الرأسمالية وعمل النساء



اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2013 / 4 / 22



ان المجتمع الرأسمالي المعاصر ينطوى في احشائه على كثرة من حالات الفقر والاضطهاد التي لا تفقأ العين في الحال، فان عائلات البرجوازيين الصغار والحرفيين والعمال والمستخدمين وضغار الموظفين المشتتة تعيش في فقر مدقع بصورة يتحيل وصفه، وتسد حاجاتها ببالغ الجهد في افضل الاوقات. والملايين الملايين من النساء في مثل هذه العائلات يعشن (او، بالاصح، يتعذبن) حياة (العبدات البيتيات) محاولات ان يطعمن ويلبسن العائلة ببعض الدريهمات، وبثمن جهود يائسة يومية و "التوفير" في كل شيء، ما عدا عملهن.
ومن هؤلاء النساء، يأخذ الرأسمال لنفسه، بأكبر السرور، عاملات للعمل البيتي، مستعدات "لكسب" كسرة "اضافية" من الخبز لانفسهن ولعائلاتهن لقاء اجرة زهيدة للغاية. ومن هؤلاء النساء بالذات، يأخذ الرأسماليون في جميع البلدان لانفسهم (مثل مالكي العبيد في الازمنة الغابرة والملاكين الاقطاعيين في القرون الوسطى) اي عدد كان من الخليلات باسهل الاسعار "منلا". ولا يمكن لأي " لأي "غضب اخلاقي" (منافق في 99% من الحالات) بصدد الدعارة ان يفعل شيئاً ضد هذه المتاجرة باجسام النساء :فما دامت العبودية المأجورة قائمة، فان الدعارة ستظل قائمة حتماً. ان جميع الطبقات المظلومة والمستثمرة في تاريخ المجتمعات البشرية كانت دائماً مضطرة (وفي هذا بالذات يقوم استثمارها) لان تقدم للظالمين، اولاً، عملها غير المدفوع الاجر، وثانياً، نساءها كخليلات "للسادة".
والعبودية والقنانة والرأسمالية متشابهة في هذا الصدد. فلا يتغير الا شكل الاستثمار؛ اما الاستثمار فيبقى.
في باريس، "عاصمة العالم"، مركز الحضارة، افتتح في الوقت الحاضر معرض لمنتوجات "العاملات المستثمرات في البيت".
وعلى كل شيء معروض نرى تذكرة تبين كم تتقاضى العاملة في البيت على صنعه وكم يمكنها ان تتقاضى في هذه الحال باليوم وبالساعة.
وماذا يتبين؟ انالعاملة في البيت لا تستطيعان تتقاضى، لقاء اي بضاعة كانت، اكثر من 1 وربع فرنك، اي اكثر من 50 كوبيكا. والحال ان الاغلبية الساحقة من الاعمال تعود باجر اقل من ذلك بما يقاس. اليكم ، مثلاً اغطية المصابيح. الاجرة – 4 كوبيكات بكل دزينة؛ او اكياس الورق – 15 كوبيكا بكل 1000؛ الاجرة – ستة كوبيات في الساعة. اليكم لعب صغيرة بشرائط، وما اليها – كوبيكان ونصف كوبيك في الساعة.
اليكم اعمالاً من الزهور – كوبيكان او ثلاثة في الساعة. اليكم بياض السيدات والرجال – من كوبيكين الى ستة كوبيكات في الساعة. وهكذا دواليك وهلم جرا.
وقد يتعين على جمعياتنا العمالية نقاباتنا ان تقيم "معرضاً" من هذا النوع. انه لن يعود بارباح طائلة كالتي تعود بها معارض البرجوازية. ان معرض العوز والبؤس النسائي البروليتاري سيعود بنفع آخر : فانه سيساعد العمال الاجراء والعبدات المأجورات على فمهم اوضاعهم، والالتفات الى "حياتهم"، وامعان الفكر في شروط الخلاص من هذا النبر الابدي، نير العوز والبؤس والدعارة وشتى الاهاات بحق المعدمين.
كتب في 27/ نيسان

من كتاب (بصدد تحرير المرأة) لينين.