ادفنوا نساء القبيلة



حسين عبدالله الناصر
2013 / 4 / 16

فى الأيام الماضية أرهقت نفسى بالتفكير فى حل للأزمة العميقة التى يُعانى منها إخوتنا فى تيار الإسلام السياسى والتيار السلفى ، أزمة المرأة ؛ إخوتى فى الإنسانية أنا أشعر بمعاناتكم ، هذا الكائن البغيض لا تجدون له حلأً ، فلو غطّت شعرها هيّجتكم الخدود ، ولو تنقّبت هيجتكم العيون ، ولو أخفت عيونها هيّجكُم هفيف الثوب الأسود على الجسد ، ولو لزمت بيتها خفتم أن تشاهد التلفاز فتُفتن وتعجبها فكرة البغاء وتُصبح مومساً لأنها بطبعيتها ناقصة العقل والتربية وتسبح فى دمها جينات الدعارة ، بصراحة لا أملك إلا أن أقول أعانكم الله عليهن ، وقد وجدت لكم حلاً أراهُ عبقرياً ، ادفنوهن .

أثناء الإجتماع بين طلاب جامعة النهضة والإدارة اقترح أحد الزملاء فكرة تطوير إدارة مسجد الجامعة وإقامة صلوات الجمعه به ، وكـ تكفير عن الذنوب الكثيرة وافقت الإدارة فوراً على الطلب وبدأت إجراءات التطوير ، كلام جميل ، لكن البنات بالتأكيد مشكلة ، هل ستتركونهم يُنغصون عليكم صلاتكم ويُهيجونكم ويشغلونكم عن دخول الجنة ، ادفنوهن ، وإن لم تستطيعوا دفنهن تحت التراب فليكن فى مدينة البنات فلا يخرجن لصلاة الجمعة كما الشباب ، أومال .. عايزين الروس تتساوى ؟! ، هذة المخلوقات الحقيرة لا يجب أن تُزاحم فى مسجد الجامعة "الذى يكون فارغاً أصلاً معظم الوقت ـ صليت به مرتين فى صف من أربعة أشخاص !" ، انزل يابنى بفتوى لا يجوز خروج البنات للصلاة فى مسجد الجامعة علشان الزحمة وكى لا تقل المساحة المخصصة للشباب ، ولا أدرى كيف تسللت الفكرة إلى عقولهم أصلاً ، حتى أثناء تجهيز المسجد كانت المرأة تشغل عقولكم ! ، ادفنوهن واستريحوا .

لا تأخذكم بهم رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ، لا تقُل لى أنّى أستخدم الآية فى غير موضعها ، اعتبرنى فرد من الجماعة يا أخى ، كلما تحدثت مع أحدكم يُتحفنى بآيات قرآنية لا علاقة لها بسياق الحديث إلا محاولة إضفاء شرعية دينية على كلماته ، يمكن إستخدام هذة الطريقة من أجل الدفن الشرعى لشيطانات الإنس ، يمكنكم مثلاً إستخدام آية "وقرن فى بيوتكن" حتى تلزمهن بالجلوس فى البيت كقطعة أثاث ، ولو ردّت إحدى المتحذلقات بأن هذة الآية نزلت فى نساء النبى وأنك تستخدمها فى غير موضعها فقُل لها أن الحُكم عام لكل نساء المسلمين ، ولو قالت لك أن بداية الآية "يا نساء النبى لستن كأحد من النساء" وبالتالى لا يجوز تعميم أحكامهن على كل النساء ، فلا ترد عليها هذة الفاجرة الداعرة المتفلسفة بنت الكلب ، فقط قُل لا حول ولا قوة إلا بالله استغفروا الله إن شاء الله بسم الله صدق الله العظيم ولا مانع من قراءة المعوذتين وصدقنى سيقتنع بك الجميع ، لأنك راجل بتاع ربنا ، والغريب فى مجتمعنا أن تعبير "بتاع ربنا" يُمكن إطلاقه على قيادى فى حزب إسلام سياسى ويمكن أيضاً إطلاقه على أى متسول مصاب بمتلازمة داون يُطلق لحيته ، سبحان الله .

من حقك كمواطن "بتاع ربنا" أن تفعل أى شئ ، تستخرج أى فتوى ، تسجن أى امرأة ، من أجل إرضاء بتاعك . ولا تقلق يا صاحب الحقيقة المطلقة ، لا تشغل نفسك بالقلق ، اشغلها بالدعاء على كل من يخالفونك بالنار والسعير ، أو بالهداية لو رقَّ قلبك .. وليست أى هداية إنّها هداية سوبر لوكس إلى أسلوبك فى الحياة ، فمن وافقك اهتدى ومن خرج عنك ابتدع . وكل بدعة ضلالة ما لم تكُن مفيدة لك ، فإن كان فهى بدعة حسنة وإن لم يكن فإن شر الأمور محدثاتها يا أخى . وهؤلاء الداعرات اللاتى يخرجن هُنا وهُناك يتجوّلن ويتراقصن بأجسادهن التى يؤذيك جمالها وينكّد عليك حياتك ، هؤلاء الداعرات اللاتى قد ألفن الخروج إلى الأسواق ، بيدك الأمر ، تأمر بهنّ فيُدفنْ ، يُرجمن ، يُجلدن ، تن تن . ما أقوله ليس من وهج خيالى لكنها كلمات أحد أعلام السلفية الإليكترونية على الفيسبوك ، حيث يتساءل بأريحيه كيف يجوز لنا شرعاً أن نترك النساء يجُلن ويصُلن فى الجامعات التى ظهرت بها كل الموبقات ، سأنصحكم نصيحة بريئة من طالب جامعى عايَشَ المشكلة واهتدى للحل ؛ ادفنوهن .

صدقنى لا أسخر منكم ، وما يكون لى أن أفعل وإلا سوف تُسمعونى قول الله تعالى "إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون" ، ولن أستطيع أن أقول لكم أنّها آية نزلت عندما سخر كفار قريش من المسلمين الجدد ، أنا مدرك جيداً أنكم تشعرون وسط هذا المجتمع الجاهلى بنفس شعور المسلمين الجدد ، وأنّى من كفار قريش ، لكن استمعوا إلى نصيحتى واعتبرونى حتى أخوكم فى القبيلة ، ادفنوهن ، وهذا فى رأيى هو الصواب ، دفن تام لا يُبقى أى جزء من التاييرات الملونة ، ولا تظهر أطراف الفستان الفاجر من فوق التراب ، إنهُنّ يُثرن شهوتكم البريئة ، والشهوة عيب ؛ أو هكذا أقنَعَكَم شيوخكُم .

****
لماذا نحنُ مزدوجون إحساساً وتفكيرا ؟

لماذا نحنُ أرضيّوُنَ سطحيّوُنَ نخشى الشمسَ والنورا ؟

لماذا أهلُ بلدتنا يُمزقهم تناقضهم ..

ففى ساعات يقظتهم .. يسبُّونَ الضفائرَ والتنانيرا ..

وحين الليل يطويهم .. يضُمُّونَ التصاويرا !

نزار قبانى