المرأة مثل البهيمة عند العرب



جهاد علاونه
2013 / 4 / 19

أنا شاهد على العصر الذي أعيش فيه,ففي قريتنا إذا أخطأت المرأة لا يتم محاسبتها أمام العرف والقانون بل يحاسب ولي أمرها وكذلك البهيمة يحاسب صاحبَها على زلاتها وكافة سلوكياتها,وتعتبر المرأة مثل البهيمة غير مسئولة عن تصرفاتها.

اللي عنده أرض زراعية وتم الاعتداء عليها من قِبَلْ حيوان أليف مثل البقرة أو الثور أو العجل يأتيه صاحب الأرض مباشرة ليشكو له ما فعلته بقرته بأرضه,طبعا من المستحيل أن يذهب الإنسان إلى البقرة نفسها للتحاور معها وللنقاش معها في نفس الموضوع,ولكن لماذا لا يذهب المتضرر أو المشتكي إلى البقرة نفسها للتفاوض معها ووضع حلول وبدائل لحل الإشكالية المعقدة بين الطرفين؟ الجواب بسيط ذلك أن البقرة لا تعي ما تفعله ولا تتصرف إلا وفق غريزتها الحيوانية ولا تفهم ولا تعقل وهي أيضا غير ناطقة,وإذا قام أحد الكلاب بالاعتداء عليّ أو عليك بالعض فإنك تذهب فورا إلى صاحب الكلب لتشكو إليه ما فعله كلبه بك ليعاقبه كما تذهب لصاحب البقرة ليعاقبها عن طريق تسديد فوهة فمها إما بالتبن وإما بالصويا أو من خلال نقلها من الأرض التي اعتدت عليها إلى أرض أخرى ومنعها بشتى الوسائل من دخول أراضي المجاورين لك..ومن المستحيل أن تفتح أنت أو أنا نقاشا مع الكلب أو مع البقرة أو الثور أو العجل لتعرف منه سبب اعتدائه على أراضي ومزروعات الناس ذلك لأن كل تلك الحيوانات ليست عاقلة وغير مسئولة عن تصرفاتها ويبقى صاحبها هو المسئول عنها وعليه أن يقوم بتربية حيواناته الأليفة وغير الأليفة أحسن تربية لكي تكف عن إيذاء الناس,وإلا فإن لغة التهديد والوعيد هي التي تحل المسألة والإشكالية برمتها.

هذا التعامل مع الحيوانات في مجتمعنا العربي يتم بنفس الطريقة التي تُعاملُ فيها المرأة العربية,فالزوج مثلا إذا أخطأت زوجته معه وإذا اخترقت بعض الأعراف الاجتماعية السائدة يذهب فورا زوجها إلى أهل زوجته, إلى أبيها وأخيها.. أو عمها أو خالها,فإذا فشلت مفاوضاته مع الأب يلجأ الزوج إلى أخ الزوجة وإذا تحول النقاش إلى عِراك بالأيدي والأسلحة الخفيفة يذهب الزوج إلى خال الزوجة أو إلى أقاربها الأقربون ومن ثم الأبعدون, ليشكو ما أصابه من الزوجة من خلال سلوكها وتخيلوا معي هذا التصور وهو أن الزوج يناقش ويحاور كل أقرباء زوجته وفي النهاية يلجأ إلى الزوجة نفسها لحل المشكلة معها مباشرة,وهذا يأت بعد أن اعتبرها بهيمة أو كلبة أو حيوانا لا يعي ولا يدرك حقيقة تصرفاته,والزوجة صاحبة المشكلة هي آخر من تساهم وآخر من تبدي رأيها في قضية هي بالأصل لا تخص أباها ولا تخص أخاها أو عمها أو خالها..

فلماذا يتصرف المجتمع العربي مع الزوجة كما يتصرف مع البهائم والحيوانات غير العاقلة؟ولماذا لا تزوج المرأة نفسها بدون ولي الأمر؟ مع وجود ولي الأمر,ولماذا لا تؤم المرأة العربية المسلمة المصلين في الصلاة,ولماذا لا يتم تعيينها قاضيا شرعيا؟ولماذا محرومة من قيادة السيارات في السعودية علما أنه لا يحرم من قيادة السيارات إلا المريض غير المسئول عن تصرفاته وكأن المرأة هنا نصف إنسان أو بنصف عقل الرجل فكما تتم مناقشة هذه القضية في الميراث يتم أيضا قياسها على كل المستويات لذا المرأة في الدول العربية الإسلامية بنصف عقل أو حتى بلا عقل نهائيا,فعلى حسب ما جاء في السطور الأولى المرأة لا يتم محاسبتها على ما تفعله بل يحاسب ولي أمرها وليس هي مثلها في ذلك مثل البهيمة التي اعتدت على زرعك فشكوتها إلى صاحبها,ولتم أيضا مصادرة الحريات العامة وغلق مؤسسات المجتمع المدني,المرأة بنصف عقل... ولو طبقنا الشريعة الإسلامية على معظم سكان الأرض لتم حجب المرأة من كل المواقع ولتم حرمانها من كل الحقوق المدنية.. الجواب على هذه المسألة أن المرأة العربية المسلمة عبارة عن حيوان أو بهيمة في لغة ومفهوم المجتمع الذي تعيش فيه.