لماذا نحتفل في عيد المرأة



رشيد كرمه
2005 / 4 / 19

لماذا نحتفل بعيد المرأة ؟
رشيد كَرمه
مساهمة قدمت الى النادي العراقي في بوروس بمناسبة 8آذار من قبل رئيس الهيئة ألإدارية للنادي العراقي في بوروس رشيد كَرمه

( لجنة المرأة )

هكذا أبدأُ إحتفاليتي بعيد المرأة, إنها أمي , وأختي , وحبيبتي ,وزوجتي , وبنتي , إنهن يشكلن جزءأ من ضمائرنا.
الحديث عن المرأة يعني الحديث عن الخلق, والكون , والبشرية. فمن بين الكثير من النظريات والفرضيات المثالية والمادية . إشتهرت نظرية آدم و حواء بفعل ٍدينيٍ بحت ...إذ خلق الله آدم على صورته في الجنة ثُم خُلقت حواء من ضلع آدم . وكما تقول ( ماري الدبس ) رحلة القهر بدأت من هنا من سفر التكوين_ أُنظر النهج العدد 41_ إذ حُمِلت حواءسبب طرد أبو البشر من الجنة لإغوائها له بعد أن وسوس لها الشيطان, ولم يكتفي الرب بالعقوبة المتساوية لكليهما بل أضاف لحواء عقوبة ثالثة (وبا لآلام ستلدين أولادك )_ الإصحاح _
ومنذ تلك اللحظة وإلى أبد الآبدين ستبقى المرأة تناضل لرفع هذا الحيف ولتثبت للرجل أنها لا تختلف عنه إلا بايولوجياً فقط .
قد لايعرف أحداً على وجه التحديد من كان البادئ في أول بحثٍ عن كهف ٍ أو مغارة في جبل ليأوي إليها البشر درْءاً( للمخاطر ) مظاهر الطبيعة من برق ورعد وعواصف أهو رجل أم إمرأة ؟ لربما كانت إمرأة لإنها هي الولاَدة للجنس البشري وهي الأكثر إلتصاقاً بصغارها.. ألم نأوي اليها ونحن رضعاً ومرضى وعشاقاً ؟ ألم تكن هي البارعة في الصبر وتحمل الآلام ؟ ألم تكن ( زهاء حديد ) المهندسة العراقية هي نفسها التي حازت على جائزة عالمية لبناء دار الا برا في ويلز من بين أكثر من مائتا مهندس عالمي إذن هي إمتداد لحواء التي بحثت وكدحت ولازالت في الريف العراقي . وكانت المرأة أول مغنية في التاريخ والأ كثر تأريخية انها هي من تؤلف النصوص وتلحنها وتؤديها ولعل _تنويمة ألأطفال _ تدلنا على ذلك مثلها ( دللول بالولد يبني دللول ... ) .
وكانت المرأة سيدة المجتمع في العصر ألأمومي .. وكان الناس يكنون باسم أمهاتهم _ فلان بن فلانه_ وكان أول نص أدبي في التأريخ لآمرأة بابلية ( إبتهال آنانا أو عشتار....)لأبنة سرجون الأكدي.
ومن باب المقارنة والمقاربة ولا غرابة في ذلك ان رائدة الفضاء (فالنتينا كروبسكايا ) وغيرهن من المبدعات إمتداداً لأول إمرأة إبتكرت القناطر من جذوع الأشجار كطريقة إتصال وعبور الى فضاءات أُخرى.
في جانب آخر كانت المرأة حاسرة الرأس وطليقةُُ ٌُ في الترحال والتجوال فيما يسمى بالعصر الجاهلي وكانت تاجرة , وشاعرة ,وفارسة , ومدافعة عن حقوقها وحقوق قومها . فكانت خديجة , والخنساء ووخولة وهند..مع هذا كان الوأد نصيبها..( وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ) ...القرآن الكريم ثم جاءت الطفرة الكبرى والثورة حيث جاء الأسلام ومنع الوأد (إذا المؤدة سألت بأي ذنب قتلت ) .
ففيما تحصل المرأة أو تحقق نصراًهنا تخسره هناك.. فما أن تحقق لها أن العيش في مرحلة البدء بالدين الجديد _ الإسلام _ دون الموت في ما قبل الإسلام حتى نزلت مرتبتها !!! وأصبح الرجل قواماً عليها ( سورة النساء في القرآن الكريم ).
