هل يحتاج الرجل العربي لإعادة تعليم؟



سونيا ابراهيم
2013 / 4 / 21

اتضح لدينا مؤخراً أنه على الرغم من التعليم-بحالته البائسة في العالم العربي- الذي يحصل عليه المواطن العربي إلا أنه ليس كافياً على ما يبدو لإيصال رسالة ترقى بالبشر عن دور الرجل العربي في حياته الاجتماعية التي ينسجها من خلال المجتمع، و العائلة. لقد أصبح ليس مهماً كيف أن التعليم، و مزجه بالمناهج و التعاليم الدينية السماوية صار في حالة يرثى لها بقدر ما هو مهم بالنسبة للمواطن العربي الحصول على شهادة توصله للقمة العيش، و الحياة الكريمة التي تربى على أن يخطط لها. لقد صُنعت الثورات في العالم العربي لتطالب بالحرية، و العدالة الاجتماعية، و لكنها لم تنتج على ما يبدو عن أي نوع من النزعات الأخلاقية على غرار التطور العلمي، و التكنولوجي الذي نراه يحصل في العالم من حولنا، و لقد كان للتاريخ الطويل منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى، و الثانية، و امتداد حكومات ديكتاتورية أثراً على حياة هذا المواطن العربي، و أصبح الفساد- و أن كان هذا الوصف يغرقنا بالتعميم- يجري في دمه، و لقد تخلى عن كرامته، و تدهورت منظومته الأخلاقية إلى حد التفاوض، و البيع و الشراء؛ بدلاً من الالتزام بحفنة من المبادئ الانسانية التي من شأنها أن ترفع من قدره، و اتخاذ العبر من غيره في حال تشاركوا الأمر بينهم!

بالتأكيد؛ سيبدو العنوان في البداية غارقاً في التعميم، و لكن الرجل العربي هو المواطن، الذي نتج بعد كمٍ من هذه العصارات، و الحضارات، و الديكتاتوريات و صراعها من أجل الاستمرار في سلطتها على حساب كرامة المواطن/ة العربي/ة، و لكن ما يكاد يدهشني، في واقع الأمر هو كون الرجل العربي- دون أن نعمم بلا أي شك- أصبح متخاذلاً؛ و بطبيعة هذا المستوى الثقافي- الاجتماعي، و باعتماد الأسرة و الطفل عليه صار لدينا منظومة أخلاقية مهترئة، لست أدعي أن المرأة العربية ليست مسئولة؛ فهي أولاً و آخراً تأثرت بنتاج هذا المجتمع الرجولي، و لكني أشك أن محاولاتها في نيل الكرامة أصبحت مهددة بالخطر في حال غياب الوعي عن الشارع العربي، الذي طال صبره على الجوع؛ حتى أصبح يتناول المذلة كالحلوى؛ بدلاً من شرائها من عرق الجبين، أنا لا أستطيع ألا أسجل موقفاً من نساء رَضِيْن بالتخلف، و الرجعية، و لا أقول أنهن لستن أعداء أنفسهن بالدرجة الأولى، و من ثم أطفالهن، و لكني أقول يا هل ترى ماذا فعل رجالهن، الذين أخذوا كل الحقوق بمباركة من أنظمة أبوية- سلطوية و إن كان البعض يحصرها على مستوى مجتمعي أكثر مما هو انساني، و بعد هذا جاؤوا ليقيّموها، و يرسلوا إليها نكاتهم الساحرة، أو تعليقاتهم الباطنية. أتعاطف كثيراً مع الرجال الفقراء، كمواطنين يكدوا للحصول على لقمة العيش من أجل سد رمق جوعهم، و لكني لا أستوعب أي مسئولية يحاولون الأخذ بعاتقها في مجتمع لا يفرق بين حقوق المرأة كحقوق انسان، و حقهم في ابتزازها عبر ثقافتهم الرجعية. المرأة العربية، المواطنة التي تعلمت، و ربّت، و عاشت حياتها لتستفيد من تجاربها، و تجارب الآخرين هي أيضاً لديها القدرة على التمييز بين الكذب، و الصدق، المرأة التي تخرج كل يوم، و تترك أطفالها من أجل مشاركة شريكها بهموم الحياة و متاعبها هي أيضاً تستحق التقدير، عتبي على كل رجل عربي يصدق أكذوبة، و عتبي على كل رجل عربي وضع ثقافة تربى عليها كأولوية، و تجاهل حقوق باقي المواطنات مثله مثلهن بالمساواة، و عتبي على رجال عرب حملوا شهادات عليا، و ما زالوا ينظرون إلى المرأة على أنها"ناقصة عقل و دين" .. أكتفي بهذا الحد دون أن أضع حقاً على فئتين: رجال الدين المتعصبين، و رجال السياسة.. أنتم قمتم بدوركم لحد الآن.. و العتب عليكم مرفوع!!