوي على أي شيء من شأنه أن يسهم بقدر ما في تطوير المرأة.
و نحن إذ نتبع المثال الأعلى الاشتراكي, نريد أن نناضل في سبيل تحقيق الاشتراكية كليا, و هنا يفسح أمام المرأة مجال كبير جدا للعمل. و نحن ألان نستعد جديا لتمهيد التربة من أجل البناء الاشتراكي, و الحال , لن يبدأ بناء المجتمع الاشتراكي إلا متى عمدنا, و قد توصلنا إلى مساواة المرأة التامة, و انكببنا على عمل جديد مع المرأة المحررة من هذا العمل التافه, المخبل غير المنتج. و هذا العمل يكفينا لسنوات عديدة, عديدة.
و هذا العمل لا يمكن أن يعطينا نتائج عاجلة و لا يحدث تأثيرا باهرا.
نحن ننشئ مؤسسات نموذجية, أي مطاعم نهارية ودور حضانة من شأنها أن تحرر المرأة من العمل المنزلي, و هنا يوضع على عاتق المرأة بالذات و أكثر ما يوضع هذا العمل الهادف إلى تنظيم و تسيير جميع هذه المؤسسات. ينبغي الاعتراف بأن هذه المؤسسات التي من شأنها أن تساعد المرأة على التخلص من وضعها كعبدة بيتية, هي ألان قليلة جدا في روسيا. إن عددها ضئيل, و الظروف التي تجابهها الآن الجمهورية السوفييتية, أي ظروف الحرب و ظروف التموين على السواء, و عنها حدثكن الرفاق هنا بالتفصيل, تعيقنا عن هذا العمل. و لكنه يجب القول مع ذلك أن هذه المؤسسات التي تنقذ المرأة من وضع العبدة البيتية تظهر حيثما تتوفر لذلك اصغر إمكانية.
في ظل المجتمع الرأسمالي السابق, كان الانشغال بالسياسة يتطلب إعدادا خاصا, و لهذا كانت مشاركة المرأة في السياسة حتى في أكثر البلدان الرأسمالية تقدما و حرية, مشاركة تافهة جدا, و مهمتنا ان نجعل السياسة في منال كل امرأة تشتغل. و ما أن يقضى على الملكية الخاصة للأرض و المصانع ويطاح بسلطة الإقطاعيين و الرأسماليين, حتى تصبح مهام السياسة بالنسبة لجماهير الشغيلة و النساء الشغيلات مهام بسيطة, واضحة و في منال الجميع.
إن المرأة في المجتمع الرأسمالي محرومة من كل الحقوق إلى حد أن مشاركتها في السياسة تبدو تافهة بالقياس إلى مشاركة الرجل, و لكي يتغير هذا الوضع, ينبغي أن تقوم سلطة الشغيلة, و آنذاك ستشكل المهام الرئيسية في حقل السياسة كل ما له صلة مباشرة بمصير الشغيلة أنفسهم. و هنا لا بد من مشاركة النساء العاملات, لا الحزبيات و الواعيات منهن و حسب, بل أيضا اللاحزبيات و الأقل منهن وعيا . و هنا تفسح السلطة السوفييتية أمام النساء العاملات مجالا واسعا للنشاط.