كما صار عليها أن تمتنع عن الحديث في الكنيسة _ سئل البابا يوحنا بولص فيما إذا كان للمرأة حق العمل فأجاب : بامكانهاأن تحقق ماتشاء من الأمور غير أنها _ لا _ تصلح للكهنوت.
سئل عالم ديني مسلم فيما إذا كان يحق للمرأة العمل السياسي فقال نعم ولكنها _ لا _تصلح أن تكون قائدة ( لا يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة ).. حديث نبوي..رغم هذا فهناك بلقيس ملكة سبأ , وشجرة الدر وبنزير بوتو ومارغريت تاتشر وغيرهن ومع تغير ألأنظمة وتحولها الى جانب المرأة في أكثر دول العالم نجد أن هجوما رجعيا ً يشن على نصف المجتمع وإلا ما معنى الهجوم القذر الذي يشن على الدكتورة ( نوال السعداوي ) ؟؟؟ وما معنى فصل سيدة فاضلة عن زوجهاعنوة ___وبالأمس القريب أطلقوا صفة الماجدة على المرأة العراقية ثم عادوا ليصدروا أحكام الموت تحت ذرائع شتى بعدما إنتفت الحاجة اليهن.
وحيث لايتسع المجال هنا لشرح كل مايسئ للمرأة أشير باختصار أن معيار تقدم الشعوب هو مشاركة المرأة في الحياة الإجتماعية والسياسية والحزبية ناهيك عن تحررها من القيود الإجتماعية البالية وعلى القوى المتنورة أن تقف بوجه الحملات الإعلامية والظلامية في أكثر من بقعة تحت حجج إسلامية واهية. ومن واقع الأنتصار للمرأة والدفاع عنها نذكر على سبيل المثال موقف الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري وسليمان الفارسي حين وقفوا سلمياً الى جانب المرأة بعد ان إمتنعوا عن الزواج الضرائري في حين كان الزواج متعدداً لأربع وما ملكت أيمانهم حسب الشريعة الإسلامية.
إن أنصار المرأة في التأريخ كثيرون فأبن رشد أفتى بأسوة المرأة مع الرجل وكذلك الأفغاني والكواكبي ومحمد عبده ......
إن إحتفال كل شعوب الأرض بيوم 8 آذار ليس إعتباطاً . لقد ناضلت المرأة طيلة عقود من السنين من أجل حقها في إبداء الرأي والتصويت وحقها في العمل مستفيدةً من الهبات والثورات هنا وهناك فمثلا ً لعب شعار الثورة الفرنسية _ الحرية ..المساواة..الأخاء ...جانباً إيجابياً في ذلك ولكن الوقفة التي أرست 8آذار كانت نضالات المرأة في ا لمجتمع الأمريكي حين كان أول أحتفال للمرأة يوم 28 شباط من عام 1909 ولقد اُقيم لقاءًنسوياً في كوبنهاكن ضم حينها أكثر من 100 إمرأة من 17 بلداً يطالبن بالمساواة وحق التصويت وفي سنة 1911 ونتيجة للأ جتماع الآنف الذكر قدم إقتراح بان يكون يوم 19 آذار عيداً للمرأة ولكن حدث أن جوبهت المرأة من قبل السلطات في نيويورك يوم 25 آذارمما أدى الى أطلاق الرصاص عليهن ,وا ستشهد أكثر من 140 منهن دفاعاً عن حقوقهن وعندما حل عام 1913 صار يوم 8 آذار عيداًللمرأةالعالمي. ولم تستكين المرأة في كل بقاع الأرض وظلت تناضل من أجل المساواة سنة بعد أُخرى , وعند تأسيس الأمم المتحدة وتبني لائحة حقوق الإنسان أدرجت في أكثر من مادة من اللائحة وجوب معاملة البشر سواسية دون تمييز في الحقوق . وعقد أكثر من مؤتمر للمرأة ..فتحية للمرأة في عيدها أُماً وأختاً وحبيبةً.

رشيد كَرمه السويد 17 APRIL 2005 [email protected]